القرآن الکريم هو الثقل الأکبر الذي أنزله الله تعالي بما فيه من العظمة والمنزلة علي قلب رسوله محَّمدٍ صلي الله عليه وآله وسلَّم ثمَّ نزَّله علي هيئة المُصحف الشريف المشتمل علي الحروف والکلمات بلسان عربي مبين ليکون هديً لعامَّة الناس العربيِّ وغير العربي.

فمن کانت لديه أدني معرفة للغة العربيَّة فلا محالة سوف يُدرک جانباً من ظاهر هذا الکتاب قال تعالي:

(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف/2).

وهذا الخطاب يشمل العرب وغيرهم علي السواء، نعم معرفةُ الجوانب الظاهريّة الدقيقة تتوقَّف علي الفهم الشامل للّغة العربية وأسرارها.

ومع ذلک هناک العدد الکبير من الآيات الکريمة غير مفهومة لا من حيث المفهوم والمعني ولا من حيث المصداق والتطبيق، وليست هناک أيُّة وسيلة عادية يمکننا من خلالها الإطِّلاع علي تلک الآيات والوصول إلي محتواها الواقعي.

فيا تري کيف نحلُّ هذه المشکلة؟

وهل هناک من يُطْمأنُّ به کي يُدلَّنا علي محتواها وينبئنا عن تفسيرها أو تأويلها؟