بازگشت

معطيات علامات الظهور


الأخبار الواردة عن النبي صلي الله عليه وآله وأهل بيته بخصوص المهدي کثيرة، فمنها التي تحدثت عن ولادته، ومنها التي أشارت الي فوائد غيبته وأثرها في حياة الاُمة. ومنها التي ذکرت فوائد انتظاره، وهکذا..

وفي هذه الفقرة من البحث سنتناول فوائد علامات الظهور والآثار التي تمنحها للاُمة وقد أوجزناها بما يلي:

1 - ورد عن النبي صلي الله عليه وآله وأهل بيته المعصومين روايات کان في معرض صدورها کعلامات لظهور القائم وهي في الحقيقة إخبارات غيبية تنبئ عن وقوع أحداث في المستقبل، ومن المعروف أن قسماً منها قد تحقق في الخارج، وهذا يعني وکما قلنا في الفقرة السابقة أنّ للمخبر علاقة واتصالاً مع الغيب، لأنه ليس بمقدور الإنسان العادي أن يتحدث عن ذلک ويکشف عن مفردات لها علاقة بالمخطط الإلهي الموعود من دون هذا الاتصال.

وهذا اللون من النشاط الذي برز في حياة المعصومين يؤدي بما لا يقبل الشک الي الاعتقاد بإمامتهم، کما يعدّ شاهداً علي صحتها، وسبباً للتعريف بشخص الإمام.

2 - من فوائد مرحلة استتار المهدي عن الاُمة وقيامه بأنشطة وأعمال من خلال ذلک الاحتجاب، مسألة تهيئة الاُمة وتربيتها لقبول العدالة الإلهية، وتولّي زمام المبادرة في الصراع مع الظالمين، الأمر الذي يستوجب مرور الاُمة بظروف صعبة من محن وابتلاء يتم من خلالها فرز المواقف القوية من الضعيفة وتمييز الطيب من الخبيث.

ولهذا جهد النبي صلي الله عليه وآله وأهل بيته من أجل تسليح الاُمة بعناصر تقيها من السقوط وتساهم في وعيها وتدخلها عملياً في تحقيق مصيرها، وقد مثلت علامات الظهور أحد تلک العناصر وهي من جهة اُخري تمثل اُسلوباً وقائياً يستطيع المسلم في عصر الانتظار بواسطتها أن يطرد الأدعياء من ساحته خصوصاً أدعياء الإمامة أو النبوة، حيث أشارت بعض العلامات الي هذا الادعاء، وبهذا ستغلق علامات الظهور کل الطرق والمنافذ التي يتخذها شياطين الأرض کأساليب لإظلال الناس.

3 - جاء في القرآن الکريم عدد من الآيات، وکذا ورد عن النبي صلي الله عليه وآله وأهل بيته عدد من الروايات، تؤکد بأن الأرض سيرثها الصالحون من عباد اللَّه وهذا الوعد الإلهي الصادق سيتم آخر المطاف.

أما مرحلة ما قبل تمکين المؤمنين من الطغاة فقد ورد فيها أخبار أيضاً شُکلت کعلامات تطمئن المؤمنين بقرب موعد الظهور، وهي تساهم في ترسيخ الثقة بالنصر وتؤکد حتميته، ثم تبعث الأمل في نفوس المنتظرين وتدعوهم لمواصلة الصراع وإدامة المعرکة لأن المنتظر عادة يکون بين علامتين الاُولي تحققت، والثانية مترقبة الحدوث.

من هنا تشکل علامات الظهور محطات وعي وأمل في حياة الاُمة.