خلاصة البحث
صرّح القرآن الکريم وتبعته السنّة الشريفة علي أنّ الأرض ستورث من قبل الصالحين من عباد اللَّه سبحانه.
وإنطلاقاً من ذلک فقد هيّأ النبي صلي الله عليه وآله والأئمة ذهنية الاُمة لأجل قبول ذلک المخطط الإلهي والتفاعل معه، والذي سينتهي بدولة الحقّ المرتقبة بقيادة آخر الأوصياءعليه السلام، محمد المهدي بن الحسن العسکري عليه السلام، وربط حاضر الاُمة بمستقبلها الإلهي ضمن آلية تکفل برقيها في ضوء السنن الإلهية، وعلامات الظهور أحد تلک المفردات المرتبطة بالمخطط الکبير لليوم الموعود.
وعمليات التغيير الاجتماعي التي تتم عن طريق الأنبياء والأئمة في مرحلة الرسالة الخاتمية هي عمليات ربانية فهي إذن لا ترتبط بالظروف الموضوعية، نعم الظروف تشکل مناخاً لنجاحها.
من هنا فعلامات الظهور التي تتحدث عن ظواهر اجتماعية أو سياسية ماهي إلّا تعبير عن ظواهر أنتجتها ظروف موضوعية فهي إذن نبؤات صادرة عن الغيب تکشف عن تحولات في حياة الاُمة.
والغرض منها وعي الاُمة بمستقبلها واستفادة ذلک لغرض الهداية.
ثم تکشف علامات الظهور عن خط العصمة لتؤکد نهاية الأمر في الإمام المهدي الأمر الذي لم يهضم بداية الرسالة في علي فهذا هو ما حوله الي مهد آخر خصوصاً اذا تأکد في المهدي.
ولم يقتصر الحديث عن علامات الظهور في التراث الإمامي وإنّما نجد العامة قد تناولت هذا الموضوع بشکل موسّع.
ونفت الأحاديث الواردة عن أئمة أهل البيت مسألة توقيت ظهور الإمام المعصوم وإن کان الظهور وقيام الدولة من الاُمور الحتمية، إلّا أنه لم يخرج عن وعي الإنسان وإرادته ودوره في التمهيد، وأنّ من أسرار الغيبة انتظار الظرف الملائم للظهور والذي يستوجب أن يکون العالم قد تأهل لقبول الرسالة بمحض الإرادة الأمر الذي أدّي بأئمة اهل البيت أن يتجنّبوا التصريح بتحديد المدة لئلّا تکون مدعاة للاتّکال وصرّحوا بأنّ أمر الظهور موکول للَّه سبحانه.
والملاحظ لعلامات الظهور وأنواعها وشموليتها حين يتبنّاها المکلف سيجدها خريطة متکاملة ووصفة عمل ومنهج تحريک تقيه من الضياع، أو الوقوع في الإنحراف الذي يشتد آخر الزمان.
ولمّا کان لعلامات الظهور دور بهذا المستوي من حيث إسهامها في إيجاد الوعي في حياة الاُمة وقدرتها علي فرز الظواهر السيئة من الصحيحة، فلا فرق إذاً بين العلامة المفسرة علي أساس الرمز، أو المفسّرة علي أساس الحقيقة.
وآخر دعوانا أن الحمدللَّه رب العالمين وصلّي اللَّه علي محمد وآله الطيبين الطاهرين.