بازگشت

ماذا بعد قرقيسيا


يظهر من الأخبار أنّ السفياني بعد أن يغزو العراق علي أثر معرکة قرقيسيا، تکون له وقعات ومعارک کبيرة مع أهل المشرق، فما أن يفرغ من القضاء علي بني العباس حتي يبادر بالهجوم علي دولة إيران، وهي الدولة الممهدة التي ورد ذکرها في کثير من الأخبار، تمهد لظهور المهدي عليه السلام.. أخرج نعيم بن حماد عن أبي جعفرعليه السلام، قال:«يبعث السفياني جنوده في الآفاق بعد دخوله الکوفة وبغداد، فيبلغه فزعة من وراء النهر من أرض خراسان، عليهم رجل من بني اُمية. فتکون له وقعة بقومس [1] ، ووقعة بدولاب [2] الري، ووقعة بتخوم زرنج. [3] فعند ذلک تقبل الرايات السود في خراسان، علي جميع الناس شاب من بني هاشم بکفّه اليمني خال، يُسهل اللَّه أمره وطريقه. ثم تکون له وقعة بتخوم خراسان. ويسير الهاشمي في طريق الري، فيسرّح رجل من بني تميم من الموالي يقال له: شعيب بن صالح الي اصطخر [4] الي الاُموري، فيلتقي هو والهاشمي ببيضاء. [5] اصطخر، فيکون بينهما ملحمة عظيمة، حتي تطأ الخيل الدماء الي أرساغها. ثم تأتيه جنود من سجستان عظيمة، عليهم رجل من بني عدي، فيظهر اللَّه أنصاره وجنوده. ثم تکون وقعة بالمدائن، بعد وقعة الري، وفي عاقرقوفا [6] صليبة [7] يخبر عنها کل ناج. يکون بعدها ذبح عظيم ببابل ووقعة في أرض نصيبين [8] ، ثم يخرج علي الأقوص [9] قوم من سوادهم: وهم العُصب [10] ، عامتهم من الکوفة والبصرة، حتي يستنقذوا ما في يديه من سبي کوفان» [11] .

ويلاحظ في هذا الحديث، أنّ السفياني سوف يغزو إيران، ويتوغل في عمق أراضيها حتي يصل قريباً من طهران(الرّي). فيُسلم الهاشمي وهو حاکم إيران آنذاک رايته الي رجل اسمه: شعيب بن صالح، فيتمکن هذا القائد الفذ من إنزال أفدح الهزائم بجيش السفياني حتي يردّه علي أعقابه، فينسحب الي الشام.

وفي رواية اُخري:«يبعث السفياني خيله وجنوده، يبلغ عامة المشرق من أرض خراسان وأرض فارس، فيثورون بهم أهل المشرق فيقاتلونهم، وتکون بينهم وقعات في غير موضع. فإذا طال عليهم قتالهم إياه، بايعوا رجلاً من بني هاشم، وهو يومئذٍ في أهل المشرق [12] ، فيخرج بأهل خراسان علي مقدمته رجل من بني تميم، موليً يقال له شعيب بن صالح. أصفر قليل اللحية يخرج إليه في خمسة آلاف، فإذا بلغه خروجه شايعه فيصيّره علي مقدمته، لو استقبل بهم الجبال الرواسي لهدّها. فيلتقي هو وخيل السفياني فيهزمهم...» [13] .


پاورقي

[1] قومس: کورة کبيرة واسعة بها مدن وقري ومزارع، في ذيل جبل طبرستان، قصبتها دامغان، بين الري ونيسابور، وبسطام من مدنها(مراصد اطلاع: 1134:3).

[2] دولاب: من قري الري.(مراصد الاطلاع: 541:2).

[3] وردت في المصدر زرنيخ وهو تحريف لأن زريخ قرية من قري الصعيد بأعلاه من شرق النيل کما وردت في کتاب الفتن بلفظة زرنج وهو تصحيف وزريخ هذه مدينة هي قصبة سجستان(مراصد الاطلاع: 663:2).

[4] اصطخر: بلدة بفارس، يقال: إن کورفارس خمسة أکبرها وأوصلها کورة اصطخر(مراصد الاطلاع: 87:1).

[5] بيضاء: مدينة مشهورة بفارس، وهي أکبر مدينة باصطخر، وسميت بالبيضاء، لأن لها قلعة ببيضاء تبين من بُعد(مراصد الاطلاع: 242:1).

[6] عقرقوف: مدينة بالقرب من بغداد.

[7] وفي بعض النسخ: صلحية وصنية. وربما إشارة الي جهاز للاتصالات أو رادار، بواسطته يتم نقل ما يجري من الملاحم بين السفياني وشعيب الي الجهات المستفيدة.

[8] نصيبين: مدينة عامرة في بلاد الجزيرة علي جادة القوافل من الموصل الي الشام وبينها وبين سنجار تسعة فراسخ.(مراصد الاطلاع: 1374:3).

[9] في بعض النسخ الأحوص.

[10] العُصب جمع عصبة، وهم عصائب العراق من أصحاب المهدي عليه السلام کما جاء ذکرهم في الأخبار.

[11] البرهان، المتقي الهندي: 670 ح141.

[12] يشير الي أن الهاشمي رجل من أهل خراسان. ولذا سمي بالخراساني في بعض الأخبار.

[13] البرهان، المتقي الهندي: 673 ح 142.