بازگشت

ملامح شخصية السفياني في روايات اهل البيت


لابد لنا قبل کل شي ء، أن نحدد ملامح هذه الشخصية لکي نتعرف علي بعض صفاتها ونوازعها وتطلعاتها.

روي عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال:«يخرج ابن آکلة الأکباد من الوادي اليابس [1] ، وهو رجل ربعة وحش الوجه ضخم الهامة بوجهه أثر الجدري، إذا رأيته حسبته أعور، اسمه عثمان وأبوه عنبسة، وهو من ولد أبي سفيان حتي يأتي أرضاً ذات قرار ومعين فيستوي علي منبرها» [2] .

وروي عن الباقرعليه السلام، قال:«السفياني أحمر أزرق أشقر لم يعبد اللَّه قط، ولم ير مکة ولا المدينة قط. يقول: يا رب ثاري والنار، يارب ثاري والنار». [3] ويظهر من هذا الحديث أن السفياني رجل موتور يطلب ثاراً، وفي رواية اُخري عن علي عليه السلام:«لو رأيت السفياني رأيت أخبث الناس: أشقر أحمر أزرق، يقول: يارب ثاري ثاري، ثم النار. ولقد بلغ من خبثه أن يدفن اُم ولد له وهي حية مخافة أن تدل عليه». [4] ويبدو من بعض الأخبار أن ثأر السفياني مع کل من شيعة آل محمد وبني العباس.

روي عن أبي جعفرعليه السلام في حديث طويل:«... ويظهر السفياني ومن معه حتي لا يکون له همة إلّا آل محمدصلي الله عليه وآله وشيعتهم، فيبعث بعثاً الي الکوفة، فيصاب باُناس من شيعة آل محمد قتلاً وصلباً...» [5] وعن الصادق عليه السلام:«کأني بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتکم بالکوفة، فنادي مناديه: من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم. فيثب الجار علي جاره، ويقول: هذا منهم، فيضرب عنقه فيأخذ ألف درهم» [6] .

وروي عن النبي صلي الله عليه وآله، أنه ذکر فتنة تکون بين أهل المشرق وأهل المغرب، قال:«فبيناهم کذلک إذ يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فور ذلک من المدينة الملعونة.. فيقتلون أکثر من ثلاثة آلاف ويفضحون أکثر من مائة امرأة، ويقتلون ثلاثمائة کبيش من بني العباس» [7] .

أما مسألة عمالة السفياني للغرب فهي کذلک ثابتة في کثير من الأخبار:

روي عن بشر بن غالب:«يقبل السفياني من بلاد الروم منتصراً، في عنقه صليب، وهو صاحب القوم» [8] .

وعن أمير المؤمنين عليه السلام:«يخرج في سبعة نفر مع(کل)رجل منهم لواء معقود، يعرفون به في النصر، يسير بين يديه ثلاثين ميلاً، لا يري ذلک العلم أحد يريده إلّا انهزم» [9] .

وفي هذا الخبر الأخير إشارة الي تلقي السفياني الدعم من سبعة دول کبري وذلک بقرينة اللواء المعقود فإنه رمز للدولة، کما نعرفه هذه الأيام.


پاورقي

[1] وهو وادي في ناحية مدينة دمشق، روي عن أمير المؤمنين بخبر آخر، قوله:«السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان، رجل ضخم الهامة بوجهه آثار جدري، بعينه نکتة بيضاء، يخرج من ناحية دمشق في واد يقال له الوادي اليابس...»إعلام الوري: 457، باب علامات خروجه.

[2] کمال الدين، الصدوق: 651:2 ب 57 ح 9.

[3] بحار الأنوار، المجلسي: 254:52.

[4] بحار الأنوار، المجلسي: 651:52 ب 57 ح 10.

[5] بحار الأنوار، المجلسي: 222:52.

[6] بحار الأنوار، المجلسي: 215:52.

[7] مجمع البيان، الطبرسي: 398:4.

[8] الغيبة، الطوسي: 278.

[9] إعلام الوري، أبي الفضل الطبرسي: 457.