العلامات الطبيعية
وتتمثل بالزلازل وآيات تظهر في الشمس والقمر عموماً، کدمار ودخان وخسف.
1 - الزلازل: ورد عن لسان الرسول صلي الله عليه وآله:«اُبشرکم بالمهدي يُبعث في اُمتي علي اختلاف من الناس وزلازل...» [1] .
وهذه الزلازل تضرب في مصر [2] علي ما ورد علي لسان الإمام علي عليه السلام وتضرب في الشام«فينقعر غربي مسجدها ويخسف بقرية يقال لها حرستا» [3] ، وزلازل تضرب نجد التي يقول عنها الرسول صلي الله عليه وآله:«هنالک الزلازل والفتن» [4] ، وزلازل تضرب البصرة فيکون فيها«خسف وقذف ورجف» [5] وخسف يصيب بغداد وخراب بالري [6] وخسف في جزيرة العرب [7] ، والي هذا خسف بالمشرق وخسف بالمغرب [8] ، وخسوف متکررة في هذه الدار أو تلک وبهذا الرجل أو ذاک [9] .
2 - الظواهر السماوية: تشير المصادر الي کسوف وخسوف في شهر رمضان والي نجم مذنّب، والي علامات في السماء والقمر، فقد ورد علي لسان الرسول صلي الله عليه وآله ظهور آية متعلقة بالشمس وأنها:«تنکسف.. في شهر رمضان مرتين» [10] .
وورد عن الإمام علي عليه السلام من بين علامات الظهور:«أولها طلوع الکوکب ذي الذنب» [11] هذا وتشير أحاديث کثيرة الي طلوع الشمس من المغرب [12] .
وورد عن رسول اللَّه صلي الله عليه وآله:«يطلع نجم من المشرق قبل خروج المهدي له ذناب» [13] .
والي کل هذا صواعق تصعق أفراداً من الناس [14] وقذف من السماء [15] .
3 - النار: تکثر أحاديث النار في المصادر الإسلامية وهي تشب في الحجاز وفي بصري وفي اليمن ونار من الشرق ونار من السماء ونار في الحجارة والمدر.
فعن نار الحجاز ورد عن رسول اللَّه صلي الله عليه وآله:«لا تقوم الساعة حتي تخرج نار من أرض الحجاز تضي ء أعناق الإبل ببصري». [16] .
کما ورد عن علي عليه السلام:«إذا وقعت النار في حجازکم... فتوقعوا ظهور قائمکم» [17] کما ورد عنه في أشراط الساعة:«إذا أنارت النار بصري...» [18] .
وأما عن نار اليمن فقد ورد عن رسول اللَّه صلي الله عليه وآله من بين أشراط الساعة:«... ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس الي المحشر» [19] ونار تخرج من قبل حضرموت [20] .
أما نار المشرق فقد أشار إليها الإمام الباقرعليه السلام بقوله:«إذا رأيتم ناراً من المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد» [21] .
أما النار من السماء فقد ذکرها الإمام الصادق عليه السلام بقوله:«إذا رأيتم علامة في السماء ناراً عظيمة من قبل المشرق تطلع ليالي، فعندها فرج الناس وهي قدام القائم عليه السلام بقليل» [22] کما جاء عنه عليه السلام:«يزجر الناس قبل قيام القائم عليه السلام عن معاصيهم بنار تظهر في السماء وحمرة تجلل السماء...» [23] .
وهذه النيران تشعل الحجر والمدر کما ورد عن الإمام السجاد علي بن الحسين [24] عليهما السلام.
4 - حوادث في البصرة: تتعرض البصرة للزلازل والخسف والغرق. فقد ورد عن رسول اللَّه صلي الله عليه وآله في حديثه الي أنس بن مالک:«يا أنس إن الناس يمصّرون أمصاراً، وأن مصراً منها يقال له البصرة أو البصيرة، فإن أنت مررت بها أو دخلتها فإياک وسباخها وکلأها وسوقها وباب اُمرائها، وعليک بضواحيها، فإنّه يکون بها خسف وقذف ورجل وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير» [25] .
کما جاء عن علي في خطبته في أهل البصرة بعد معرکة الجمل:«.. کأني أنظر الي قريتکم هذه وقد طبقها الماء حتي ما يري منها إلّا شرف المسجد کأنه جؤجؤ طير في لجة بحر». [26] وجاء عنه أيضاً:«إذا صاح الناقوس... واضطربت البصرة وغلب بعضها بعضاً...، ألا، وهو الوقت الذي وعدتم به» [27] .
5 - فيضان نهر الفرات: وردت الأحاديث عن أئمة أهل البيت حول حصول فيضان في الفرات، ويبدو أن هذا الفيضان ناجم عن الأمطار الغزيرة التي ستسقط في السنة المطيرة التي تسبق قيام القائم والتي يصفها الإمام الصادق بقوله:«إن قدام القائم عليه السلام لسنة غيداقة يفسد فيها الثمار والثمر في النحل فلا تشکّوا في ذلک» [28] .
ثم إن المطر سيصل الي أزقة النجف، حيث ورد عن لسان الإمام السجادعليه السلام:«إذا ملأ هذا نجفکم السيل المطر.. فتوقعوا ظهور القائم المنتظر» [29] .
ويؤکد الإمام علي عليه السلام دخول ماء الفرات الي الکوفة، حيث ورد عن الإمام علي عليه السلام في جوابه علي سؤال ابن عباس: ما أقرب الحوادث الدالة علي الظهور؟ إذ يقول عليه السلام:«إذا فتق بثق في الفرات فبلغ أزقة الکوفة» [30] کما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام:«سنة الفتح ينبثق الفرات حتي يدخل أزقة الکوفة» [31] .
6 - جفاف الفرات وانحساره عن کنز: ورد في عدد من المصادر حديث شريف يؤکد انحسار الفرات عن کنز من ذهب يؤدي الي قتال شديد:«يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل الناس عليه، فيقتل من کل مائة تسعون، أو قال: تسعة وتسعون، کلهم يري أنه ينجو» [32] .
وهناک أحاديث تتحدث عن اقتتال علي الفرات بسبب الأموال وربما کانت تشير الي الأمر نفسه، منها حديث يقول:«يقتتل عند کنزکم ثلاثة کلهم ابن خليفة ثم لا يصير الي واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونکم قتلاً لم يقتله قوم». [33] ومنها حديث يقول:«يکون ناحية الفرات في ناحية الشام أو بعدها بقليل مجتمع عظيم، فيقتتلون علي الأموال، فيقتل من کل تسعة سبعة وذلک بعد الهدّة والواهية في شهر رمضان، وبعد افتراق ثلاث رايات يطلب کل واحد منهم الملک لنفسه، فيهم رجل اسمه عبداللَّه» [34] .
7 - الموت المتمادي: ينتشر الموت قبل قيام القائم سواء في الحرب أو نتيجة للأمراض، فيقتل أغلب الناس، يقول علي عليه السلام:«بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض وجراد في حينه وجراد في غير حينه أحمر کالدم. فأما الموت الأحمر فبالسيف وأما الموت الأبيض فالطاعون».
8 - دابة الأرض: يقول اللَّه تعالي:«وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُکَلِّمُهُمْ إنَّ النَّاسَ کَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ».. [35] .
وقد جاء علي لسان الرسول صلي الله عليه وآله إن هذه الدابة هي من علامات الساعة إذ ورد:«ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تکن آمنت من قبل: طلوع الشمس من مغربها والدجال والدابّة». [36] کما ورد:«إن الساعة لا تقوم حتي يکون عشر آيات: الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها وثلاثة خسوف... ونزول عيسي بن مريم وفتح يأجوج ومأجوج ونار تخرج من قعر عدن...» [37] .
9 - بناء مدينة علي شاطئ الفرات: جاء في خبر أورده الصدوق في الإکمال أن بني العباس في آخر ملکهم يقومون ببناء مدينة علي شاطئ الفرات، فإذا تم بناؤها لم يبق من مدة ملکهم إلّا سنة واحدة، وإليک الخبر: عن علي بن الحسين عليه السلام:«إذا بني بنو العباس مدينة علي شاطئ الفرات کان بقاؤهم بعدها سنة» [38] .
پاورقي
[1] شرح الأخيار للقاضي المغربي: 562:3، مسند أحمد: 37:3.
[2] ملاحم ابن طاووس: 124، عقد الدرر: 53.
[3] النعمان: 272، مرسلاً والبحار: 242:52، وبشارة الإسلام: 125، وهما عن النعماني، کنز العمال للمتقي الهندي: 283:11.
[4] مسند أحمد: 118:2، صحيح البخاري: 23:2.
[5] کنز العمال: 307:12، ح 3515، سنن أبي داود: 113:4 ح 4307.
[6] الإرشاد: 361.
[7] المصنف لابن أبي شيبة: 662:8، ح 88.
[8] المصدر السابق.
[9] الحاکم في مستدرکه: 515 ،4، الدر المنثور: 324:2.
[10] ابن حماد: 91 ،61 ،60. وعقد الدرر: 11 - 106، وملاحم ابن طاووس: 46.
[11] ملاحم ابن طاووس: 136، وکفاية الأثر: 213، ومشارق البرسي: 166 - 164.
[12] غيبة الطوسي: 267، صحيح البخاري، فتن: 25، رقاق 40 توحيد 22... الترمذي، فتن: 21، سنن ابن ماجة فتن: 32 ،28 ،25، سنن الدارمي، سير 69، مسند أحمد: 192:1 و275 ،231 ،201 ،124:2 و324 ،313 و327 و395 و398 و407 و427 و446 و495 و511 و530 و31:3 و 98 و6:4 و7 و 395 و 404. وابن أبي شيبة: 178:15، وتفسير ابن جرير: 76:8، والبدء والتاريخ: 197:2، المعجم الکبير للطبراني: 214:9.
[13] ابن حماد: 11، وعقد الدرر: 111، وعرف السيوطي في الحاوي في الفتاوي: 82:2، وبرهان المتقي: 108، وملاحم ابن طاووس: 46.
[14] الحاکم: 444:4، ومجمع الزوائد: 9:8، وکنز العمال: 235:14، ومسند أحمد: 65:3.
[15] راجع ملاحم ابن طاووس: 124.
[16] راجع مسلم بشرح النووي، دار الکتب العلمية: 1995، کتاب الفتن وأشراط الساعة...
[17] الصراط المستقيم: 258:2، إثبات الهداة: 578:3.
[18] مشارق البرسي: 166، الإيقاظ من الهجعة: 375.
[19] غيبة الطوسي: 67:2، والبحار: 209:52، والطيالسي: 143، والحميري: 364:2، ومسند أحمد: 6:4 و144:5 ،7، ومسلم: فتن 39، وأبو داود: ملاحم 12.
[20] الترمذي: فتن42، ومسند أحمد: 119 ،99 ،69 ،53 ،8:2.
[21] غيبة النعماني: 253، غيبة الطوسي: 274، عقد الدرر: 64 و137 ولوائح السفاريني: 8:2.
[22] غيبة النعماني: 267، وعقد الدرر: 106.
[23] الإرشاد: 361، وإعلام الوري: 429.
[24] الصراط المستقيم: 259:2، بشارة الإسلام: 83.
[25] سنن أبي داود: ملاحم 10، ومسند أحمد: 136:5، راجع کذلک ملاحم ابن المنادي: 3 و93، ومصابيح البغوي: 486:3، وکنز العمال: 307:12.
[26] راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 13:1 م 1.
[27] معجم أحاديث الإمام المهدي: 27:3 ح581.
[28] الإرشاد: 361، وغيبة الطوسي: 272، وإعلام الوري: 428، الخرائج: 1164:3، ومنتخب الأنوار المضيئة: 35.
[29] الصراط المستقيم: 259:2، وإثبات الهداة: 578:3، وبشارة الإسلام: 83.
[30] الصراط المستقيم: 258:2، وإثبات الهداة: 578:3.
[31] الإرشاد: 361، وغيبة الطوسي: 273 و274، وإعلام الوري: 42، والخرائج: 1164:3.
[32] صحيح البخاري، فتن 24، وصحيح مسلم، فتن: 29 و30، وسنن أبي داود: ملاحم12 و13، والترمذي: جنة26.
[33] ابن ماجة، فتن34، الروياني: 123، وملاحم ابن المنادي: 44، الداني: 93، ودلائل النبوة: ؤ515:6، وبيان الشافعي: 489 و520، وعقد الدرر: 57 و126، وتذکرة القرطبي: 699، وفتن ابن کثير: 42:1، وعرف السيوطي الحاوي: 60:2، والخصائص الکبري: 119:2، والدر المنثور: 58:6، ومجمع الجوامع: 1006:1، والبحار: 83:51.
[34] معجم أحاديث المهدي عليه السلام: 433:1، ح296، عن ابن حماد: 92، عقد الدرر:58 ب 4.
[35] النمل: 82.
[36] صحيح مسلم، إيمان249، ومسند أحمد: 164:2 و201 و324 و337 و407 و445 و357:5، والترمذي تفسير سورة الصف: 27 - 9 ،61، وابن أبي شيبة: 178:15، وتفسير الطبري: 76:8، والطبراني: 197:9، ومنتخب الأثر: 462.
[37] مسلم، فتن39 و40 و118 و129، ومسند أحمد: 6:4 و7، وابن ماجة، فتن: 28 و31، والترمذي فتن 21، وغيبة الطوسي: 267.
[38] إکمال الدين: 655 باب 57 ح 26.