بازگشت

الشرط و العلامة


يشترک مفهوم الشرط مع مفهوم العلامة علي أنهما مما يجب تحققه قبل الظهور، ولا يمکن أن يوجد الظهور قبل تحقق کل الشرائط والعلامات فإنّ تحققه - أي الظهور - قبل ذلک، مستلزم لتحقق المشروط قبل وجود شرطه، أو الغاية قبل الوسيلة، کما أنّه مستلزم لکذب العلامات التي أحرز صدقها وتوافرها.

إذاً، فلابد أن يوجدا معاً قبل الظهور خلال عصر الغيبة الکبري، أو ما قبل ذلک.

ومع هذا الاشتراک إلّا أنه توجد بينهما بعض الفروق:

1 - إنّ إناطة الظهور بالشرائط إناطة واقعية، وإناطته بالعلامات إناطة کشف وإعلام.

ولذا فإن إنعدام بعض الشرائط يقتضي إنعدام الظهور أساساً، وعليه فلابد من اجتماع لکي يمکن تحقق الظهور ونجاحه.

أما العلامة فليس لها دخل سوي الدلالة والإعلام والکشف عن وقوع الظهور بعدها، مثالها مثل هيجان الطيور الدال علي تساقط المطر بعده من دون أن يقال إنّ العاصفة لا يمکن أن تقع بدون هيجان الطيور بل يمکن وقوعها.

نعم، إلّا أنّ بعض العلامات مربوطة بالشروط إرتباطاً عضوياً، بمعني أنّ العلامات تعتبر من مسببات ونتائج عصر الفتن والانحراف الذي هو سبب التمحيص، والذي يکون سبباً الي إيجاد أحد شرائط الظهور، فترتقي العلامات المذکورة الي مستوي مفهوم الشرائط.

2 - علامات الظهور عبارة عن عدّة حوادث قد تکون مبعثرة وليس من بد من وجود ترابط واقعي بينها سوي کونها سابقة علي الظهور... الأمر الذي جعلها علامة للظهور في الأدلة الإسلامية لکنها تقع مبعثرة في الزمان.

أما الشرائط فلها ترابط واقعي ومسببي.

3 - علامات الظهور حادثة طارئة لا يمکن أن تدوم مهما طال زمانها، بخلاف الشرائط فبطبعها قابلة للبقاء وهي باقية فعلاً بحسب التخطيط الإلهي.

ولهذا يمکن تقسيم العلامات وفق هذا الفهم الي عدة أقسام:

فمنها الحوادث التي لها علاقة في التخطيط الإلهي، أو العلامة بمستواها الواقعي لا الکشفي.

ومنها الحوادث التي لا ترتبط بالتخطيط الإلهي بل لها صبغة تکوينية مستقلة مثل خسوف القمر في آخر الشهر وکسوف الشمس في وسطه.

ومنها ما هو قريب من عصر الظهور بحيث يمکن أن يعدّ من مقدماته الأخيرة کقتل النفس الزکية، أو ظهور الدجال.

ومنها الأحداث التي تسبق الظهور بزمن طويل.