بازگشت

الدليل النقلي


وأعني به النصوص الواردة في الموضوع، وهي علي طوائف، أهمها ما يأتي:

أ- ما يدور منها حول عدم خلو الأرض من حجة، أمثال: (لا تخلو الأرض من قائم بحجة الله، إما ظاهر مشهور، وإما خائف مغمور، لئلا تبطل حجج الله وبيناته).

ب - ما يدور منها حول حصر الإمامة في اثني عشر إماماً کلهم من قريش، أمثال: (إن هذا الأمر لا ينقضي حتي يمضي فيه اثنا عشر خليفة کلهم من قريش).

ج - ما يدور منها حول تعيين الإمام المنتظر باسمه وصفاته، أمثال:

(المهدي من ولدي، اسمه اسمي، وکنيته کنيتي، أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً، تکون له غيبة وحيرة، تضل فيه الأمم، ثم يقبل کالشهاب الثاقب، فيملأها عدلاً وقسطاً، کما ملئت ظلماً وجوراً).

د - ما يدور منها حول عدم قيام الساعة حتي ينهض الإمام المنتظر (عليه السلام)، أمثال: (لا تقوم الساعة حتي تملأ الأرض ظلماً وجوراً وعدواناً، ثم يخرج من أهل بيتي من يملأها قسطاً وعدلاً، کما ملئت ظلماً وعدواناً).

هـ - ما يدور منها حول وجود إمام في کل زمان، أمثال: (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية).

ومتي حاولنا التوفيق بين الطوائف المشار إليها وأمثالها، ننتهي حتماً إلي أن الإمام المنتظر هو محمد بن الحسن (عليه السلام).

وفي عقيدتي: أن التوفيق بينها حيث ينهي إلي النتيجة المذکورة في مجال من الوضوح يغنينا عن تفصيل البيان.

وهذه (الأخبار في أن المهدي هو ابن الحسن العسکري، وأنه حي موجود، يظهر في آخر الزمان، متواترة من طرق أصحابنا عن النبي (صلي الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام)) [1] .

علي أن مسألة حياة الإمام المنتظر (عليه السلام)، بعد إثبات إمکانها، نستطيع أن ندرجها ضمن قائمة المسائل الغيبية في الشريعة الإسلامية، التي لا تقتضينا في مجال الاعتقاد بها أکثر من إثبات إمکانها عن طريق العقل، وإثبات وقوعها عن طريق النقل، کمسألة (المعاد) ونظائرها.

ولا أخال أن هذه الوفرة من النقول الواردة عن النبي (صلي الله عليه وآله) بمختلف طرقها وأسانيدها شيعية وسنية غير کافية.. أو أن هناک من لا يراها کافية، وبخاصة حينما يثبت تواترها، کما أشرت إليه.


پاورقي

[1] السيد الأمين، ص 388.