بازگشت

علي الصعيد العلمي


ومن المعلوم أيضاً أن العلم يستند - عادة - في إعطاء نتائجه حول قضية ما إلي التجربة.

والتجربة حينما تجري علي موضوع معين في ظروف وملابسات معينة، لا يصح تعميم نتائجها إلي نفس الموضوع، حينما يکون في ظروف وملابسات أخري غير تلکم الظروف والملابسات التي اکتنفته حين التجربة..

وهو - أعني عدم صحة التعميم في أمثال هذه القضايا - من الأصول المسلمة والشروط البديهية لدي العلماء.

فمثلاً: حينما تجري التجربة علي (خالد) - بصفته إنساناً - وهو في ظروفه الاعتيادية لمعرفة مدي بقائه حياً، ومدي مقاومته لعوادي الطبيعة التي من شأنها القضاء عليه، فتنهينا التجربة إلي أنه ليس باستطاعة مثل هذا الإنسان أن يعيش أکثر من (120) سنة، لا يصح أن تعمم نتيجة هذه التجربة لکل إنسان حتي من يکون في غير الظروف الاعتيادية التي أحاطته حالة التجربة، إذ من الجائز أن يبقي إنسان آخر، أو خالد نفسه، حياً أطول بکثير من المدة المذکورة، إذا کان في ظروف أخري غير ظروفه الاعتيادية. کما سنري ذلک واضحاً في نتائج تجارب الدکتور کارل فيما يأتي.

فالنتيجة - علي ضوء ما تقدم - هي:

إن مسألة بقاء الإنسان حياً مدة طويلة من السنين ليست مستحيلة، لا فلسفياً ولا علمياً، وإنما هي من المسائل الممکنة.