بازگشت

بيعة الامام المهدي و بداية انطلاقه نحو العالم


عن اُم سلمة زوج النبي صلي الله عليه وآله عن النبي صلي الله عليه وآله قال:

«يکون اختلاف عند موت خليفة... فيخرجونه(يعني المهدي عليه السلام)وهو کاره، فيبايعونه بين الرکن والمقام. ويبعث إليه بعث من أهل الشام، فيخسف بهم بالبيداء بين مکة والمدينة.. فإذا رأي الناس ذلک، أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق، فيبايعونه... الحديث» [1] .

عن اُم سلمة قالت: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله:«يبايع لرجل بين الرکن والمقام عدة أهل بدر، فتأتيه عصائب أهل العراق وأبدال أهل الشام. فيغزوه جيش من أهل الشام، حتّي إذا کانوا بالبيداء خسف بهم» [2] .

«تکون لصاحب هذا الأمر غيبة.. - ثم يذکر حوادث الظهور واجتماع أصحاب المهدي عليه السلام ومبايعتهم له - ويقول بعد ذلک: حتّي ينتهي - يعني المهدي عليه السلام - جيشه إلي البيداء، فيخرج إليه جيش السفياني، فيأمر اللَّه الأرض فيأخذهم من تحت أقدامهم، وهو قول اللَّه تعالي:«وَلَوْ تَرَي إِذْ فَزِعُواْ فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّکَانٍ قَرِيبٍ- وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَ نَّي لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَّکَانٍ بَعِيدٍ- وَقَدْ کَفَرُواْ بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّکَانٍ بَعِيدٍ- وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ کَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ کَانُواْ فِي شَکٍّ مُّرِيبِ» [3] يعني بقائم آل محمد«وقد کفروا به»يعني بقائم آل محمد... إلي آخر السورة فلا يبقي منهم إلّا رجلان...» [4] الحديث.

«فيقول الذي بعث الجيش حيث يبلغه الخبر من إيليا: لعمر اللَّه! لقد جعل اللَّه في هذا الرجل عبرة. بعثتُ إليه ما بعثت، فساخوا في الأرض. إنّ في هذا لعبرة ونصرة. فيؤدي إليه السفياني الطاعة...»الخ [5] .

من المحتوم الذي لابد منه أن يکون قبل قيام القائم: خروج السفياني، وخسف بالبيداء.

سيعوذ بهذا البيت قوم ليست لهم منعة ولا عدد ولا عدة. يبعث إليهم جيش، حتّي إذا کانوا ببيداء من الأرض خسف بهم. وهذه صفة المهدي عليه السلام قبل الظهور.

أخرج النعماني في الغيبة بسنده عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمدبن عليّ عليه السلام في حديث طويل يقول فيه:«ويبعث السفياني بعثاً إلي المدينة فينفر المهدي منها إلي مکة. فيبلغ أمير جيش السفياني أنّ المهدي قد خرج إلي مکة، فيبعث جيشاً في أثره فلا يدرکه حتّي يدخل مکة خائفاً يترقب علي سنة موسي بن عمران عليه السلام. قال: فينزل أمير جيش السفياني البيداء، فينادي مناد من السماء: يا بيداء أبيدي القوم، فيخسف بهم... قال: والقائم يومئذٍ بمکة قد أسند ظهره إلي البيت الحرام مستجيراً به...الخ» [6] الحديث الذي يستمر في نقل خطبته عليه السلام.

وروي ابن الصباغ في الفصول المهمة [7] عن أبي جعفرعليه السلام - في حديث طويل - قال:

«إذا قام القائم عليه السلام سار إلي الکوفة فوسّع مساجدها...»الخ.

وروي المفيد في الإرشاد [8] عن أبي بکر الحضرمي عن أبي جعفرعليه السلام، قال:

«کأني بالقائم عليه السلام علي نجف الکوفة، قد سار إليها من مکة في خمسة آلاف من الملائکة. جبرئيل عن يمينه وميکائيل عن شماله والمؤمنون بين يديه، وهو يفرّق الجنود في البلاد».

وفي رواية عن عمر بن شمر عن أبي جعفرعليه السلام قال: ذکر المهدي فقال:

«يدخل الکوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت، فتصفو له. ويدخل حتّي يأتي المنبر فيخطب. فلا يدري الناس ما يقول، من البکاء. فإذا کانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلي بهم الجمعة. فيأمر أن يخط له مسجد علي الغري ويصلي بهم هناک...»الحديث. ورواه الطبرسي [9] أيضاً بنفس النصّ.

ورواه الشيخ في الغيبة [10] عن عمر بن ثابت عن أبيه عن أبي جعفرعليه السلام وساق الحديث إلي قوله:

«ولا يدري الناس ما يقول من البکاء وقال فيه: فإذا کانت الجمعة الثانية، قال الناس: يابن رسول اللَّه، الصلاة خلفک تضاهي الصلاة خلف رسول اللَّه صلي الله عليه وآله والمسجد لا يسعنا. فيقول: أنا مرتاد لکم. فيخرج إلي الغري فيخط مسجداً له ألف باب يسع الناس».

وأخرج الشيخ أيضاً [11] بسنده عن أبي خالد الکابلي عن أبي جعفرعليه السلام قال:

«إذا دخل القائم الکوفة، لم يبق مؤمن إلّا وهو بها ويجي ء إليها».

وهو قول أمير المؤمنين عليه السلام:«ويقول لأصحابه: سيروا بنا إلي هذا الطاغية، فيسير إليه».

وأخرج أيضاً بسنده عن صالح بن أبي الأسود عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: ذکر مسجد السهلة [12] ، فقال له:«أما إنه منزل صاحبنا إذا قدم بأهله» [13] .

عن إسحاق بن عمار يرفعه إلي أبي عبداللَّه عليه السلام سألته عن إنظار اللَّه تعالي إبليس وقتاً معلوماً ذکره في کتابه فقال:««إنک من المنظرين إلي يوم الوقت المعلوم». قال: الوقت المعلوم يوم قيام القائم. فإذا بعثه اللَّه کان في مسجد الکوفة...» [14] الخ وروي أيضاً سألت الصادق عليه السلام:

هل للمأمور [15] المنتظر من وقت يعلمه الناس. والحديث طويل إلي عدة صفحات، يقول فيه - قال المفضل: قلت: يا سيدي، فأين يکون دار المهدي ويجتمع(مجمع)المؤمنين. قال:«دار ملکه الکوفة، ومجلس حکمه جامعها [16] ، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة. وموضع خلواته الذکوات البيض بين الغري. قال المفضل: يا مولاي، کل المؤمنين يکونون بالکوفة؟ قال: إي واللَّه، لا يبقي مؤمن إلا کان بها أو حواليها. وليبلغنّ مجالة فرس منها ألفي درهم»... الخ.

وذکر الشبلنجي في نور الأبصار [17] عدة فوائد بعد إيراده لأخبار المهدي عليه السلام وقال الخامسة: إنه بعد أن تعقد له البيعة بمکة يسير منها إلي الکوفة. ثم يفرق الجند إلي الأمصار.


پاورقي

[1] اُنظر سنن أبي داود: 423:2.

[2] الحاوي للسيوطي: 129:2.

[3] النبأ: 54 - 51.

[4] راجع معجم أحاديث الإمام المهدي: 27:5، تفسير العياشي: 57:2.

[5] العمدة، لابن بطريق: 427، کتاب الفتن بن حماد: 251، راجع معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام: 312:3 ح 851.

[6] کتاب الغيبة للنعماني: 280.

[7] الفصول المهمة: 292، الفصل الثاني عشر في ذکر الحجةعليه السلام.

[8] الإرشاد للمفيد: 279:2، روضة الواعظين للفتال النيسابوري: 264.

[9] إعلام الوري للطبرسي: 430.

[10] الغيبة للشيخ الطوسي: 281.

[11] الغيبة للشيخ الطوسي: 275.

[12] مسجد السهلة)أحد مساجد الکوفةيبعد عنها إلي جهة الشمال نحو کيلومتر واحد. بناه أحد أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام، ويحتوي علي عدة نقاط.

روي أنها موضع صلاة عدد من الأنبياء والأولياء. والظاهر أنّ أوّل من قام بتحديدها هو السيد مهدي بحر العلوم من أبرز علماء الإمامية في القرن الثاني عشر الهجري.وهو أعلم بما قال وفعل.

منها: الموضع الذي يعرف بمقام المهدي عليه السلام الذي يُروي أنّ الإمام المهدي عليه السلام صلّي فيه رکعتين في بعض عصور غيبته.

[13] الإرشاد: 280:2، الکافي: 495:3، ح2، الغيبة للطوسي: 471، ح 488.

[14] بحار الأنوار: 376:52، ح 178.

[15] بحار الأنوار: 197:13.

[16] هو(جامع الکوفة)الکبير الذي کان مرکز قضاء الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وصلاته وخطبه. وفيه الموضع الذي ضرب فيه ضربته التي توفي عنها.. وکان له في التاريخ الإسلامي أثر کبير؛ فهذا الجامع غني عن التعريف.

إنّ المنطقة الرئيسية لوجود الإمام المهدي عليه السلام بعد مکة المکرمة هي الکوفة.

[17] نور الأبصار: 171.