بازگشت

القيادة و العقيدة في دولة المهدي


کثر الحديث حول دولة الإمام المهدي في کتبنا الحديثية، أو التاريخية وسياستها العامة والظواهر الاجتماعية، أو السياسية التي تسودها وطبيعة الإدارة التي تدار بها الشؤون الحياتية، ثم المناهج الاصلاحية التي يتبعها الإمام أثناء توليه القيادة في ظلها، کالبرنامج التربوي والسياسي، والعناصر التي يعتمدها، ومؤهلات طاقمه البشري، ثم قبول الاُمة باُطروحته الجديدة، وما هو الدين الذي يتبناه والمذهب الذي يعتنقه بالإضافة إلي صفاته الشخصية.

کل هذه الاُمور وغيرها لابد من بيانها ليتضح من خلالها شکل الدولة الإلهية المرتقبة، التي بشر بها نبي الإسلام وبشرت بها الديانات السماوية من قبل، والتي تمثل آخر الدول.

وقبل الحديث واستقصائه لتلک المفردات، لابد من البدء في ملامح شخصه الشريف، وبهذا الصدد يطالعنا جواب النبي صلي الله عليه وآله حين سئل عن المهدي:(المهدي حقّ هو؟ قال: حقّ، قال الراوي قلت: ممن هو؟ قال: من قريش قلت: من أي قريش؟، قال: من بني هاشم، قلت: من أي بني هاشم؟ قال: من بني عبدالمطلب، قلت: من أي عبدالمطلب؟ قال: من ولد فاطمة) [1] .

وفي رواية قال صلي الله عليه وآله:«المهدي حقّ وهو من ولد فاطمة» [2] .

وتحدثت أخبار اُخري عن شمائله وصفاته الجسمية منها:

«المهدي مني، أجلي الجبهة [3] ، أقني الأنف [4] ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، کما ملئت جوراً وظلماً، يملک سبع سنين» [5] .

وتوضح روايات اُخري شمائله وصفاته بالوقت الذي تبيّن نسبه، قال صلي الله عليه وآله:«المهدي رجل من ولدي، وجهه کالقمر الدرّي، اللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي، يملأ الأرض عدلاً کما ملئت جوراً، يرضي بخلافته أهل السماء وأهل الأرض والطير في الهواء، يملک عشرين سنة» [6] .

ومن الأخبار التي أشارت إلي شمائله من کون لونه لون النبي أبيض مشرب بحمرة وکذا قوله:«المهدي رجل أزج أبلج أعين» [7] .

وبهذا القدر نکتفي إذا سلمنا بأن الجهد النبوي بترکيزه علي الشمائل کان مبتغاه في ا غلب الظن ليکون دالة لطرد أدعياء المهدوية، ومدعاة للارتباط بالإمام والاشعار بکونه امتداداً للنبوة ولا يمثل حالة طارئة، لأن وراثته لا تتم علي أساس معنوي فقط، وإنّما وراثته تکوينية أيضاً، أي من نسل النبي وذريّته.


پاورقي

[1] کتاب الفتن للمروزي: 228، معجم أحاديث الإمام المهدي: 154:1.

[2] تهذيب الکمال: 437:9 في المتن والهامش.

[3] أجلي الجبهة: الذي انحسر الشعر عن جبهته وخف علي جانبيها.

[4] أقني الأنف: طويله مع دقة أرنبةواحد يذب في وسطه.

[5] العمدة لابن بطريق: 433، الطرائف لابن طاووس: 177.

[6] کشف الغمة للإربلي: 282:3.

[7] کتاب الفتن للمروزي: 226.