بازگشت

المقدمة


مسألة المسيرة الإنسانية والمحطة التي ستنتهي إليها وبماذا سيتوّج الزمان في آخره، وبتعبير آخر؛ أنّ التمکين في آخر الزمان إلي ماذا سيؤول لأهل الخير أم لأهل الشر؟

إتفقت الأديان علي اختلافها وکذا الفرق والجماعات الاُخري علي أن المسيرة البشرية في نهاية الأمر ستختار الخير وستقلع عن الشرّ، ووقع الاختلاف فيما بينها في المصاديق من جهة تشکيلة الدولة وقائدها وطبيعة العدالة المطبقة فيها، أما الفرق الإسلامية فقد اتفقت بل وآمنت من أنّ التمکين في الأرض، من الوعود الإلهية التي لا تقبل التخلف، قال تعالي:«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنکُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَي لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِکُونَ بِي شَيْئاً» [1] .

والآية صريحة في أنّ التمکين سيتم لصالح المؤمنين، أما المهدي الموعود فهو القائد لتلک الدولة حسبما تصرح به الروايات الصادرة عن أهل البيت عليهم السلام، خلافاً للاتجاه الذي يذهب إلي أنّ المهدي سيولد في المستقبل. أما دولة الحقّ بقيادته عليه السلام فسوف يطبق فيها العدل الإلهي بکل جوانبه وفق ما أمرت به الرسالة الإسلامية، کما أنّ دولته ستنفرد بمظاهر لم تکن قد ظهرت في الوجود قبل دولته.

والبحث الذي بين يديک سنتناول فيه المظاهر التي تبرز في دولته المبارکة ضمن عدد من الفصول.


پاورقي

[1] النور: 55.