بازگشت

تشکيلة دولة الامام و المظاهر الاسلامية السائدة فيها


ويمکن استفادة التشکيلة العامة لدولة الإمام وما سوف يسودها من مظاهر عن طريق الروايات التالية:

«لو قد خرج قائم آل محمدعليهم السلام... إلي أن قال: يقوم بأمر جديد وسنة جديدة» [1] .

عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه السلام، قال:

«يقوم القائم في وتر من السنين.. إلي أن قال: فواللَّه لکأني أنظر إليه بين الرکن والمقام يبايع الناس بأمر جديد شديد وکتاب جديد وسلطان جديد من السماء» [2] .

وعن أبي عبداللَّه عليه السلام أنه قال:

«الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً کما بدأ، فطوبي للغرباء، فقلت: اشرح لي أصلحک اللَّه فقال: يستأنف الداعي منّا دعاءً جديداً کما دعا رسول اللَّه صلي الله عليه وآله» [3] .

ويراد بالکتاب الجديد من أنّ الإمام المهدي عليه السلام يقدم للناس تفسيراً جديداً للقرآن الکريم، حيث يتضمن قواعد عامة تؤسس فهماً جديداً للقرآن الکريم. وبالتالي يساهم القرآن في رقيّ الاُمة التي تتطلع إلي الدولة العالمية الجديدة، لأنّ الإمام سيبيّن المقاصد والمعاني الواقعية للقرآن بالوقت الذي لم تکن تلک المقاصد قد إتضحت عند الاُمة من قبل إذن فالاختلاف يقع في التفاسير ومناهج المفسرين الذي کان سائداً في عصر ما قبل الظهور.

أما السنّة الجديدة التي يأتي بها الإمام وتحيا به سنّة جده صلي الله عليه وآله، فهي کلام الإمام المهدي الذي يعني في عقيدتنا انّه حجة کقول الرسول صلي الله عليه وآله، بعد أن ثبت في محلّه. طبيعي بعد إمضائه عليه السلام للسنّة الواردة عن قادة الإسلام الأوائل، لا إلغاء الثوابت العقيدية والشرعية المتعارفة. وإنّما وصفت هذه السنّة بالجديدة، باعتبار أن مضمونها سيختلف عن السنّة المنقولة في المصادر السابقة في الإسلام. باعتبارها ستحمل الأحکام الجديدة والمفاهيم الجديدة ومستوي الوعي العميق الجديد الذي سيعلنه الإمام المهدي عليه السلام ويربّي البشرية کلها عليه.

وسوف تکون سنته هي السنّة الرئيسية، التي تکون مدار استنتاج الأحکام وغيرها، حتّي بعد زمن الإمام المهدي عليه السلام... بل هي المنطق الأساسي الذي تقوم عليه التربية البشرية المستمرة بعده عليه السلام. مضافاً إلي الفهم الجديد للقرآن الکريم [4] .

فالإمام هو الحاکم في الدولة الرئاسية العليا، ودولته لم تکن علي نمط الحکومات المعاصرة فهي ليست بملکية ولا رئاسية ولا دکتاتورية ولا ديمقراطية... وإنّما دولته إمامية، لأن الحاکم الأعلي فيها هو الإمام المنصوب من قبل اللَّه لا الذي رشحته الشوري، أو جاء بالانتخاب، ولما کان هو الحاکم المنصوب، وانّه عليه السلام العارف بأعماق الشريعة ومداليلها، فسوف يبلغ بفقرات من التشريع الأصلي والتي لم تکن معروفة، إلّا أنها تعالج المستجدات والمتطلبات التي تظهر في دولته.


پاورقي

[1] کتاب الغيبة للنعماني: 234.

[2] غيبة الشيخ النعماني: 139.

[3] بحار الأنوار: 194:13.

[4] وفي فترة ما قبل الظهور تحدثت روايات عن شيوع البدع وغلبتها علي السنّة الحقيقية حتّي تصبح البدعة سنّة والسنّة بدعة، فإذا أتي الإمام بالسنّة الحقيقية ظنّوا أنه أتي بدين جديد.