بازگشت

کتاب الفتن تأليف ابي يحيي زکريا بن يحيي بن الحارث البزاز


بسم الله الرحمن الرحيم

(قال السيد رضي الدين علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس رضي الله عنه): رايت و رويت من الجزء الاول من کتاب المشيخة للحسن بن محبوب، من خطبة لمولانا علي عليه السلام يقول في أواخرها ما هذا لفظه: و قد عهد الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و قال لي: يا علي لتقاتلن الفئة الباغية و الفئة الناکثة و الفئة المارقة، اما والله يا معشر العرب لتملان ايديکم من الاعاجم، و لتتخذن منهم الاعبد، و امهات الاولاد و ضرائب النکاح حتي اذا امتلات ايديکم منه عطفوا عليکم عطف الضراغم التي لا تبقي و لا تذر، فضربوا اعناقکم و اکلوا ما افاء الله عليکم و ورثوکم ارضکم و عقارکم، ولکن لن يکون ذلک منهم الا عند تغير من دينکم، و فساد من انفسکم، و استخفاف بحق ائمتکم، و تهاون بالعلماء من اهل بيت نبيکم (فذوقوا بما کسبت ايديکم و ما الله بظلام للعبيد).

(فصل) و رايت في تاريخ ابن الاثير في تاريخ سنة اثنتين و عشرين ما يقضي: ان ملک الصين حکم للعرب بالظهور علي من ينازعهم ما لم يغيروا دينهم و شرائعهم فقال ما هذا لفظه: ولما عبر خاقان و يزدجرد النهر لقوا رسول يزدجرد الذي أرسله الي ملک الصين فاخبرهم ان ملک الصين قال لتصف لي هولاء القوم الذين اخرجوکم من بلادکم فاني



[ صفحه 168]



اراک تذکر قلة منهم وکثرة منکم و لا يبلغ أمثال هؤلاء القليل مع کثرتکم الا لخير عندهم و شر فيکم فقلت فاسالني عما احببت فقال أيوفون بالعهد؟ قلت: نعم، قال و ما يقولون لکم قبل القتال؟ قال قلت يدعوننا الي واحدة من ثلاث اما دينهم فان اجبنا اجرونا مجراهم او الجزية او المنعة او المنابذة، قال و کيف طاعتهم لامرائهم؟ قلت: اطوع قوم لمرشدهم قال فما يحلون و ما يحرمون؟ فاخبرته فقال: هل يحلون ما حرم عليهم أو يحرمون ما حلل لهم؟ قلت: لا، قال: فان هؤلاء القوم لا يزالون علي الظفر حتي يحلوا حرامهم و يحرموا حلالهم، ثم قال اخبرني عن لباسهم فاخبرته و عن مطاياهم، فقلت الخيل العراب و وصفتها له قال نعمت الحصون و وصفت له الابل و بروکها و قيامها بحملها، فقال هذه صفات دواب طوال الاعناق و کتب معه الي يزدجرد انه لم يمنعني ان ابعث اليک بجند اوله و آخره بالصين بجهالة مني لحق الملوک علي ولکن هؤلاء القوم الذين وصف لي رسولک لو يحاولون الجبال لهدوها و لو خلالهم سربهم ازالوني ما داموا علي ما وصفت فسالمهم و ارض منهم بالمسالمة و لا تهيجهم ان لم يهيجوک.

اقول انا: فلم يقبل يزدجرد النصيحة وأنف من المسالة فحصل فيما حصل فيه تصديقا لصاحب الرسالة حيث حکم بانقراض ملکهم.

(فصل) و من المجموع الذي لمحمد بن الحسين المرزبان ذکر يسير ابن الحرث انه راي اميرالمؤمنين عليه السلام في المنام فقال: تقول لي شيئا لعل الله تعالي ان ينفعني به فقال ما احسن عطف الاغنيا علي الفقراء و احسن منه تيه الفقراء علي الاغنياء، ثقة بالله قال: فقلت تزيدني يا امير المؤمنين؟ فولي وهو يقول شعرا:



قد کنت ميتا فصرت حيا

وعن قليل تصير ميتا



عز بدار الفنا بيت

فابن بدار البقا بيتا





[ صفحه 169]



و من المجموع عن الصادق عليه السلام انه قال: لشيعته کيف انتم اذا بقيتم شيئا من دهرکم لا ترون اماما و استوت اقدام بني عبد المطلب کاسنان المشط فبينا انتم کذلک اذ اطلع الله لکم نجمکم فاحمدوا الله و اشکروه، و قال عليه السلام اذا رفع العلم من بين اظهرکم فتوقعوا الفرج من تحت اقدامکم، و روي الاصبغ بن نباته قال: اتيت امير المؤمنين عليه السلام فوجدته متفکرا ينکت في الارض، فقلت: ما لي اراک متفکرا ارغبة في الارض ام رهبة عنها؟ قال: لا و الله ما رغبت فيها قط و لکن في مولود يکون و هو الحادي عشر من ولدي هو المهدي يملاؤها قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما و حيره، و غيبة يضل فيها قوم و يهتدي فيها آخرون.

و من المجموع و عن موسي بن جعفر عليه السلام اذا فقد الخامس من ولدي سلبت الرحمة من قلوب شيعتنا حتي يظهر القائم، الله الله في اديانکم لا يزيلنکم عنها احد فانه لا بد لصاحب هذا الامر من غيبة يرجع فيها کثيرون ممن يقولون بهذا الامر، و عن الرضا عليه السلام لا بد للناس من فتنة صماء و ذلک عند فقدان الشيعة الرابع من ولدي.

(فصل) و من طريف ما وجدت في هذا المجموع لمحمد بن الحسين المرزباني في سبب کهانة سطيح، قال: ان زوجة عمران بن عامر اخي عمرو بن عامر طريفة بنت الخير من اهل رومان رات في منامها ان مارب سيغرق و يخرب بالغرق فقالت لزوجها ان ما رايت في الغيم اذهب عني النوم رايت غيما برق ثم رعد ثم صعق ثم احترق فما وقع علي شيء من الارض الا احرق فما بعد هذا الا الغرق فاتي عليهم سيل العرم.

قال: و طريفة هذه لما حضرتها الوفاة تفلت في فم سطيح فانتقلت کهانتها فيه و قبرها باصل عقبة الجحفة.



[ صفحه 170]



و من المجموع قال: عين ابي نيزر من صدقات امير المؤمنين عليه السلام باعراض المدينة و أبو نيزر هذا عبد حبشي کان لامير المؤمنين عليه السلام يعمل في هذه العين.

و من المجموع اتي عمر برجل قد ضربه آخر بشيء فقطع من لسانه قطعة قد افست بعض کلامه فلم يدر ما فيه فحکمه علي عليه السلام ان ينظر ما افسد من حروف أ ب ت ث و هي ثمانية و عشرون حرفا فتؤخذ من الدية بقدرها.

و من المجموع قال: سئل ابو حنيفة عن لا شيء ما هو؟ فلم يدر ما يجيب فارسل رجل و معه حمار فاره و قال له اعرضه علي جعفر الصادق فاذا قال لک بکم؟ فقال له: بلا شيء و انظر ما يقول، ففعل الرجل ذلک فقال له بکم؟ فقال: بلا شي ء فقال: قد اخذناه يا غلام امض بذا الي السراب فهو لا شيء. قال الله تعالي (حتي اذا جاءه لم يجد شيئا).

و من المجموع أتي امير المؤمنين عليه السلام بسحاقتين فاقرتا. فقال ما اري هاهنا شيئا يدخل في شيء، ثم قال: لا تبلغوا بهما الحد و لکن اجلدوهما مائة الا سوطا او سوطين.

(فصل) و من المجموع قال شريح القاضي: کنت اقضي لعمر بن الخطاب فاتاني يوما رجل، فقال يا ابا امية ان رجلا اودعني امراتين احدهما حرة مهرة و الاخر سرية فجعلتهما في دار و اصبحنا اليوم و قد ولدتا غلام و جارية و کلتاهما تدعي الغلام و تنتفي من الجارية فاقض بينهما بقضائک، فلم يحضرني شيء فيهما فاتيت عمر فقصصت عليه القصة فقال: فيما قضيت بينهما؟ قلت لو کان عندي قضاؤهما ما اتيت، فجمع عمر جميع من حضره من اصحاب النبي صلي الله عليه و آله و سلم و امرني فقصصت عليهم ما جئت به و شاورهم فيه فکلهم رد



[ صفحه 171]



الراي الي و اليه، فقال عمر: و لکن اعرف حيث مفزعها و اين منتزعها؟ قالوا کانک اردت ابن ابي طالب، قال: نعم و اين المذهب عنه؟ قالوا فابعث اليه ياتيک فقال لا، له شمخه من هاشم و اثرة من علم يوتي لها و لا ياتي، و في بيته يؤتي الحکم فقوموا بنا اليه. فاتيتا امير المؤمنين عليه السلام فوجدناه في حائط له يرکل فيه علي مسحاة و يقرأ (أيحسب الانسان ان يترک سدي) و يبکي، فامهلوه حتي سکن ثم استأذنوا عليه فخرج اليهم و عليه قميص قد نصف اردانه، فقال يا امير المؤمنين ما الذي جاء بک؟ فقال امر عرض و امرني فقصصت عليه القصة، فقال فيم حکمت فيها؟ قلت لم يحضرني فيها حکم، فاخذ بيده من الارض شيئا ثم قال: الحکم فيها اهون من هذا، ثم استحضر المراتين و احضر قدحا ثم دفعه الي احداهما، فقال احلبي فيه فحلبت فيه ثم وزن فقال لصاحبه اللبن الخفيف خذي ابنتک، و لصاحبة اللبن الثقيل خذي ابنک، ثم التفت الي عمر فقال اما علمت ان الله تعالي حط المراة عن الرجل فجعل عقلها و ميراثها دون عقله و ميراثه و کذلک

دون لبنه، فقال له عمر لقد ارادک الحق يا ابا الحسين و لکن قومک ابوا، فقال خفض عليک ابا حفص (ان يوم الفصل کان ميقاتا).

(فصل) و رايت في کتاب من قدمه علمه، تاليف هلال بن المحسن الصابي في حديث طويل عن بعض الکتاب و قد سئل عن هذه المسالة ان مولانا علي بن ابي طالب عليه السلام اوضح الجواب عنها و ذکر عن اللبن ما ذکره عليه السلام.

(فصل) و من المجموع قال: مات مولي للمهدي العباسي و خلف ضياعا کثيرة و اثاثا و متاعا و لم يدع الا ابنة واحدة، فامر المهدي العباسي نوح بن دراج القاضي ان ينظر في امر الميراث ليحرز له النصف فقضي ان المال کلة للابنة و سلمه لها، فبلغ ذلک المهدي العباسي فغضب



[ صفحه 172]



و دعا نوحا و قال له ما حملک علي ما صنعت؟ فقال له قضيت بقضاء علي بن ابي طالب فانه قضي للابنة بالمال کله، فقيل له في ذلک فقال: اعطيتها النصف لفريضة الله و اعطيتها الاخر لقول الله تعالي: (و اولوا الارحام بعضهم اولي من بعض في کتاب الله) فقال له المهدي: لتاتيني من يعلم ذلک او لافعلن، فقال يا اميرالمؤمنين سل الفقهاء و القضاة عن هذا فان کنت کاذبا فافعل ما شئت، فکتب المهدي الي شريک و ابن ابي ليلي و جماعة من فقهاء الکوفة ممن يتولي القضاء و غيرهم فاحضروا ببغداد، فسألهم عما قال نوح فصدقوه و رووا ذلک له عن علي بن أبي طالب عليه السلام باسانيد کثيرة فقال لنوح قد اجزت حکمک في هذه المرة فان عدت قتلتک.

(فصل) هذا الحديث الاول کنا قد ذکرنا معناه في المجلد الذي حملناه الي السلطان علي يد العلاء صاحب ديوان الممالک المعظمة الشمسي فلا نکتبه بل نکتب الذي بعده؛ قد ذکرنا عند حديث مدة ملک فرعون من هذا الکتاب علي الحاشية من کتب الفتن اول منتخب المنن ما ان رأينا المکاتبة به الي صاحب ديوان الممالک المعظمة الشمسي فنذکر ان من اسباب طول مدة مملکة فرعون و تاخير دعاء موسي و هارون عليهما السلام عليه ما رويناه في بعض تفاسير قوله تعالي: (ربنا انک آتيت فرعون) الاية و انه اوحي اليهما ان فرعون يؤمن البلاء و يرفق بالعباد و يحب الايادي فاطلت في عمره لذلک و لا يضرني انه يدعي الالهة.

(فصل) و من المجموع قال: زوج علي عمر بن الخطاب ابنته ام کلثوم بغير شاهدين، و لما بعث بها اليه فقال لها قولي قد قضي لي حاجتک، فلما اتت عمر ضرب بيده اليها فقالت ما لک؟ قال لها انا زوجک قالت افلا استامر نفسي فرفع يده. اقول، هذا آخر لفظ، الخبر.

(فصل) و نذکر ما رايناه في المجلد الثامن من معجم البلدان في



[ صفحه 173]



ترجمة هامان علي حفر خليج سردوس ان فرعون استعمل هامان علي حفر خليج سردوس فلما ابتدا حفره اتاه اهل کل قرية يسالونه ان يجري الخليج تحت قريتهم ويعطونه مالا فکان يذهب به الي هذه القرية من نحو المشرق ثم يرده الي قرية دبر القبلة؛ ثم يرده الي قرية في المغرب، ثم يرده الي قرية في القبلة، و ياخذ من کل قرية مالا، حتي اجتمع له في ذلک مائة الف دينار فاتي بذلک يحمله الي فرعون، فساله فرعون عن ذلک فاخبره بما فعل في حفره، فقال له فرعون ويحک انه ينبغي للسيد ان يعطف علي عباده و يفيض عليهم و لا يرغب في ما ايديهم، رد عليهم اموالهم فرد علي کل قرية ما اخذ منهم جميعه، فلا يعلم في مصر خليج اکثر عطوفا من سردوس لما فعله هامان في حفره، و قال ابن زولاق لما فرغ هامان من حفر خليج سردوس ساله فرعون عما انفقه عليه فقال انفقت مائة الف دينار اعطانيها اهل القري، فقال ما احوجک الي من يضرب عنقک اتاخذ من عبيدي مالا علي منافعهم؟ ردها عليهم ففعل.

(فصل) و رايت في معجم البلدان لياقوت الحموي في ترجمة بلاد تبت ما هذا لفظه: و قرات في کتاب ان تبت مملکة متاخمة لبلاد الصين و تتاخم من احدي جهاتها لارض الهند و من جهة الشرق لبلاد الهياطلة و من جهة لبلاد الترک؛ و لهم مدن و عمائر کثيرة ذوات سعة و قوة و لاهلها حضر و بدو، و بواديها ترک لا تدرک کثرة و لا يقوم لهم احد من بوادي الاتراک و هم معضمون في اجناس الترک لان الملک کان فيهم قديما و عند اخبارهم ان الملک سيعود، و لبلاد التبت خواص في هوائها و مائها و سهلها و جبلها و لا يزال الانسان بها ضاحکا مستبشرا لاتعرض له الاحزان و الافکار و الغموم يتساوي في ذلک کهولهم و شيوخهم و شبابهم و لا تحصي عجائب ثمارها و نزهتها و بروجها و انهارها و هو بلد تقوي فيه طبيعة الدم علي الحيوان الناطق و غيره، ثم قال: حتي ان الميت اذا



[ صفحه 174]



مات عندهم لا يدخل اهله کثير حزن کما يلحق غيرهم، و ذکر ان تبع الاقران لما سار من اليمن حتي عبر نار جيحون و طوي مدينة بخاري و اتي سمرقند و هي خراب فبناها و اقام عليها، ثم سار نحو الصين فصار في بلاد الترک شهرا، ثم قال انه بني هذه المدينة و سماها تبت و اسکن فيها ثلاثين الفا من اصحابه.

(فصل) و من مجموع محمد بن الحسين بن المرزبان عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم لا يبغي علي الناس الا ولد بغاء او فيه عرق بغية.

و من المجموع کان النبي صلي الله عليه و آله و سلم يحدث نسائه فقالت امراة منهن يا رسول الله کان هذا حديث خرافة؟ فقال و هل تدرين ما خرافة؟ ان خرافة رجل من عذرة اسرته الجن فمکث فيهم حينا ثم اطلقوه فکان يحدث الناس بما راي فکان الناس يقولون حديث خرافة.

(فصل) و من المجموع قال: دخل علي بن الحسين عليهما السلام علي عمر بن عبدالعزيز و عنده وجوه الناس، فلما قام من عنده قال عمر من اشرف الناس؟ فقالوا انتم ايها الامير لکم الشرف في الجاهلية و الخلافة في الاسلام، قال کلا و الله؛ و لکن اشرف الناس هذا الذي قام من عندي آنفا، انما اشرف الناس من احب الناس ان يکونوا منه و لم يحب ان يکون من احد، و هذه صورة هذا الرجل.

(فصل) و من مجموع محمد بن الحسين المرزباني الذي قدمنا ذکره فيما قال من شعر مولانا علي فقال له عليه السلام:



و اذا بليت بعسره فالبس لها

ثوب اليسار فان ذلک احزم



لا تشکون الي العباد فانما

تشکو الرحيم الي الذي لا يرحم





[ صفحه 175]



قال و له عليه السلام:



النفس تجزع ان تکون فقيرة

و الفقر خير من غني يطغيها



و غني النفوس هو الکفاف فان ابت

فجميع ما في الارض لا يکفيها

قال و له عليه السلام:



ما احسن الدنيا و اقبالها

اذا اطاع الله من نالها



من لم يواس الناس من ماله

عرض للادبار اقبالها



و من المجموع قال: لما وجد الحسن بن علي عليه السلام فترة من انصاره و کتب معاوية في طلب الصلح اليه و الي اصحابه خطب خطبة منها: ما صدنا عن اهل الشام شک و لا ندم و انما کنا نقاتلهم بالسلامة و الصبر فيشبت السلامة بالعداوة و الصبر بالجزع و کنتم في مسيرکم دينکم امام دنياکم فاصبحتم اليوم دنياکم امام دينکم الا و انا لکم کما کنا و لستم کما کنتم لنا اصبحتم بين قتيلين: قتيل بصفين تبکون له و قتيل بالنهروان تطلبون منا ثاره و الباکي خاذل و الباقي ثائر و معاوية يدعونا الي امر ليس فيه عز و لا نصفة، فان اردتم الموت وردناه و حاکمناه الي الله بظبات السيوف و ان اردتم الحياة قبلناها و اخذنا لکم بالرضا، فناداه الناس من کل جانب البقية يابن رسول الله.

(فصل) و من المجموع الذي ذکرناه قال الحسين عليه السلام لعبد الله بن عباس في کلام دار بينهما، اني مقتول بالعراق و لان اقتل هناک احب الي من ان يستحل دمي في حرم الله و حرم رسوله صلي الله عليه و آله و سلم.

(فصل) و من المجموع في ذم مولانا الحسن عليه السلام لعمرو بن العاص في وجهه ما هذا لفظه: قال الحسن عليه السلام لعمرو: انت



[ صفحه 176]



کالکلب لا يحمد منه راس و لا ذنب قديمک مذموم و حديثک بالشرک موسوم ولدت علي فراش مشترک و اختصم فيک خمسة فغلب عليک الامهم حسبا و اخبثهم منصبا و انت للابتر شانيء محمد صلي الله عليه و آله و سلم و انت الراکب الي النجاشي لانتقاص جعفرعليه السلام و تعريضه للتلف و انت الهاجيء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بسبعين بيتا حتي قال اللهم العنه بکل بيت لعنة و أنت الملهب المدينة نارا علي عثمان و الهارب الي فلسطين و البايع بعده من معاوية بدنياه الدين.

و من المجموع کان معاوية يقول: ما دخل الحسن عليه السلام الي الا ان يتعجل خروجه خشية من وقوع السيف علي عند کلامه.

و من المجموع قال يوما رسول معاوية للحسن عليه السلام اسال الله ان يحفظک و يهلک هؤلاء القوم، فقال عليه السلام رفقا لاتخن من ائتمنک و حسبک ان تحبني لحب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و لابي و امي و من الخيانة ان يثق بک قوم و انت عدو لهم و تدعو عليهم.

(فصل) و من المجموع المذکور قال: و من کلام الحسين عليه السلام کان ابي علما لمن جهل مذکرا لمن غفل لا يلفظ الا الحق و ان امر و لا يسيغ الباطل و ان حلا، شد عضده، و جاهد وحده، و آزر أخاه و قتل عداه و کشف عن وجهه الکربات وخاص دونه الغمرات فلما اختار الله لنبيه صلي الله عليه و آله و سلم دار انبيائه کرهته قريش فاهملهم اهمال الراعي لابله فبايع الناس ابابکر فمنحه وده و بذل له نصحه و لما استخلف عمر کرهه قوم و رضيه آخرون فکان ابي فيمن احب بيعته و لم يکره خلافته ثم بايع الناس عثمان و هم لا يستغنون عن مشورته و حضوره ثم قتل عثمان فلم ير احدا يقوم مقامه و لو رآه لسلم الامر اليه و لم ير حريصا عليه فتسلم الامارة لاقامة حدود عطلت و لدلالة علي معارف



[ صفحه 177]



انکرت و جهلت و انفتقت عليه اعلام النفاق و رايات الشقاق عند ما ضحکت لهم الدنيا و تزينت باحسن زينتها فلم يزل يفتق ما رتقوا و يرتق ما فتقوا حتي قبضه الله علي خير حالاته و افضل ساعاته.

اقول: ان کان هذا الحديث صحيحا فمعني قول عليه السلام ان مولانا عليا عليه السلام لم يکره بيعة عمر لانه کان يعلم ان البلاد تفتح علي يديه و ان قريشا لا تريده عليه السلام و لاتوافق عليه، الا تري الي قول الحسين عليه السلام فاهملهم اهمال الراعي لابله، يعني اباه عليا عليه السلام کان هو الامام و الراعي للامة ولکنه ترکهم لعدم الناصر کما ترکهم عيسي عليه السلام و رفعه الله جل جلاله الي السماء.

(فصل) و رويت في المجلد الرابع من کتاب التحصيل فيما رويناه عن محمد بن النجار في ترجمة رضية بنت ابي علي من کتاب التذييل باسناده الي جابر بن عبدالله قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول ليکون لي ولده يعني العباس بن عبد المطلب ملوک يلون امر امتي يغير الله بهم الدين.

اقول: ان کان الحديث صحيحا فلعل معناه يحدثون ما يقتضي ان الله جل جلاله يسلط عليهم من يغير بهم الدين.

(فصل) و رايت في مجلد اوله الرسالة العزية للمفيد رحمه الله في آخره اخبار و حجابات منها باسناد اصحابنا عن الصادق عليه السلام قال: يقوم القائم يوم عاشوراء، و منها باسنادهم عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: اذا حاد.. بن الشام فکاني بقيس لا يمنع ذئب تلعة فعند ذلک فرج هذه الامة.

(فصل) و رايت في المجلد الثالث من تاريخ ابن الاثير في حوادث سنة خمس عشرة من الهجرة، قال: و سار هرقل فنزل بسمياط، فلما



[ صفحه 178]



اراد المسير منها علا علي نشز ثم التفت الي الشام فقال: السلام عليک يا سورية سلام لا اجتماع بعده و لا يعود اليک رومي ابدا الا خائفا حتي يولد المولود المشؤوم و يا ليته لا يولد فما احلي فعله و امر فتنته علي الروم.

اقول: ما اعلم من اراد بالمولود المشؤوم فينظر في ذلک، و الظاهر انه الذي يفتح القسطنطينية.

(فصل) و رايت في المجلد الثالث عشر من معجم البلدان في بيان مدينة النجاشي، انه لما بعث عبد الملک بن مروان موسي بن نصير عامله علي المغرب لقصدها و عجز عن فتحها راي علي جانب من سورها کتابة بالحميرية فامر باستنساخها فنسخت فکانت:



ليعلم المرء ذو العز المنيع و من

يرجو الخلود وما حي بمخلود



لو ان خلقا ينال الخلد في مهل

لنال ذلک سليمان بن داود



سالت له القطر عين القطر فائضة

فيه عطاء جليل غير مصرود

فقال للجن ابنوا لي به اثرا

يبقي الي الحشر لايبلي و لا يودي



فصيروه صفاحا ثم ميل به

الي السماء باحکام و تجويد



فافرغوا القطر فوق السور منحدرا

فصار صلبا شديدا مثل صيحود



و صب فيه کنوز الارض قاطبة

و سوف تظهر يوما غير محدود



لم يبق من بعدها في الارض سابغة

حتي تضمن رمسا بطن اخدود



و صار في قعر بطن الارض مضطجعا

مضمنا بطوابيق الجلاميد



هذا ليعلم ان الملک منقطع

الا من الله ذي التقوي و ذي الجود



اقول: و بهذا اليوم الذي ذکر انه يظهر فيه هذه الکنوز لم يعينه و قد يعين في اخباره غيره.

(فصل) احضر الولد ابو منصور ابن عمي رقعة ذکر انها بخط الفقيه احمد الموصلي کتب فيها انه نقلها من کتاب عتيق، روي جويرية ابن



[ صفحه 179]



قدامة السعدي عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام قال: شهدت مع مولاي علي عليه السلام النهروان، فحين فرغنا من القتال نزلنا بارض بابل و کادت الشمس تغيب و لم يمصل، فقلت يا مولاي لم لا تصلي؟ فقال: يا جويرية هذه ارض اصيبت مرتين و هي متوقعة الثالثة، فلما عبرنا غابت الشمس فرايت مولاي عليه السلام و قد تکلم بين شفتيه بکلام اما بالعربية أو بالسريانية فرجعت الشمس، فقال يا جويرية اذن، فاذنت و صلينا، فلما فرغنا اشتبکت النجوم، فقلت: يا مولاي قد ذکرت مرتين فمتي تکون الثالثة؟ قال يا جويرية اذا عقد الجسر بارضها و طلعت النجوم ذات الذوائب من المشرق هناک يقتل علي جسرها کتائب.

(فصل) و ذکر انه وجد علي ظهر کتاب تاريخه سنة وست و خمسين و خمسمائة و کان مخرما يقول فيه ما نقل من احکام جاء ما سب الحکيم من الفارسية الي اللفظ العربي، ان القرانات القمرية اثنا عشر قرانا کل قران ستون سنة و في کل ثلاث مثلثات يقع للعالم حکم في القران العاشر عند انتهائه و دخول امد يسير من القران الحادي عشر يظهر بنو قنطورا و تملک العباد و تخرب البلاد، فاذا انتها الحادي عشر قتل بنو قنطورا بني الاصفر و ملکوا الزوراء و ذهبت بيضة الاسلام و ملکوا علي الدنيا کافة شرقا و غربا، و اذا کان الثاني عشر و هو آخر القرانات القمرية المحکوم عليها تضمحل الاديان کلها في الدنيا، و اذا کان ذلک ظهر الخائف و هو ابتداء دولته و اول التاريخ المذکور و آخرالتاريخ الاول و نزل عيسي عليه السلام من السماء و تجدد الاديان، و يعبد الرحمن اعاذنا الله من تلک الاوقات الردية و کفانا من البلايات. و کتب محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الرحمن الانماطي.

(فصل) و رايت في کراس بخط الولد المذکور ان مولانا عليا عليه السلام ذکر في خطبة له: الا و کم يجري قبل ذلک في العالم من



[ صفحه 180]



أعجوبات و کم تظهر فيه من آيات لا مرية فيها و هي مراکز العلامات کنفور بني قنطورا و ملکهم العراق و اطراف الشامات و تلعبهم بالاخوان و الاخوات من المستورين و المستورات، قال و من کتاب ثواب الاعمال قال اخبرنا احمد بن محمد عن اسماعيل بن ميمون عن نباته عن حذيفة بن اليمان عن جابر الانصاري عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم انه کان ذات يوم جالسا بين اصحابه اذ هبط عليه جبرئيل عليه السلام فقال: السلام يقروک السلام و يخصک بالتحية و الاکرام بالاسلام، فقال له النبي صلي الله عليه و آله و سلم يا اخي جبرئيل و ما الاسلام؟ قال: هي الخمسة الانهر سيحون و جيحون و الفراتان و نيل مصر و قد جعلت هذه الخمسة الانهر لک و لاهل بيتک و شيعتک و يقول و عزتي و جلالي کل من شرب منها قطرة واحدة و قام الخلائق للحساب يوم الحساب لن ادخل الجنة احد الا من رضيت عنه و جعلته من مائها في حل، فعند ذلک تهلل وجه النبي صلي الله عليه و آله و سلم و قال: يا اخي لوجه ربي الحمد و الشکر، فقال له جبرئيل: ابشرک يا رسول الله بالقائم من ولدک لا يظهر حتي يملک الکفار الخمسة الانهر فعند ذلک ينصر الله بيتک علي اهل الضلال و لم يرفع لهم راية ابدا الي يوم القيامة، فسجد النبي صلي الله عليه و آله و سلم شکرا لله و اخبر المسلمين و قال لهم؟ بدا الاسلام غريبا و سيعود کما بدا، فسئل عن ذلک فقال: هي الخمسة الانهر التي جعلها الله لنا اهل البيت و هي سيحون و جيحون و الفراتان و نيل مصر، اذا ملکت الکفارالخمسة الانهر ملک الاسلام شرقا و غربا و ذلک الوقت ينصر الله اهل بيتي علي اهل الضلال و لم يرفع لهم راية ابدا الي يوم القيامة.

(فصل) و من الکراس بخط بعض الثقاة من اصحابنا روي ان مولانا زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام وقف علي نجف الکوفه يوم وروده جامع الکوفة بعد ما صلي فيه و قال هي هي يا نجف،



[ صفحه 181]



ثم بکي و قال يا لها من طامة، فسئل عن ذلک فقال: لذا ملا نجفکم السيل و المطر و ظهرت النار بالحجاز في الاحجار و المدر و ملکت بغداد فتوقعوا ظهور القائم المنتظر.

قال و روي عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام انه سئل عن ظهور قائم اهل البيت عليهم السلام، فتنهد و بکي ثم قال: يا لها من طامة اذا حکمت في الدولة الخصيان و النسوان و السودان و احدث الامارة الشبان و الصبيان و خرب جامع الکوفة من العمران و انعقد الجسران فذلک الوقت زوال ملک بني العباس و ظهر قائمنا اهل البيت عليهم السلام.

(فصل) فيما نذکره من کتاب المناقب لابن شهر اشوب قدس الله روحه في علامات الظهور ذکر فيها خسفا يکون ببغداد و خسفا بقرية الجابية بالشام و خسفا بالبصرة و نارا تظهر بالمشرق طولا و تبقي في الجو ثلاثة ايام او سبعة ايام و نارا تظهر من اذربيجان لا يقوم لها شيء و خراب الشام و عقد الجسر مما يلي الکرخ ببغداد و ارتفاع ريح سوداء بها في اول النهار و زلزلة حتي ينخسف کثير منها و اختلاف صفين من العجم و سفک دماء کثيرة بينهم و غلبة العبيد علي بلاد الشام و نداء من السماء يسمعه اهل الارض کل اهل لغة بلغتهم و ينادي باسمه و اسم ابيه و وجها و صدرا يظهر ان للناس في عين الشمس و اربعا و عشرين مطرة متصلة في جمادي الاخرة و عشرة من ايام رجب فتحيي بها الارض بعد موتها و تعرف برکاتها و تزول بعد ذلک کل عاهة.

(فصل) و ذکر ابن شهر اشوب طالع النبي صلي الله عليه و آله و سلم و ما يدل عليه فقال ما هذا لفظه: و قال ابو الحسن القاشاني طالع النبي صلي الله عليه و آله و سلم الميزان و عطارد في برج ثابت و صاحب سهم الغيب في برج ثابت، و المشتري في برج نفسه يدل علي ان نبوته تبقي الي يوم القيامة و تکون شريعته علي الزيادة واذا مضي من وقت



[ صفحه 182]



مفارقته من هذه الدائرة خمسمائة سنة وجه الروم علي يدي اولاده علي ما ذکر يعقوب بن اسحق الکندي و ابو معشر البلخي و يحيي بن ابي منصور و خطوطهم عند الخلفاء، و قال القاشاني: کانت الزهرة في برج العقرب مع عطارد و هو برج القران فتبقي شريعته الي يوم القيامة و الملک ينتقل مرة ثم يرجع، ثم قال الاختلاف الواقع في طالعه في الملک هو استيلاء بني امية و بني العباس و ينتقل الي اقوام جبلية فارسية لان دينه باق و لاجل ان زحل دليل اولاده تحت الشعاع اوجب ان اولاده يصيبهم في بدء الامر خوف و قتل فاذا مضي من وفاته خمسمائة سنة ترجع الدولة الي الطالبية و يظفرون علي الکفار و الملحدين و يظهرعدل و يکون للعالم کله دين حسن.

(فصل) و قال ابو معشر: قد حکم جاماسب وزرادشت قبل مبعث النبي صلي الله عليه و آله و سلم بالف سنة و زيادة بطالع القران ان الشريعة الي يوم القيامة و حکما بان الملک يتغير و يذهب عن يد اهل بيته في ابتداء موته علي راس ثلاثمائة سنة و ستين سنه عن يد اصحابه ثم يرجع اليهم بعد خمسمائة سنة و يستولي الطالبيون علي العالم و يظهرون عدلا و انصافا، و قال اعبد زحل:



و وديعة من سر آل محمد

اودعتها و جعلت من امنائها



فاذا رايت الکوکبين تقاربا

في الجري بين صباحها و مسائها



فهناک يطلب ثار آل محمد

و تراثها بالسيف من اعدائها



(فصل) فيما ذکره ابن شهر اشوب عن ايوان کسري روي ابن شهر اشواب في المجلد الثامن من المناقب من النسخة التي جعلها مجلدين و اذا کانت ثماني مجلدات فيکون في المجلد الثامن في باب امامة القائم عليه السلام و قال محمد بن علي النوشجاني اخبر يزدجرد بيوم القادسية و انجلائها عن خمسين الف قتيل من الفرس فخرج يزدجرد



[ صفحه 183]



هاربا في اهل بيته فوقف بباب الايوان فقال: السلام عليک ايها الايوان ها انا ذا منصرف عنک و راجع اليک انا او رجل من ولدي لم يدن زمانه و لا آن اوانه، قال سليمان الديلمي فسالت الصادق عليه السلام عن معني قوله او رجل من ولدي، قال: ذلک قائمکم السادس من ولدي و قد ولده يزدجرد بن شهريار من قبل ام علي بن الحسين عليه السلام شهر بانويه بنت يزدجرد فهو ولده من الحسين عليه السلام قال و قد قدمنا ذکر قول قيصر ملک الروم عند مفارقته الشام فيما يناسب هذا، و اقول انا: و في هذا الحديث آيات: منها ان الصادق عليه السلام اخبر ان القائم هو السادس من ولده کما جرت الحال عليه فلا بد ان يکون علم ذلک من جانب الله و عن آبائه الطاهرين، و الا کيف کان يعلم انه يکون له عقب متصل الي السادس من ولده و منها تصدق النقل لما تجدد للسادس من ولده عليه السلام من اعتقاد انه القائم و لم يعتقد ذلک في احد من آبائه قبله، و منها بقاء الايوان الي الان و قد هدم جميع دور کسري و آثارها، و منها معرفة کسري بطريق النجوم او غيرها تحديد ذلک و تصديق اهل بيت النبوة في اعتقادهم و لله الحجة البالغة.

(فصل) و رويت في المجلد الثاني من کتاب التحصيل في ترجمة اسماعيل بن احمد بن عمر بن ابي الاشعث من تذييل محمد بن النجار بالاسناد المذکور فيه عن ثوبان مولي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عن رسول الله، قال: يوشک الامم ان تتداعي عليکم کما تداعي الاکلة الي قصعتها قيل او من قلة نحن يومئذ؟ قال بل انتم کثير ولکن غثاء کغثاء السيل ولتنزعن المهابة منکم وليقذفن الوهن في قلوبکم، قالوا و ما الوهن؟ قال: حب الدنيا و کراهية الموت.

اقول: ذکر هذا الحديث و امثاله احمد بن المنادي في کتابه الملاحم.



[ صفحه 184]



(فصل) و رويت في المجلد الثالث من کتاب التحصيل في ترجمة الضحاک بن محمد بن هبة الله باسناده عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لا يزال هذا الامر فيکم و انتم ولاته ما لم تحدثوا فاذا فعلتم سلط الله عليکم شرار خلقه فالتحوکم کما يلتحي القضيب، صدق صلي الله عليه و آله و سلم، و لقد حذرهم بما يؤمنهم مما جري عليهم فلم يقبلوا فکان الذنب لهم اذ خالفوه صلي الله عليه و آله و سلم.

(فصل) و رايت ابياتا لبعض الشعراء في مدح مولودا بعضها مقول:



حملت به ام مبارکة

و کانها بالحمل ما تدري



حتي اتمت شهر تاسعها

ولدته مشبه ليلة القدر



فاتين فيه فقال اسرته

يرجي لحمل نوائب الدهر



و النور کلل وجهه فبدا

کالبدر او ابهي من البدر



و نذرن حين راين غرته

ما ان بقين و فين بالنذر



لله صوما شکر انعمه

و الله اهل الحمد و الشکر



و شهدن ان علي شمائله

نص الاله عليه بالنصر



ونفوذ امر في البرية لا

يعصي له في البر و البحر



(فصل) فيما رايت من عدة اصحاب القائم عليه السلام و تعيين مواضعهم من کتاب يعقوب بن نعيم قرقارة الکاتب لابي يوسف، قال النجاشي الذي زکاه محمد بن النجار ان يعقوب بن نعيم المذکور روي عن الرضا عليه السلام و کان جليلا في اصحابنا ثقة، و راينا ما ننقله في نسخة عتيقة لعلها کتبت في حياته و عليه خط السعيد فضل الله الراوندي قدس الله روحه فقال ما هذا لفظه: حدثني احمد بن محمد الاسدي عن سعيد بن جناح عن مسعدة ان ابا بصير قال: لجعفر بن محمد عليه السلام هل کان امير المؤمنين عليه السلام يعلم مواضيع اصحاب القائم



[ صفحه 185]



عليه السلام کما کان يعلم عدتهم؟ فقال جعفر بن محمد عليه السلام اي و الله يعرفهم باسمائهم و اسماء آباءهم رجلا فرجا و مواضع منازلهم، فقال جعلت فذاک فکلما عرفه امير المؤمنين عليه السلام عرفه الحسن عليه السلام و کلما عرفه الحسن فقد صار علمه الي الحسين و کلما عرفه الحسين فقد صار علمه اليکم فاخبرني جعلت فداک؟ فقال جعفر عليه السلام اذا کان يوم الجمعة بعد الصلاة فاتني؛ فاتيته فقال اين صاحبک الذي يکتب لک؟ فقلت: شغله شاغل و کرهت ان اتاخر عن وقت حاجتي فقال عليه السلام لرجل اکتب له: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما املاه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم علي امير المؤمنين عليه السلام و اودعه اياه من تسمية اصحاب القائم عليه السلام و عدة من يوافيه من المفقودين عن فرشهم و السائرين الي مکة في ليلة واحدة و ذلک عند استماع الصوت في السنة التي يظهر فيها امر الله عز وجل و هم النجباء و الفقهاء و الحکام علي الناس.المرابط السياح من طواس الشرقي رجل، و من اهل الشام رجلان، و من فرغانة رجل، و من مرو الروذ رجلان، و من الترمذ رجلان، و من الصامغان رجلان، و من النيزبان اربعة رجال، و من افنون تسعة رجال و من طوس خمسة رجال، و من فاراب رجلان و من الطالقان اربعة و عشرون رجلا، و من مرو اثنا عشر رجلا، و من جبال الغور ثمانية رجال، و من نيسابور سبعة عشر رجلا، و من سحستان ثلاثة رجال، و من بوشنج اربعة رجال، و من الري سبعة رجال، و من هراة اثناعشر رجلا، و من طبرستان اربعة رجال، و من تل مورن رجلان، و من الرها رجل واحد، و من قم ثمانية عشر رجل، من قوميس رجلان، و من جرجان اثنا عشر رجلا، و من فلسطين رجلا، و من.... ثلاثة رجال و من الطبرية رجل، و من همدان اربعة رجال، و من بابل رجل واحد، و من کيدر رجلان، و من سبزوار ثلاثة رجال، و من کشمير رجل و من سنجار اربعة رجال، و من قالي قلا رجل، و من شمشاط رجل، و من حران رجل، و من الرقة ثلاثة رجال، و من الرافقة



[ صفحه 186]



رجلان و من حلب اربعة رجال، و من قبرص رجلان، و من بتليس رجل، و من دمياط رجل، و من اسوان رجل، و من سلمية خمسة رجال، و من دمشق ثلاثة رجال، و من بعلبک رجل، و من تل شيزر رجل، و من الفسطاط اربعة رجال، و من القلزم رجلان، و من تستر رجل، و من برذغة رجل، و من فارس رجل، و من تفليس رجل، و من صنعاء رجلان، و من مازن رجل، و من طرابلس رجل، و من القيروان رجلان، و من ايلة رجل، و من وادي القري رجل، و من خيبر رجل، و من بدر رجل، و من الحان رجل، و من اهل المدينة رجل، و من الربذة رجل، و من الکوفة اربعة عشر رجلا، و من الحيرة رجل و من کوثي رجل، ومن طي رجل، و من زبيدة رجل، و من برقة رجلان، و من الاهواز رجلان، و من اصطخر رجلان، و من ببداميل رجل، و من الليان رجل، و من... رجل، و من واسط رجل، و من حلوان رجلان، و من البصرة ثلاثة رجال، و من اصحاب الکهف سبعة رجال، و التاجران الخارجان من عانة الي انطاکية، و المستامنة الي الروم و هم احد عشر رجلا، و النازلون بسرانديب، و من السمندر اربعة رجال، و المفقود من مرکب بسلاهط رجل، و من هرب من الشعب الي سندانية رجلان، و المتخلي لسقلية و الطواف لطلب الحق من يخشب رجل، و الهارب من عشيرته من بلخ رجل، و المحتج بالکتاب من سرخس علي النصاب، فهولاء ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، يجمعهم الله عز وجل بمکة في ليلة واحدة، و هي ليلة الجمعة فيصبحون بمکة في بيت الله الحرام لا يتخلف منهم رجل واحد فينتشرون بمکة في ازقتها و يطلبون منازل يسکنونها، فينکرهم اهل مکة، و ذلک لم يعلموا بقافلة قد دخلت من بلدة من البلدان لحج و لا لعمرة و لا تجارة، فيقول من يقول من اهل مکة بعضهم لبعض، ما ترون قوما من الغرباء في يومنا هذا لم يکونوا قبل هذا ليس هم من اهل بلدة واحدة و لا هم من قبيلة واحدة و لا معهم اهل و لا دواب، فبيناهم کذلک



[ صفحه 187]



اذ أقبل رجل من بني مخزوم فيتخطي رقاب الناس و يقول: رايت في ليلتي هذه رويا عجيبة و انا لها خائف و قلبي منها وجل، فيقولون سربنا الي فلان الثقفي فاقصص عليه رؤياک، فياتون الثقفي فيقول المخزومي: رايت سحابة انقضت من عنان السماء فلم تزل حتي انقضت علي الکعبة ما شاء الله، و اذا فيها جراد ذو اجنحة خضر، ثم تطايرت يمينا و شمالا لا تمر ببلد الا احرقته و لا بحصن الا حطمته، فيقول الثقفي لقد طرقکم في هذه الليلة جند من جنود الله جل و عز لا قوة لکم به، فيقولون اما و الله لقد راينا عجبا و يحدثونه بامر القوم، ثم ينهضون من عنده فيهتمون بالوثوب بالقوم و قد ملأ الله قلوبهم رعبا و خوفا، فيقول بعضهم لبعض

و هم يأتمرون بذلک، يا قوم لا تعجلوا علي القوم، و لم يأتوکم بمنکرو لا شهروا السلاح و لا اظهروا الخلاف و لعله ان يکون في القوم رجل من قبيلتکم فان بدا لکم من القوم امرتنکرونه فاخرجوهم، اما القوم فمتنسکون سيماهم حسنة و هم في حرم الله جل و عز الذي لا يفزع من دخله حتي يحدثوا فيه حادثة و لم يحدث القوم مايجب محاربتهم، فيقول المخزومي و هو عميد القوم: انا لا آمن ان يکون وراهم مادة وان اتت اليهم انکشف امرهم و عظم شانهم فاحصوهم و هم في قلة من العدد و عزة بالبلد قبل أن تأتيهم المادة، فان هؤلاء لم ياتوکم الا و سيکون لهم شان، و ما احسب تاويل رويا صاحبکم الا حقا، فيقول بعض لبعض: ان کان من ياتيکم مثلهم فانه لا خوف عليکم منهم لانه لا سلاح معهم و لا حصن يلجاون اليه، و ان اتاکم جيش نهضتم بهولاء فيکونون کشربة ظمان، فلا يزالون في هذا الکلام و نحوه حتي يحجز الليل بين الناس فيضرب علي آذانهم بالنوم فلا يجتمعون بعد انصرافهم ان يقوم القائم فيلقي اصحاب القائم عليه السلام بعضهم بعضا کبني اب و ام افترقوا غدوة و اجتمعوا عشية.

فقال ابو بصير: جعلت فداک ليس علي ظهرها مؤمن غير هولاء



[ صفحه 188]



قال: بلي ولکن هذه العدة التي يخرج فيها القائم عليه السلام و هم النجباء و الفقهاء و هم الحکام و هم القضاة الذين يمسح بطونهم و ظهورهم فلا يشکل عليکم حکم.

قال و حدثنا احمد بن محمد الاسدي عن محمد بن مروان عن عبدالله بن حماد عن سماعة بن مهران قال: قال ابو بصير سالت جعفر بن محمد عليه السلام عن اصحاب القائم عليه السلام فاخبرني بمواضعهم وعدتهم، فلما کان العام الثاني عدت اليه فقلت: جلت فداک ما قصة المرابط و السياح؟ قال هو رجل من اهل اصبهان من ابناء الدجالين له عودة فيه سبعة اشياء و لا يعلمه غيره يخرج من بلده يسيح في البلاد و يطلب الحق فلا يلحق المخالف الا ارواح منه، ثم ينتهي الي طرابوزون و هي الحاجز بين الاسلام و الروم فيصيب بها رجل من النصاري کان يتناول امير المؤمنين عليه السلام فيقيم بها و يسري به، و أما الطواف لطلب الحق فهو رجل من اهل يخشب قد کتب الاحاديث و عرف الاختلاف فلا يزال يطلب العلم حتي يعرف صاحب الامر عليه السلام و لا يزال کذلک حتي ياتيه صاحب الامرو الهارب من عشيرته حتي يهرب الي الاهواز فيقيم في بعض قراها حتي ياتيه امر الله جل و عز، و لا يلقي احدا من المخالفين الا حاجة من کتاب الله و اثبت امرنا، اما المتخلي بقلبه فانه رجل من ابناء الروم من اهل قرية يقال لها قونية و يسلم الي مقالته حتي اذا من الله عليه بمعرفة الامر الذي اسلم له واتقنه دخل صقلية فاقام بها يعبد الله حتي يسمع الصوت فيجيب، و اما الهاربان الي سندانية و من الشعب فرجلان: احدهما من الکدر و الاخر من اهل حبابا يخرجان الي مکة فلا يزالان بها يتجران حتي يصلح متجرهما بقرية يقال لها الشعب، آذوهما و افسدوا کثيرا من امرهما فيقول احدهما لصاحبه: يا اخي قد آذونا في بلدنا حتي فارقناه و هربنا الي مکة ثم خرجنا الي الشعب و نحن نظن ان اهلها اقل نايرة من اهل مکة فقد



[ صفحه 189]



بلغوا بنا ما تري، فلا صرنا الي البلاد حتي ياتي الله جل و عز بعدل مليح او موت يريح فيتجهزان و يخرجان الي برقة ثم يتجهان منها الي سندانية فلا يزالان بها الي الليلة التي يکون فيها ما يکون، و اما التاجران الخارجان الي انطاکية فانها رجلان يقال لاحدهما: سليم و الاخر سلم و لهما غلام اعجمي يقال له مسلم خرجوا جميعا في رفقة مع قوم تجار يريدون انطاکية، فلا يزالون يسيرون حتي اذا کان بينهم و بين انطاکية اميال سمعوا الصوت فيمضون نحوه کانهم لم يطلبوا سواه، فساروا اليه و يذهلون عن تجارتهم و يصبح القوم الذين کانوا معهم من اهل رفقتهم قد دخلوا انطاکية فيتفقدونهم فلا يقفون لهم علي اثر و لا يعلمون لهم خبرا، فيقول بعض القوم لبعض: هل تعرفون منازلهم؟ فيقول بعضهم: نعم نحن نعرف منازلهم، ثم يبيعون ما کان لهم من التجارة ويحملون الي اهاليهم، فاذا اتوا الي اهليهم و دفعوا اليهم امتعتهم فلا يلبثون الا ستة اشهر حتي يوافوا اهاليهم مع مقدمة القائم عليه السلام و اما المستامنة من المسلمين الي الروم فهم قوم ينالهم اذي من جيرانهم و اهاليهم و السلطان فلا يزال ذلک بهم حتي ياتوا ملک الروم فيقصون عليه قصتهم و يخبرونه بما هم فيه من اذي قومهم و اهل ملتهم، فيومنهم و يقطع لهم من ارض قسطنطينية فلا يزالون بها، فاذا کانت الليل التي يسري بهم يصبح جيرانهم و اهل الارض التي کانوا بها قد فقدوهم و سالوا عنهم من يليهم فلا يجدون لهم اثرا ولا يسمعون لهم خبرا فيخبرون ملک الروم بامرهم و انهم قد فقدوا، فيوجه في طلبهم و يضع عليهم العيون علي الدروب، فلا ياتي احدهم بخبرهم، فيغتم لذلک حتي جيرانهم و يقول: انتم قوم اعطيتموهم الامان و انتم تعديتم عليهم لاقتلن من کان بقربهم او ياتوا بهم او بخبرهم و اين صاروا بالامر الواضح لاشک فيه، فلا يزال اهل مملکته معذبين ما بين محبوس و خائف و مضروب او قتيل، حتي يبلغ الملک خبر راهب قد قرأ الکتب



[ صفحه 190]



فقال لبعض جلسائه انه ما بقي في الارض احد يعلم هذه الکتب غيري و غير رجل من اليهود بارض بابل، فيامر به الملک فيحمل من صومعته فاذا دخل علي الملک قال له الملک: ايها الرجل قد بلغني ما تقول و تري ما انا فيه فاصدقني فانهم ان کانوا قتلوا قتلت بهم من کان في جوارهم شرقا و غربا و لو کان فيهم وزرائي و بطانتي، فيقول الراهب: لا تعجل ايها الملک ولا تجر علي القوم فانهم لم يقتلوا و لم يموتوا و لا حدث بهم حدث يکرهونه، هولاء اختطفوا من ارض الملک الي مکة لموافاة ملک الامم الاعظم الذي لم تزل الانبياء تبشر به و تخبر عنه، فيقول له الملک: ويحک و من اين لک هذا العلم و کيف اعلم بانک صادق؟ فقال: ايها الملک اني لم اقل الا حقا و ان عندي ما يتوارثه عالم عن عالم آخر من خمسماة عام، فيقول له الملک:ان کان ما تقول حقا فاحضر الکتاب فيوجه الملک ثقة من ثقاته فياتيه بالکتاب فيقرونه فاذا فيه صفات القائم عليه السلام و اصحابه واسمه و اسم صاحبه و مخرجهم، ثم يقول له: انهم يظهرون علي بلادک فيقول: ويحک لم يخبرني احد بهذا الخبر الي اليوم، فيقول الراهب، لولا ما تخوفت بکتمان ذلک من الاثم في قتل قوم براء ما اخبرته هذا الخبر حتي يراه بعينه فيقول له الملک: و تري اني اراه؟ فيقول: نعم لا يحول الحول حتي تطا خيله وسط بلادک و يکون القوم ادلائه الي بلادک، فيقول الملک: افلا اوجه بمن ياتيني بخبره و اکتب اليه، کتابا، فيقول الراهب، انت صاحبه الذي يسلم اليه طلبه و لا بد ان تتبعه و تموت و يصلي عليک رجل من اصحابه، و اما النازلون بسرانديب و من سمندار اربعة رجال من اهل فارس يجولون تجارتهم فيتخذون سرانديب و سمندار قطنا حتي يسمعوا الصوت و ينهضوا اليه، و اما المفقود من مرکبه بسلاهط، رجل من اهل يهودية اصبهان يخرج من سلاهط يريد ايلة فبينا هو يسير في البحر في جوف الليل اذ نودي فيخرج من المرکب و ينزل من البحر علي ارض اصلب من الحديد و اوطأ من الحرير، فينادي اهل مکة: ارکبوا



[ صفحه 191]



هذا صاحبکم، فيعود فينادي الرجل انه لا باس علي و القوم جميعا بمکة و لا يتخلف منهم واحد، قال جعفر بن محمد عليه السلام فاذا قام القائم عليه السلام ولي هؤلاء القوم و يکونون حکام الارض.

اقول: و في آخر هذا ما لفظه تم الکتاب و الحمد لله و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين.

(فصل) و من کتاب ابي المغراء من اصول الشيعة قال: حدثنا حميد بن زياد قال: حدثني عبيد الله بن احمد و ابن سقلاب جميعا قالا: حدثنا محمد بن ابي عمير عن ابي المغراء عن منصور بن حازم انه سال ابو عبد الله عن حظيرة بين دارين فزعم ان عليا عليه السلام قضي لصاحب الدار التي من قبله القماط.

(فصل) و رايت في مجموع غير هذا ما هذا لفظه، قال عوائة: بلغ الحسن بن علي عليه السلام ان عمرو بن العاص ينتقص عليا علي منبر مصر، فکتب اليه: من الحسن بن علي عليه السلام الي عمرو بن العاص، اما بعد فقد بلغني انک تقوم علي منبر مصر علي عثو آل فرعون و زينة آل قارون و سيماء ابي جهل تنتقص عليا عليه السلام و لعمري لقد أوترت غير قوسک و رميت غير غرضک و ما انت الا کمن يقدح في صفاة في بهيم اسود فرکبت مرکبا صعبا و علوت عقبة کؤدا فکنت کالباحث عن المدية لحتفه يابن جزار قريش ليس لک سهم في ابيات سؤددها و لا عائد بأقنية مجدها و لا بفالج قداحها لا احسبک تحضي بما تذکر غير قدرک الحقير و نسبک الدخيل و نفسک الدنيئة الحقيرة التي آثرت الباطل علي الحق و قنعت بالشبع و الدني من الحطام الفاني لقد مقتک الله فابشر بسخطه و اليم عذابه و جزاء ما کسبت يداک و ما الله بظلام للعبيد.

(فصل) ومن المجموع ما هذا لفظه: قيل بينا عمر بن عبد العزيز



[ صفحه 192]



جالس في مجلسه اذ دخل حاجبه و معه امراة ادماء طويلة حسنة الجسم و القامة و رجلان متعلقان بها و معهم کتاب من ميمون بن مهران الي عمر فدفعوا اليه الکتاب ففضه فاذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم الي امير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز من ميمون بن مهران، سلام عليک و رحمة الله و برکاته اما بعد: فانه ورد علينا امر ضاقت به الصدور و عجزت عنه الاوساع و هربنا بانفسنا و وکلنا الي عالمه، يقول عز و جل (و لو ردوه الي الرسول و الي اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) و هذه المرأة و الرجلان احدهما زوجها و الاخر ابوها زعم ان زوجها حلف بطلاقها ان علي بن ابي طالب عليه السلام خير هذه الامة و اولاها برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و زعم ابوها انها برئت منه و انه لا يجوز له في دينه ان يتخذه ظهرا لانها صارت عليه کأمه، و ان الزوج يقول له: کذبت و اثمت لقد بر قسمي و صدقت مقالتي و انها امراتي علي رغم انفک و غيظ قلبک فارتفعوا الي يختصمون في ذلک، فسالت الرجل عن يمينه فقال: نعم قد کان ذلک و قد حلفت بطلاقها ان عليا عليه السلام خيرهذه الامة و اولاهم برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عرفه من عرفه و انکره من انکره فليغضب من غضب و ليرض من رضي و تسامع الناس بذلک فاجتمعوا اليه ان کانت الالسن مجتمعة فالقلوب شتي و قد علمت يا امير المؤمنين اختلاف الناس في اهوائهم و تسرعهم الي ما فيه الفتنة فاحجمنا عن الحکم لتحکم بما اراک الله و انهما تعلقا بها و اقسم ابوها الا يدعها معه و اقسم زوجها الا يفارقها و لو ضربت عنقه الا ان يحکم عليه بذلک حاکم لا يستطيع مخالفته و الامتناع منه فرفعناهم اليک يا امير المؤمنين احسن الله توفيقک و ارشدک و کتب في اسفل الکتاب:



اذا ما المشکلات وردن يوما

فحارت في تأملها العيون



و ضاق القوم ذرعا عن نباها

فانت لها ابا حفص امين



لتوضحها فانت بها عليم

و ربک بالقضاء بها مبين





[ صفحه 193]





لانک قد حويت العلم طرا

و حکمت التجارب و الفنون



و فضلک الاله علي الرعايا

فحظک فيهم الحظ الثمين



قال: و في المجلس رجال من بني امية و افخاذ قريش، فقال عمر لابي المراة: ما تقول ايها الشيخ؟ فقال: يا امير المؤمنين هذا الرجل زوجته ابنتي و جهزتها اليه احسن ما يجهز به مثلها حتي اذا املک خيره و رجوت صلاحه حلف بطلاقها کاذبا ثم اراد الاقامة معها، فقال له عمر: يا شيخ لعله لم يطلق امراته فکيف حلف؟ فقال الشيخ: سبحان الله ان الذي حلف عليه لابين غشا و اوضح کذبا في ان يختلج في صدري منه شک مع سني و علمي لانه زعم ان عليا عليه السلام خير هذه الامة بعد نبيها صلوات الله عليه و الا فامراته طالق ثلاثا، فقال للزوج: ما تقول اهکذا حلفت؟ قال: نعم، فقيل انه لما قال نعم کاد المجلس يرتج باهله و بنوا امية ينظرون اليه شزرا الا انهم لم ينطقوا بشيء کل ينظر الي وجه عمر، فاکب عمر مليا ينکث الارض بيده و القوم صامتون ينظرون ما يقول ثم رفع راسه و انشأ يقول:



اذا ولي الحکومة بين قوم

اصاب الحق و التمس السدادا



و ما خير الامام اذاتعدي

خلاف الحق و اجتنب الرشادا



ثم قال للقوم: ما تقولون في يمين هذا الرجل؟ فسکتوا فقال: قولوا فقال رجل من بني امية: هذا حکم في فرج فلايصح لنا القول و انت عالم بالقول فيهم موتمن لهم و عليهم، قال عمر: فقل فان القول ما لم يکن يحق باطلا او يبطل حقا يکون ممضي، قال: لا اقول شيئا، فالتفت الي رجل من اولاد عقيل بن ابي طالب عليه السلام فقال له: ما تقول فيما حلف به هذا الرجل فاغتنمها فقال: يا اميرالمؤمنين ان جعلت قولي حکما و حکمي جايزا قلت، و ان يکن غير ذلک فالسکوت اوسع لي وابقي للمودة، قال: قل و قولک حکم و حکمک ماض، فلما



[ صفحه 194]



سمع ذلک بنو امية قالوا: ما انصفتنا يا امير المؤمنين اذ جعلت الحکم الي غيرنا و نحن من لحمک و اولي رحمک فقال عمر اسکتوا عجزا و لو ما عرضت ذلک عليکم آنفا لما اهتديتم له، لانک ما اعطيتنا ما اعطيت العقيلي و لا حکمتنا کما حکمته، قال عمر: ان کان اصاب و اخطاتم و حزم و عجزتم و ابصر و عميتم فما ذنب عمر لاابالکم اتدرون ما مثلکم؟ قال: لا ندري، قال: لکن العقيلي يدري ثم قال:ما تقول يا رجل؟ قال: نعم يا امير المؤمنين مثلهم کما قال الاول:



دعيتم الي امر فلما عجزتم

تناوله من لا يداخله عجز



فلما رأيتم ذلک ابدت نفوسکم

ندما و هل يغني من الحذر الحرز



فقال عمر: احسنت و اصبت فقل فيما سالتک عنه وأجب، قال: يا امير المؤمنين بر قسمه و لم يطلق امراته، قال: و اني علمت ذلک، قال: نشدتک الله يا اميرالمؤمنين الم تعلم ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال لفاطمة عليهاالسلام و هو عندها في بيتها عائدا: يا بني ما علتک؟ قالت! الوعک يا ابتاه و کان علي عليه السلام غائبا في بعض حوائج النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقال لها: اتشتهين شيئا؟ قالت نعم اشتهي عنبا و انا اعلم انه عزيز و ليس وقت عنب، قال: ان الله قادر علي ان يجيئنا بالعنب مع افضل امتي عنده منزلة، فطرق علي عليه السلام الباب فلما فتح وجد عنده شيء قد القي عليه طرف ردائه، فقال الله اکبر الله اکبر کما سررتني بمجيء علي مع ما ندعوک له فاجعله شفاء ابنتي، ثم قال: کلي علي اسم الله يا بنية فاکلت و ما خرج رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حتي استقلت و برئت؛ فقال عمر: صدقت وبررت اشهد لقد سمعته و وعيته؛ يا رجل خذ بيد امرأتک فان عرض لک ابوها فاهشم أنفه؛ ثم قال: يا بني عبد مناف و الله ما نجهل ما يعلم غيرنا و لا بنا عمي في ديننا ولکن کما قال الاول:



[ صفحه 195]





تصيدت الدنيا رجالا بفخها

فلم يدرکوا خيرا بل استقبحوا الشرا



واعماهم حب الهوي و اصمهم

فلم يدرکوا الا الخسارة الوزرا



قيل فکانما القم بنو امية حجرا؛ ومضي الرجل بامرأته، و کتب عمر الي ميمون بن مهران: سلام عليک فاني احمد اليک الله الذي لا اله الا هو اما بعد: فاني فهمت کلامک و ورود الرجلان و المرأة و قد صدق الله يمينه وأبر قسمه و اثبته علي نکاحه فاستيقن ذلک واعمل عليه و السلام عليک و رحمة الله و برکاته.

(فصل) و من المجموع لبشار يمدح ابراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن عليهم السلام:



اقول لبسام عليه جلالة

غدا اريحيا عاشقا للمکارم



من الفاطميين الدعاة الي الهدي

سراج لعين او سرور لعادم



اذا بلغ الراي المشورة فاستعن

براي صديق اواشارة حازم



و لا تجعل الشوري عليک غضاضة

فان الخوافي قوة للقوادم



و ما خير کف امسک الغل اختها

و ما خير سيف لم يؤيد بقائم



و خل الهوينا للضعيف و لا تکن

نوما فان الحزم ليس بنائم



و حارب اذا لم تعط الا ظلامة

شبا الحرب خير من قبول المظالم



أردن علي القربي المقرب نفسه

و لا تشهد الشوري امرء غير کاتم



فانک لا تستطرد الهم بالمني

و لا تبلغ العليا بغير مکارم



(فصل) و من المجموع جاء ابو سفيان الي باب علي عليه السلام للنظر في امره فانشد:



بني هاشم لا تطمعوا الناس فيکم

فليس لها الا ابو الحسن علي



ثم قال: ام و الله لئن شئتم ملاتها عليکم خيلا و رجلا، فقال علي عليه السلام..



[ صفحه 196]



(فصل) و مما وجدناه في المجموع الذي قدمناه ذکره و ذکرنا انه احضره السيد احمد بن مهنا ما هذا لفظه الحکاية، حکي ان امراة ولدت عشرين ولدا في اربعة بطون و انهم عاشورا و ان امراة ولدت في الشهر السابع ثم وضعت بعد ذلک بشهرين ولدا آخر و ان امرأة ولدت بنتا بيضا من رجل حبشي فأدرکت، و زوجتها من رجل ابيض فولدت له اسود، کان ذلک الزرع نزع الي الجد الاول، وحکي ان الفضل بن ربيع و عبدالله و يحيي و العباس اربعتهم لام حملت بهم في بطن.

(فصل) و من المجموع لا يصلب احد الا بذنب و لا يولد مولود... ابرص و لا عابد ابرص... و کان بجعفر بن يحيي برص في قفاه فجمع له الاطباء فلم يکن لهم فيهم اثر حتي ورد علي يحيي طبيب فعدد اشياء کثيرة قد عولج بها فلم تنفع، فقال له: ان سالتک عن شيء تصدقني؟ قال: نعم، قال فهل..؟ قال نعم، قال: فهذا داء يبتلي... و من المجموع قال... اخاه اسحق بميراثه من ابيهما ابراهيم... ان ترکناک و امک حتي تاخذ کما...حائط فاوحي الله جل و عز اليه... في آخر الزمان.

(فصل) و رايت في هذا المجموع قال الصادق عليه السلام؛ صحبة عشرين يوما قرابة.

اقول انا: و کنا روينا عن الصادق عليه السلام مودة يوم خلة و مودة شهر قرابة ومودة سنة رحم من قطعها قطعه الله و من وصلها وصله الله. و من المجموع قال خطب النبي صلي الله عليه و آله و سلم الشماء بنت الصلت فبلغها فسقطت ميتة فرحا. و من المجموع روي عن امير المؤمنين عليه السلام لا تلحنوا فان النصاري لحنت فکفرت و ذلک انه... المسيح عليه السلام فيما من به عليه انه.. فقالت النصاري... يا نبي الله، و من المجموع:



[ صفحه 197]





فلا عجب للاسد ان ظفرت بها

کلاب الاعادي من فصيح و اعجم



فحربه وحشي سقت حمزة الردي

و موت علي في حسام ابن ملجم



و من المجموع قالت ام سلمة زوج النبي صلي الله عليه و آله و سلم امر رسول الله باديم و علي عنده فجعل يملي و علي يکتب حتي ملا ظهر الاديم... رسول الله... و من المجموع المذکور ما هذا لفظه: اجتماع الاصوات في بيوت العبادات بصفاء النيات تحل ما عقدته الافلاک و ما عزمت عليه الاملاک و من المجموع قال سمعت الشيخ ابا الفتح بن الحلي رحمه الله بحلب يقول اصل قول الناس کانما علي رؤوسهم الطير سليمان بن داوود عليه السلام کان يقول للريح اقلينا و للطير اظلينا فتقله الريح و تظله الطير و يغض جلساؤه ابصارهم و يسکتون... يسکتون و يغضون هيبة للرئيس... هذا السبب فلا کلام..و بقولهم کان علي رؤوسهم الطير... اي کانهم لا يتحرکون فتطير علي رؤوسهم الطير، و من المجموع من کلام طويل جري بين عمرو بن العاص و معاوية امتن.. طينت عين الشمس بالطين نهارا و سترت.. ابطلت حقا و حققت باطلا و سخرت... بنا بعين و اقمت اودک واطفت... و احق من علي عليه السلام بهذا الامر قرابة و اسلاما... منه و سوابق جمة و هل کان احد اقبح منک آثارا، فلو لقيت ربي باحسن اعمالي ينجلي ذلک مع تمهيدي باطلک وابطالي حق علي، فقال معاوية في جوابه الويل يا عمر ولوليک منک و الويل لعدوک منک موتک سرور للعدو و راحة للولي.

(فصل) و من المجموع قال: حبس الرشيد هارون الحسن بن اسماعيل بن ميثم بالرفض، فقال ابو حنيفة او غيره هو بمثابة حلال الدم فاخرج من الحبس و جمع بينهما في مجلس الرشيد فقال له: من خير الامة بعد نبينا صلي الله عليه و آله و سلم؟ فقال علي بن العباس بن عبد المطلب... ويلک أمجنون انت و هل للعباس ولد من صلبه يقال له



[ صفحه 198]



علي؟ قال: نعم سمي الله في کتابه العم ابا، فقال حاکيا عن بني يعقوب (نعبد الهک و اله آبائک ابراهيم و اسماعيل و اسحق) و ما کان اسماعيل ابا ليعقوب، و سمي الخالة أما؛ قال: (و رفع ابويه علي العرش) يعني اباه يعقوب و خالته فان ام يوسف کانت قد ماتت، و علي ايها الرشيد کان کذلک، فان شئت فقدمه و ان شئت فاخره، قال ابو حنيفة ما قولکم للحسن و الحسين (عليهما السلام) انهما ابناء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و الله يقول (ما کان محمد ابا احد من رجالکم) فقال: نعم کان محمد أبا زيد، و لا ابا احد من رجالهم، ولکن ابا ابنا بنته کما ذکرالله عيسي في القرآن و نسبه الي ابراهيم و جعله من ذريته في قوله (من ذريته) الي قوله و عيسي، و قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم لکل نبي ذرية و ذريتي من صلب علي عليه السلام قال: اخبرني عن العباس و عن اختصاصهما الي ابي بکر من کان منهما صاحب باطل؛ قال اخبرني عن الملکين اللذين تسورا علي داود من کان منهما صاحب باطل؟ فقال: کانا محقين فاراد تنبيه داود؛ قال: فکذلک قل في العباس و علي عليهم السلام، فتبسم الرشيد و قال: لا کان الله لمن نسب اليک الکفر.

تم الکتاب الملتقط الملحق بأجزاء کتاب التشريف بالمنن للسيد رضي الدين علي بن طاوس، و کتبت علي نسخة منقولة عن خط المصنف، السيد رضي الدين في سادس صفر سنة الاثنتين و الخمسين و الثلاثمائة بعد الالف ثم صححها علي نسخة الاصل التي بخط السيد ابن طاوس محمد ابن الشيخ طاهر السماوي عفي الله عنه في النجف سنة 1365 هجرية.