بازگشت

مقدمة الطبعة الأولي - ترجمة المؤلف


هو رضي الدين أبوالقاسم علي بن سعد الدين ابراهيم بن موسي بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي عبدالله محمد الطاووس بن اسحاق [1] ابن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود [2] بن الحسن المثني بن الامام المجتبي الحسن بن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهم السلام. [3]

کني بابن طاووس نسبة الي جده الاعلي ابي عبدالله محمد بن اسحاق فان محمدا کان جميل الصورة بهي المنظر الا ان قدميه لم يتناسبا مع جمال هيئته فلقب بالطاووس. [4]



[ صفحه 6]



و امه بنت الشيخ العالم الزاهد ورام بن ابي فراس الحلبي و ام ابيه بنت الشيخ ابي جعفر محمد بن الحسن الطوسي فالشيخ الطوسي جد ابيه من الام کما نص عليه المترجم في (الاقبال) فانه قال: قرات کتاب المقنعة للشيخ المفيد علي والدي بروايته عن الفقيه الحسن بن رطبة عن خال والدي السعيد ابي علي الحسن بن محمد عن والده محمد ابن الحسن الطوسي جد والدي من قبل امه عن الشيخ المفيد الخ. [5]

کما في لؤلؤة البحرين للشيخ الجليل يوسف البحراني من ان ام المترجم بنت الشيخ ورام و امها بنت الشيخ الطوسي لا يتم لان وفاة الشيخ ورام کما ذکره ابن الاثير ج 12 ص 110 سنه 605 ه و وفاة الشيخ الطوسي سنه 460 ه فتکون وفاة الشيخ ورام بعد وفاة الشيخ الطوسي بمائه و خمسه و اربعين سنة فکيف يتصور کونه صهرا للشيخ علي ابنته و ان فرضت ولاده البنت بعد الشيخ اعلا الله مقامه.

علي ان المترجم لم يذکر هذه النسبة مع حرصه علي ضبط امثالها بل قد عرفت منه حصر نسبه ام والده الشيخ الطوسي.

کما ان ما في لؤلؤة البحرين من ان ام ابن ادريس الحلي صاحب السرائر بنت الشيخ الطوسي فتکون والده المترجم و ابن ادريس ولدي خانه ايضا غير تام، فان وفاه الشيخ الطوسي کما عرفت سنه 460 ولاده ابن ادريس في سنه 543 [6] فبين الوفاه و الولاده ثلاثه و ثمانون سنه و العاده قاضيه بعدم قابليه من هي بهذاالسن للولاده هذا لوفرضنا ولاده البنت بعد الشيخ الطوسي من هي بهذا السن للولاده هذا لو فرضنا ولاده البنت بعد الشيخ الطوسي و اما اذا کانت ولادتها قبل وفاه الشيخ رحمه الله فتزاد السنين. [7] .



[ صفحه 7]



ان کل من درس حياة سيدنا المترجم يعرف ان له مقاما فوق مستوي العقول في قداسه النفس و وفور العلم و شده الاحتياط و الورع الغير متناهي و اخذ الحذر عما لا يرضي المولي سبحانه مع ما تحمله من الجهد في اسعاف الامه بما يهذبها و يربي بها الي اوج النزاهه، اما بنصائحه البالغه و ارشاداته القيمه کما يدل عليه رسالته الي ولده التي اسماها (کشف المحجه).

و اما بادلا الحجج و البراهين لمعرفه الذين و من هم الوسائط في الکشف عنه کما يرشد اليه کتابه (کشف اليقين) و کتاب (الطرائف) و کتاب (الطرف).

و اما بالزامهم بالغايه القذه من الخلقه و هي العبادة لله جل شانه و الزلفي لديه و يدل عليه کتاب (الاقبال) و کتاب (فلاح السائل) و (جمال الاسبوع) و (مهج الدعوات).

و اما بلفت الانظار الي صحيح التاريخ الذي هو العبرة للمعتبر، وداع الي السير وراء آثار السلف الصالح و التحذر عما يوجب تدهورالماضين الي الضعه و ينبيء عند کتابه: (الاصطفاء الي تاريخ الخلفاء).

و اما بالتعرف الي فقه الشريعه و الارشاد الي کيفيه: استنباط الاحکام من احاديث آل الرسول عليهم السلام و يدل عليه کتابه ( غياث سلطان الوري لسکان الثري) في المواسعه و المضايقه.

الي غير ذلک من تاليفه القيمه و کلها يد بيضا علي الامه و بها کان شاخصا امام اعين القرا، ماثلا بين العلما، له مکانه في القلوب خالده مهما تعاقب الملوان.

و هذا کله بعد ان تحلي بالملکات الفاضله التي ترکته فائقا بين افراد نوعه و اهلته للتشرف بمشافهه (حجه الوقت الامام المنتظر) عجل



[ صفحه 8]



الله فرجه الي کرامات اثبتتها الجوامع وتحدث بها الثقات وحدت بجمله منها نفسه اعلا الله مقامه امتثالا لقوله سبحانه وتعالي (و اما بنعمه ربک فحدث) و في ذلک يقول العلامه الحلي في اجازته الکبيره لبني زهره: کان رضي الدين علي بن طاووس صاحب کرامات، حکي لي بعضها و روي لي والدي رحمه الله البعض الاخر، وفي (امان الاخطار) و (مهج الدعوات) و(غياث سلطان الوري) شيء کثير منها.



فان تفق الانام و انت منهم

فان المسک بعض دم الغزال



اما النقابه: و هي توليه شؤون العلويين تدبير امورهم و الدفع عما ينالهم من العدوان فتولاها من هذا البيت جد المترجم ابو عبدالله محمد الملقب بالطاووس کان نقيبا بسوري. [8]

کما تولاها اخو المترجم (احمد) في هذا البلد [9] و تولاها ابن اخ المترحم مجد الدين محمد بن عز الدين الحسن بن ابي ابراهيم موسي بن جعفر فانه خرج الي السطان هلاکو و صنف له کتاب البشاره و سلم الحله و النيل [10]

و المشهدين من القتل و النهب ورده اليه حکم



[ صفحه 9]



النقابه بالبلاد الفراتيه [11] و تولاها ابن اخ المترجم و هو غياث الدين عبدالکريم ابن جمال الدين ابي الفضائل احمد بن ابي ابراهيم موسي بن جعفر کما تولاها ولده ابو القاسم علي بن غياث الدين السيد عبدالکريم [12] و تولاها ولد المترجم احمد و حفيده عبد الله [13]

و تولاها في نصيبين من اهل هذا البيت ابو يعلي محمد بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود ابن الحسن المثني و کان اديبا شجاعا کريما فاضلا. [14]

و ان سيدنا المترجم حيث اغرق نزعا في مقام التجرد عن عالم الملک و تحيزالي صقع القداسه کلف في زمان المستنصر العباسي بتوليه النقابه فلم يقبلها غير أنه في الاونة الاخيره ترجح في نظره ان ينهض يصالح الاشراف ويدرا عنهم الهوان و يکبح من يطمع منهم الي الرذائل و يسير بهم في خطه سلفهم الطاهر سيرا سجحا فتقلدها من قبل هلاکو خان مده ثلاثه سنين واحدي عشر شهرا [15] و حصل له ما اراد من الغايه المتوخاه له.

اقام ببغداد نحوا من خمس عشر سنه، ثم رجع الي الحله، ثم سکن المشهد الغروي برهه ثم عاد الي بغداد في دوله المغول، و في المره الاولي اسکنه الخليفه المستنصر العباسي في الجانب الشرقي منها. [16]

و لما فتح هلاکو بغداد في سنه 656 ه امر ان يستفتي العلماء



[ صفحه 10]



ايما افضل السلطان الکافر العادل او السطان المسلم الجائر؟ فجمع العلماء (بالمستنصريه) لذلک، فلما وقفوا علي المساله احجموا عن الجواب و کان رضي الدين علي بن الطاووس حاضر المجلس و کان مقدما محترما فلما راي احجامهم تناول الورقه و کتب بخطه: الکافر العادل افضل من المسلم الجائر فوضع العلماء خطوطهم معتمدين عليه. [17]

و کانت بينه و بين مويد الدين القمي محمد بن محمد بن عبد الکريم [18] وزير الناظر ثم ابنه الظاهر ثم المستنصر مواصله و صداقه متاکده.

کما کانت صله اکيده بينه و بين الوزير ابن العلقمي و ابنه صاحب المخزن.

أساتذته و تلاميذه

تخرج علي کثير من فطاحل المحققين و استجازهم:

منهم: العالم الصالح الشيخ حسين بن محمد السوراوي، قال في (فلاح السائل) اجازني سنه 609 ه.

و منهم الشيخ ابو الحسن علي بن يحيي بن علي الفقيه الحناط -



[ صفحه 11]



بالحاء المهمله و النون المشدده - کما هو المضبوط في جمال الاسبوع و فلاح السائل و اربعين الشهيد، نسبه الي بيع الحنطه او الخياط - بالخاء المعجمه و الياء المثناه من تحت المشدده - کما هو المضبوط في فتح الابواب نسبه الي عمل الخياطه.

قال في (فلاح السائل) و (جمال الاسبوع): انه اجازني سنه 609 ه.

و منهم الشيخ نجيب الدين محمد بن نما ذکره في الدروع الواقيه.

و منهم السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي.

و منهم الشيخ الجليل ابو السعادات اسعد بن عبدالقاهر بن اسعد الاصفهاني صاحب رشح الولاء، قال في فلاح السائل: اجازني ببغداد سنه 635 في داري التي اسکنني بها الخليفه المستنصر.

و منهم الشيخ تاج الدين الحسن بن الدربي ذکره في الدروع الواقيه.

و منهم الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيز بن وشاح السوراوي الحلي الفقيه العالم صاحب المنهاج في علم الکلام ذکره الشهيد في الحديث التاسع من الاربعين.

و منهم السيد ابوحامد محيي الدين محمد بن عبدالله بن زهره الحسيني ابن اخي ابن زهره صاحب الغنيه، ذکره الشهيد في الحديث 33 من الاربعين.

و منهم نجيب الدين محمد السوراوي کما في (الاجازات).

و منهم الشيخ صفي الدين محمد بن معد الموسوي.

وتخرج عليه فطاحل العلماء و استجاوزه في الروايه و في طليعتهم



[ صفحه 12]



العلامه الحلي و ابن اخيه السيد عبدالکريم صاحب (فرحه الغري) الي کثيرين نص عليهم العلامه النوري في خاتمه مستدرک الوسائل. [19]

کتاب الملاحم

لقد کان هذا السفر الوحيد في بابه، ثروه علميه کبري لمن يتحري الوقوف علي ما ارشد اليه النبي صلي الله عليه و آله و سلم و خلفاؤه المعصومون و اصحابه السائرين علي اثره، مما يجري في الکون من حوادث و فتن و فيه من اعلام النبوه شيء يهش اليه کل مسلم حيث انه صلي الله عليه وآله اخبر عن امور لم يشهدها في حياته المقدسه و قد وقعت کما صدع بها، و من المقطوع به ان في اخبار الرسول الاعظم بهذه الامور المتاخره بحسب اقتضاء ظرفها المحدوده به بشائر بالعصر الذهبي المستقبل الذي يعود الي الدين الحنيف جدته فتسکن اليها القلوب المتضجره من الفساد السائد في الکون.

فالکتاب: سفر حديثي من ناحيه، و مجموعه معاجز من ناحيه اخري و تباشير بالعدل المقرون بظهور (حجه آل محمد عج ) من ناحيه ثالثه.

و قد انتخب المولف اخباره من ثلاثه کتب من المصادر الوثيقه المولفه في هذا الباب لائمه الحديث کما نص عليهم الکتاب.

ولادته و وفاته

کانت ولادة سيدنا المترجم في المحرم سنة 589 ه وتوفي ببغداد



[ صفحه 13]



في الخامس من ذي القعدة [20] سنة 664 ه و حمل الي مشهد جده علي بن ابي طالب عليه السلام [21] .

و مما نص به (فلاح السائل) عند ذکر صفة القبر انه ينبغي ان يکون القبر الي الترقوأ و يکون فيه لحد من جهة القبلة بمقدار ما يجلس الجالس فيه فانه منزل الخلوة والوحدة فيوسع بحسب ما أمرنا الله تعالي به مما يقرب الي مراضيه & و قد کنت مضيت بنفسي و أشرت الي من حفر لي قبراکما اخترته في جوار جدي و مولاي علي بن أبي طالب عليه السلام متضيفا و مستجيرا و سائلا و متوسلا بکل ما يتوسل به أحد من الخلائق اليه و جعلته تحت قدمي والدي رضوان الله عليهما لاني وجدت الله تعالي يأمرني بخفض الجناح لهما و يوصيني بالاحسان اليهما فأردت أن يکون رأسي مهما بقيت تحت القبور عند قدميهما.

و هذا يقتضي أنه أوصي بحمله الي مشهد أميرالمؤمنين عليه السلام و دفنه فيه ، لکن في الحلة خارج البلد قبة عالية تنسب اليه ويزار قبره و يتبرک به و لا يخفي بعد هذه النسبة لو کانت الوفاة ببغداد، نعم يمکن أن تکون هذه القبة لبعض آل طاووس رضوان الله عليهم.

الناشر



[ صفحه 15]




پاورقي

[1] في خاتمه المستدرک للنوري ج 3 ص 466 عن مجموعه الشهيد الأول : کان اسحاق يصلي في اليوم و الليله خمسمائه رکعة عن والده.

[2] في «عمدة الطالب» ص 178 ط النجف کان داود رضيع الامام الصادق «ع» حبسه المنصور و أراد قتله ففرج الله تعالي عنه بالدعاء الذي علمه الصادق «ع» لامه و يعرف بدعاء

أم داود في النصف من رجب مذکور العمل به في الاقبال و غيره.

[3] نص علي هذا النسب المترجم في اجازته المذکورة في ا لاجازات من البحار ج 25 ص 17 و عمدة الطالب ص 178.

[4] المجلسي في الاجازات ص 19.

[5] الاقبال ص 334 في فضل الدعاء لاول يوم من شهر رمضان.

[6] في خاتمة المستدرک ج 3 ص 481 توفي ابن ادريس سنة 598 ه فله 55 سنة.

[7] هذه الملاحظة الدقيقة لشيخنا المحقق النوري في خاتمة المستدرک ج 3 ص 472 و ص 481.

[8] المجلسي في الاجازات ص 19 والنوري في خاتمة المستدرک ص 470 عن مجموعة الشهيد و سوري کما في معجم البلدان ج 5 ص 168 من اعمال بابل بالقرب من الحلة.

[9] في خاتمة المستدرک ج 8 ص 466 کان السيد احمد فقيها رجاليا اديبا شاعرا صنف کتبا کثيرة منها البشري في الفقه ست مجلدات، و عين العبرة في غبن العترة ، و بناء‌المقالأ العلوية في نقض الرسالة العثمانية ، التي صنفها الجاحظ ، و هو أول من ناظر في الرجال و فتح باب الجرح و التعديل ، توفي سنة 677 ه ، وفي الحوادث الجامعة ص 152 ذکر له کاملا بديعا عنداحتراق حرم العسکري «ع» أيام الظاهر.

[10] في معجم البلدان ج 8 ص 360 يقع في قرب حلة بني مزيد حفره الحجاج الثقفي و هو يمتد من الفرات الکبير و عليه قرية و نسب اليه جماعة من العلماء‌.

[11] عمدة الطالب طبع النجف ص 179.

[12] المستدرک ص 441.

[13] عمدة الطالب ص 180.

[14] عمدة الطالب ص 178.

[15] المجلسي في الاجازات ص 19 وخاتمة المستدرک ص 478 عن مجموعة الشهيد.

[16] المجلسي في الاجازات ص 19.

[17] الفخري في الاداب السلطانية ص 11 طبع مصر سنأ 1345 ه.

[18] في کشف الغمة ص 245 ذکر اجتماع السيد رضي الدين رضي الدين بالوزير القمي و سؤال الوزير اياه عنوجه استغفار الامام الکاظم «ع» في سجدة الشکر، و هذا الوزير توفي ببغداد سنة 629 ه و دفن اولا بمقبرة الزرادين بالمامونية ، وبقي ثلاثة عشر سنة واحد عشر شهرا ثم نقل الي تربة أنشأها بمشهد الکاظميين و وقف عليها وقوفا و کان محبا للخير مکرما للعلويين، و هو القائل : ان کان ينفعني يوم ا لدين شيء فاکرام هولاء العلويين.

[19] ج 3 ص 473.

[20] العراق بين احتلالين ج 1 ص 262 للاستاذ عباس العزاوي.

[21] الحوادث الجامعة ص 356 لابن الفوطي.