الامامة في القرآن
إن مسألة المهدي في القرآن واندکاکها في بواطنه وأعماقه لا يمکن تناولها بمعزل عن اُمهات المسائل الأساسيه في العقيدة التي تعرض إليها القرآن واعتني بها أيّما اعتناء کالتوحيد والنبوة والمعاد لعدم الفرق بينها، وهناک مسألة اُخري وهي أنّ المهدي هو آخر سلسلة الأئمة المعصومين فتناوله في القرآن - يعني تناول الإمامة - ولما کانت النبوة هي الحرکة التي تولت التغيير والتربية والاصلاح في مسيرة البشرية قبل الرسالة الخاتمة، تأتي فترة ما بعد النبوة ليتولي الإمام فيها عملية التغيير والاصلاح والسعي لتطبيق ما جاءت به الرسالة، وبهذا الفهم يمکن تعليل ومعرفة الدلالات والتطبيقات والإثارات التي تناولت مسؤوليات الاُمة في هذه المرحلة والدور الذي يلعبه خط العصمة فيها، ثم الموقف من الآيات التي تناولت هذا الموضوع کآيات حتمية الظهور، وآيات الانتظار والآيات التي تحدثت عن طبيعة الصراع بين الحقّ والباطل الذي لم ينتهِ بعد، والمحطة الأخيرة التي ستنتهي إليها البشرية آخر التاريخ.
فانطلاقاً من هذه الجدلية والارتباط بين الإمامة والمهدي تدعو الحاجة الي تذليل الصعوبات وإزالة التشويش عن التفکير المهدوي في القرآن عبر تناول بعض الحقائق ذات الصلة بموضوع الإمامة وخطّها في القرآن، حتي إذا إکتشفنا حرکتها في القرآن وتبلور مفهومها يتسني لنا بعد ذلک أن نتناول المفردات القرآنية المتحرکة ذات الصلة بموضوع المهدي التي تعرضت فيما بعد للتجميد والاقصاء والتشويه بفعل المناهج الدخيلة علي الرسالة، وفيما يلي نلخص معني الإمامة في القرآن ضمن عدد من النقاط: