بازگشت

دولة الامام المهدي


مما لاشک فيه أن دولته (عليه السلام) تعم الدنيا، وأن عدله يعم البشرية، ودين الإسلام يسود الأرض کلها، وقد تواتر الحديث الشريف (يملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً) حتي لا يکاد کتاب يتعرض لذکر الإمام المهدي (عليه السلام) إلاّ وذکر الحديث.

إنّ من المسلمات عندهم (صلوات الله عليهم) أن دولة الإمام المهدي (عليه السلام) تشمل الدنيا بأسرها، فلا يبقي معبود غير الله سبحانه وتعالي، ولا دين غير الإسلام.

نسجل ما ورد في هذا من آي وحديث.

1 - قوله تعالي: (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وکرهاً). [1] .

عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث طويل -: (ولا تبقي أرض إلاّ نودي فيها شهادة أن لا إله إلا الله، وحده لا شريک له، وأنّ محمداً رسول الله، وهو قوله: (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وکرهاً وإليه يرجعون)).

وعن رفاعة بن موسي قال: سمعت جعفر الصادق (رضي الله عنه) يقول في قوله تعالي من سورة آل عمران: (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وکرهاً) قال: (إذا قام القائم المهدي لا تبقي أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً رسول الله). [2] .

وعنه (عليه السلام): (ولم يبق أهل دين حتي يظهروا الإسلام، ويعترفوا بالإيمان، أما سمعت الله عز وجل يقول: (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وکرهاً وإليه يرجعون)). [3] .

2 - قوله تعالي: (هو الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره علي الدين کله ولو کره المشرکون). [4] .

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (والذي نفسي بيده حتي لا تبقي قرية إلاّ نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً رسول الله، بکرة وعشية). [5] .

وسأل المفضل الإمام الصادق (عليه السلام) عن تأويلها، فقال (عليه السلام): (هو قوله تعالي: (وقاتلوهم حتي لا تکون فتنة ويکون الدين کله لله) فوالله يا مفضل ليرفع عن الملل والأديان الاختلاف، ويکون الدين کله واحداً کما قال جل ذکره: (إن الدين عند الله الإسلام) وقال تعالي: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)). [6] .

3 - قوله تعالي: (ولقد کتبنا في الزبور من بعد الذکر أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون). [7] .

عن الباقر والصادق (عليهما السلام) قالا: (هم القائم وأصحابه). [8] .

4 - قوله تعالي: (الذين إن مکناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزکاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنکر ولله عاقبة الأمور). [9] .

عن أبي الجارود عن الباقر (رضي الله عنه) قال: (هذه الآية نزلت في المهدي وأصحابه يملّکهم الله مشارق الأرض ومغاربها، ويظهر الله بهم الدين حتي لا يري أثر من الظلم والبدع). [10] .

5 - قوله تعالي: (وعد الله الذين آمنوا منکم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض کما استخلف الذين من قبلهم وليمکنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشرکون بي شيئاً). [11] .

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (القائم وأصحابه). [12] .

6 - قوله تعالي: (ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين). [13] .

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (هم آل محمد، يبعث الله مهديهم بعد جهدهم، فيعزّهم ويذل عدوهم). [14] .

وجاء في الحديث:

1 - قال الإمام الباقر (عليه السلام): (إنّ دولتنا آخر الدول، ولن يبقي أهل بيت لهم دولة إلاّ ملکوا قبلنا، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا: إذا ملکنا سرنا مثل سيرة هؤلاء، وهو قول الله عز وجل (والعاقبة للمتقين)). [15] .

2 - قال الإمام الصادق (عليه السلام): (ما يکون هذا الأمر حتي لا يبقي صنف من الناس إلاّ ولّوا علي الناس، حتي لا يقولوا: إنّا لو ولينا لعدلنا، ثم يقوم القائم بالحق والعدل). [16] .

3 - قال عمار بن ياسر (رضوان الله عليه) إنّ دولة أهل بيت نبيکم في آخر الزمان... ثم يخرج المهدي (عليه السلام) علي لوائه شعيب بن صالح. [17] .

وکأن هذه الأحاديث تشير إلي حکومات هذا العصر، فتري کل جماعة من الناس تأتي وتستلم الحکم، ويسأم الناس من ظلمها وجورها، ثم تعقبها الأخري وهکذا، وإن شاء الله تظهر دولتهم، ويعجل الله فرجهم.


پاورقي

[1] سورة آل عمران: الآية 83.

[2] ينابيع المودة: ص421.

[3] کشف الغمة: ص320.

[4] سورة التوبة: الآية 33.

[5] بحار الأنوار: ج13 ص17.

[6] إلزام الناصب: ج2 ص354.

[7] سورة الأنبياء: الآية 105.

[8] ينابيع المودة: ص425.

[9] سورة الحج: الآية 41.

[10] انظر فصل القرآن الکريم من هذا الکتاب الآية السابعة.

[11] سورة النور: الآية 55.

[12] الغيبة للنعماني: ص128.

[13] سورة القصص: الآية 5.

[14] بحار الأنوار: ج13 ص16.

[15] بحار الأنوار: ج13 ص189.

[16] بحار الأنوار: ج13 ص168.

[17] الغيبة للشيخ الطوسي: ص294.