بازگشت

قدرة الامام المهدي علي تغيير حرکة التاريخ


قد يقال بوجهة نظر معينة للتاريخ تفسره علي أساس أن الإنسان عامل ثانوي فيه، والقوي الموضوعية المحيطة به هي العامل الأساسي، وفي إطار ذلک لن يکون الفرد في أفضل الأحوال إلا التعبير الذکي عن اتجاه هذا العامل الأساسي.

والحقيقه أن التاريخ يحتوي علي قطبين: أحدهما الإنسان، والآخر القوي المادية المحيطة به.

وکما تؤثر القوي المادية وظروف الإنتاج والطبيعة في الإنسان، يؤثر الإنسان أيضاً فيما حوله من قويً وظروف.

ولا يوجد مبرِّر لافتراض أن الحرکة تبتدئ من المادة وتنتهي بالإنسان، إلاَّ بقدر ما يوجد مبرر لافتراض العکس، فالإنسان والمادة يتفاعلان علي مرِّ الزمن.

وفي هذا الإطار بإمکان الفرد أن يکون أکبر من ببغاء في تيار التاريخ، وبخاصة حين نُدخل في الحساب عامل الصلة بين هذا الفرد والسماء، فإن هذه الصلة تدخل حينئذ کقوة موجهة لحرکة التاريخ.

وهذا ما تحقَّق في تاريخ النبوَّات، وفي تاريخ النبوة الخاتمة بوجه خاص، فإن النبي محمد (صلي الله عليه وآله) بحکم صلته الرسالية بالسماء تسلم بنفسه زمام الحرکة التاريخية، وأنشأ مدّاً حضارياً لم يکن بإمکان الظروف الموضوعية التي کانت تحيط به أن تتمخَّض عنه بحال من الأحوال.

وما أمکن أن يقع علي يد الرسول الأعظم (صلي الله عليه وآله) يمکن أن يقع علي يد القائد المنتظر من أهل بيته الذي بشَّر به ونوَّه عن دوره العظيم.