بازگشت

الامام حجة الله


وهي النقطة الرابعة والأخيرة، وأرجو بها من الأخوة أن يعيروني انتباههم لخمس دقائق.

الإمام المهدي حجة الله في هذه الأرض، لمن؟ حجة الله علي أهل الأرض فقط؟! الجواب لا، حجة الله علي أهل السماء فقط؟! الجواب لا، الإمام المهدي حجة الله علي أهل الأرض وعلي من في السماء، وعلي من مضي وعلي من يأتي. لاحظ الإمام ما أکبره، ما أعظمه. هذه الدنيا الآن تهتز بشراً بمولد الإمام. ليس اعتباطاً فهذا المولود عظيم.

اقرأ لکم: السلام عليک يا حجة الله التي لا تخفي، السلام عليک يا حجة الله علي من في الأرض والسماء _ لاحظ إذاً الإمام حجة علي أهل الأرض، وحجة علي أهل السماء، علي الملائکة _ أشهد أنک الحجة علي من مضي، وعلي من بقي، علي الأمم الماضية، المهدي حجة علي الأمم الباقية الموجودة، المهدي حجة علي الأمم التي ستأتي.

إذاً ما أعظم المهدي عجل الله فرجه، الإمام الذي يبشر به أنبياء الله، الإمام الذي يبشر به نبينا المصطفي في روايات عديدة، فيضع کنيته، يحدد اسمه، في روايات السنة والشيعة، وإن تلاعبوا فيها في الفترة الأخيرة، فحذفوا ما حذفوا.. لماذا؟ لأن المهدي يهدد کيان الظالمين، لأن المهدي يهدد کيان الغاصبين، لأن المهدي يهدد فراعنة الأرض، حکام الجور الظالمين المستخفين بأحکام الله، المستخفين بحرمات الله، المستخفين بالقرآن وبسنة النبي، وبطريق أهل البيت عليهم السلام الطريق المستقيم.

هؤلاء لما يظهر المهدي يهدم بيوتهم يهدم عروشهم. ولذا الدنيا تخشي من ظهور صاحب العصر والزمان.

لا يدب اليأس في مجالسنا ولا تتسرب إلينا روح اليأس، أيها الإخوة مع أن الانتظار يطول إلا أن اليأس يُذهب الأجر والثواب، الإنسان إذا يئس فذلک يعني أنه يئس من رحمة الله. ظهور المهدي رحمة، واليأس منها يأس من رحمة الله. ولا تيأسوا من روح الله مهما طالت المدة.

الإمام لا نعلم متي يظهر، ولکن الله يريد أن يمحصنا، الله يريد أن يمتحننا امتحاناً يميز فيه الخبيث من الطيب، والصادق من الکاذب، والحق من الباطل. حتي إذا ظهر الإمام المهدي يصبح الجنود واضحين، معسکر الإمام واضحاً ومعسکر الشرک واضحاً ومعسکر الباطل واضحاً.

فالإمام الحسين (ع) من خروجه من مکة المکرمة إلي کربلاء طيلة الطريق يختبر أصحابه، حتي بقيت منهم هذه المجموعة القليلة، سبعون مقاتلاً أو مئة مقاتل، علي اختلاف الروايات.

إمام معصوم مفترض الطاعة يعيش في المدينة، لم يکن بينه وبين النبي فصل. أي أمة کانت حينما ظهر الإمام الحسين، حينما خرج الإمام الحسين، حينما جاء ليقاتل يزيد الرجل الفاسق، المعلوم فسقه وفجوره. أين کانت الأمة لماذا سبعون نفراً أو مائة نفر؟ أين الناس؟! الإمام أراد أن يختبرهم، أراد أن يميز الصادق من الکاذب، أراد أن يميز من يقول بصدق: يا ليتنا کنا معک فنفوز فوزاً عظيماً، وفعلاً لم يبق معه ولم يکن صادقاً معه إلا هذه القلة، ومن کان مضطراً لعدم الخروج، وکذلک هذه الغيبة.

أيها الأعزاء، الإمام المهدي معنا يحضر مجالسنا، يحضر احتفالاتنا، يشارکنا في الأفراح والأحزان. أعمالنا تعرض عليه، إن کانت خيراً يفرح، وإن کانت شراً يتألم، يتقطع قلبه حزناً، يتقطع قلبه ألماً حينما يري أعمالنا سيئة، ويفرح حينما يري أعمالنا حسنة.

ما هو المطلوب منا في ختام کلمتي؟ المطلوب منا أن نتآزر مع الإمام، أن نقوّي ارتباطنا مع الإمام، أن لا ننسي الإمام، أن لا تنسينا هذه الدنيا إمام زماننا الذي سيظهر حتماً _ کما هو لسان الروايات _ «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلک اليوم حتي يظهر فيه رجل من ولدي اسمه اسمي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً». [1] .

اللهم عجل فرجه واجعلنا من أنصاره وأعوانه واللائذين تحت لوائه، والمستميتين علي يديه، وعلي طريقه.

اللهم بحقه عليک، بعظمة هذه الليلة العظيمة، هذه الليلة الجليلة، هذه الليلة التي ورد أنها بعد ليلة القدر في الفضل، هذه الليلة التي فيها زيارة الحسين (ع) ومن أراد أن يصافحه مائة وأربعة وعشرون ألف نبي فليزر الحسين (ع) فقيل للإمام: ليس کلنا يقدر علي ذلک، نحن بعيدون عن الحسين (ع) بعيدون عن کربلاء کيف نزور الإمام الحسين (ع) في هذه الليلة؟ يقول الإمام: اصعد علي مرتفع اصعد السطح ثم التفت يمنة ويسرة وقل: السلام عليک يا أبا عبد الله، فقد أديت الزيارة وحظيت بالفضل العظيم والشرف الرفيع. [2] .

هذه الليلة بعد ليلة القدر، ليلة القدر للنبي وليلة النصف من شعبان للأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام.

اللهم ببرکتها، اللهم بعظمتها، اللهم فرج عنا وعن جميع المؤمنين والمؤمنات.

والسلام عليکم ورحمة برکاته


پاورقي

[1] راجع سنن أبي داود ج 2: 309، سنن الترمزي ج 3: 343، مستدرک الحاکم ج 4: 442 و...

[2] إقبال الأعمال لابن طاووس ج 1: 464، منتهي المطلب ج 2: 892، وسائل الشيعة (ط: الاسلامية) ج 10: 367.