بازگشت

امام المسؤولية


وماذا نستوحي من الذکري؟ هل نظلّ في حالة جمود لأن هناک منقذاً سوف ينقذ العالم؟ هل يوحي بعضنا إلي بعض أننا لسنا مسؤولين عن تغيير العالم، فالإمام الحجةعج هو المسؤول، وعلينا أن نبقي في انتظارنا له ليقدم لنا النصر علي طبق من ذهب؟ هل نکون الأمة التي تعيش الاسترخاء ولا تعيش مسؤوليتها أمام التحديات؟ هل نکون الناس الذين يبتعدون عن ساحة الصراع في الحياة فلا يعملون علي أن ينتجوا الإسلام هنا والإسلام هناک؟

هناک بعض الناس الذين يفکرون بهذه الطريقة، فيتحدثون بأن علينا أن نخلد إلي الأرض حتي يظهر الحجةعج، وأن لا نرفع أية راية، لأن أية راية ترفع قبل قيامه هي راية ضلال، فهل صحيح أن القضية کذلک؟!

هل أن الله جمّد دعوتنا إلي الإسلام طيلة هذه الأزمان؟ هل أن الله جمّد الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر من أجل إصلاح الواقع؟ هل أن الله جمّد الجهاد في مواجهة الکافرين والمستکبرين؟ إن القرآن حدّثنا عن کل هذا حديثاً شاملاً مطلقاً، فلم يکن ذلک متعلقاً بزمن معين، وإنما أطلق الدعوة في مدي الزمن، فالدعوة بدأت کمسؤولية لرسول اللهص وانفتحت علي کل مسلم مسؤول أن يدعو إلي الله، کلٌّ حسب طاقته، وکلٌّ حسب ظروفه.

وهکذا أراد الله أن نأمر بالمعروف وننهي عن المنکر في مدي الزمن وفي کل مکان، وأراد لدينه أن يحکم الأرض، وأرادنا أن نهييء لدينه ذلک کله بکل ما نملک من طاقة، فعندما نتصور أنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً، فهذا يعطينا الأمل بأن العدل ليس مستحيلاً.