ما هي المصلحة العامة من الغيبة و ما علة وقوعها؟
الجواب
إذا آمنا أن تدبير الله جلت قدرته محض خير ولطف محض وإن لجميع أفعاله في البشر مصلحة خالصة لبني الإنسان ولا يصدر منه سبحانه إلا ما هو صواب، علمنا أن صاحب الأمر عليه السلام لم يختف إلا لمتطلبات ظاهرها وباطنها حکمة باهرة بالغة في الأهمية والخطورة، فيها عموم الفائدة والمنفعة وإن کانت حقيقة وجه الغيبة غير ماثلة لنا ولم نعلم عنها إلا في حدود بعض الظواهر.
وأفضل ما نختم به مقالتنا هذه، سنسرد حديث للحجة المهدي عج يفي بغرض علة وقوع الغيبة، عندما ورد من ناحيته المقدسة توقيعا موجهاً إلي إسحاق بن يعقوب قال فيه عليه السلام: وأما علة ما وقع من الغيبة فأن الله عز وجل يقول يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لکم تسؤکم إنه لم يکن أحد من آبائي إلا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه وإني أخرج حين اخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي..، وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فکلاتنفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب، وأني لأمان لأهل الأرض کما أن النجوم أمان لأهل السماء فأغلقوا أبواب السؤال عما لا يعنيکم ولا تتکلفوا علي ما قد کفيتم واکثروا الدعاء بتعجيل الفرج فأن ذلک فرجکم والسلام عليک يا إسحاق بن يعقوب وعلي من أتبع الهدي. [1] .
پاورقي
[1] أعلام الوري ص452.