بازگشت

التشرف بالرؤية


ويبقي أن أشير إلي نکتة هامة، صحيح أن الإمام المهدي (ع)غائب عن الأنظار إلا أن ذلک لا يعني انتفاء الحقيقة التالية:

إن الله عزّ وجلّ أبقي الإمام علي الأرض ولم يرفعه إلي السماء وبحسب المنطق الإلهي فإن کل ما هو موجود علي الأرض قابل للرؤية وهو يري، أي أنّ الإمام (ع)وهو موجود بين الناس فإنه يراهم. وکونه موجوداً بينهم الأصل أنهم يستطيعون رؤيته، کما أن الشمس عندما تکون مخفية القرص، فلأنها موجودة فرؤيتها ممکنة ولو بوساطة آلةٍ أو وسيلة، کذلک رؤية الإمام (ع)فإنها ممکنة وإن احتاجت إلي عينٍ قادرةٍ علي اختراق الحجب المانعة من هذه الرؤية، أي إلي عين قلبٍ لم تنکسه الذنوب ولم تغطه العيوب ولم يُحَط بآثار المعاصي وسوداوية الآثام، من هنا کانت القصص الکثيرة التي نُقلت عن ربانيين من أهل الحق الذين تشرفوا برؤية الإمام (ع)ومن هنا أيضاً وردت الروايات التي تقول أن الإمام عند خروجه يقول أکثر الناس بأنهم قد شاهدوا وجهه من ذي قبل، فإما ذلک لأن وجهه هو وجه فطرتهم الذي يعرفونه لأنه جزءٌ منهم، وإما لأنهم فعلاً قد شاهدوه في بعض محطات حياتهم من دون أن يعلموا حينها بأنه الإمام المهدي صاحب الزمان أرواحنا له الفداء. فلنسأل الله سبحانه تعالي أن يعيننا علي تجاوز حجب الذنوب من أجل أن نتشرف بالطلعة البهية والغرة الحميدة لعين الکائنات وروح الکون ومالک الزمان وسلطان العصر الذي تنجلي برؤيته کل الهموم والغموم.