بازگشت

المحافظة علي الوجود


وأما وجه الانتفاع بالإمام في غيبته فقد حدّدها الأئمة عليهم السلام في الروايات التي وردت عنهم بأنه کوجه الانتفاع بالشمس عندما تحجبها الغيوم أو الغمام، أو عندما يختفي قرصها خلف السحاب، فغياب القرص عن الأعين والأنظار لا يعني غياب الحرارة وانعدام وصول الأشعة إلي الأرض وإلا لکان احتجاب الشمس خلف الغيوم يؤدي إلي کارثة حقيقية بفعل انعدام الحياة علي الکرة الأرضية مع تضاؤل معتدٍ به في حرارة الشمس فکيف بغيابها التام، وکذلک الإمام المهدي (ع)فهو غائب خلف غيوم الظلم والاضطهاد والفجور والرذيلة والمساوي ء البشرية وتراکم الآفات والشهوات والمعاصي والآثام، وغيابه بفعل هذه الغيوم لا يعني انعدام تأثيراته وفاعليته والتي علي رأسها أنه الحافظ لوجود الممکنات بفعل وجوده، والله سبحانه أخذ علي نفسه أن يمسک بالأرض من وسطها ومحورها علي يد حجته علي العباد وعلي الکائنات، وعندما قال سبحانه بأنه يأتي الأرض ينقصها من أطرافها، وفُسِّر ذلک بأن نقصان عمر الأرض يکون بموت العلماء الربانيين الذين يؤثرون في ثلم الإسلام وبالتالي ما يمثله هذا الإسلام من حفظٍ للوجود الممکن. والله سبحانه لم»يقل«أنه يأتي الأرض ينقصها من وسطها، لأن في هذا الوسط يوجد الإمام المعصوم الذي لا يمکن أن يغيب لحظة عين واحدة عن الأرض لأنها تسيخ بمن عليها. فإذن الفائدة الأولي أو وجه الانتفاع الأول من الإمام رغم احتجابه وغيابه هو المحافظة علي الحياة وعلي الناس وعلي الکائنات تماماً کما تحافظ أشعة الشمس التي تخترق الغمام لتصل إلي الأرض علي الحياة.