بازگشت

هل صحيح ان الامام يظهر لبعض الناس و لماذا يترک المعاينة للبا


الجواب

لقد حال الأعداء بين الإمام وبين ظهوره لعامة المسلمين، وحرموا الأمة من فيض علمه ومعرفته وحسن تدبيره لشؤونهم ومباشرته لأعمالهم، فبالرغم من أنه نأي بشخصه عن الأنظار فلن ينقطع منه المدد والفائدة، فقد قيل في الحديث الشريف منفعته المستحصلة في غيبته کمنفعة دخول ضوء الشمس لأهل الأرض عندما يغيبها السحاب. [1] کما نص عليه خبر المعصومين عليهم السلام.

ونحن لا نقطع أنه عليه السلام لا يظهر لجميع أوليائه، لأن أحدنا لا يعلم إلا حال نفسه، فيحتمل منه ذلک لأغلب المخلصين.

نعم کل فرد من حقه أن يعاين الإمام المهدي لأنه إمام کل الأمة ويطلب منه النصح ويستمد منه المعونة. إلا أن المعاينة تلک ترتضخ لضوابط وموازين تطبيق المنهجية الإلهية، ليکون المسلم من الناحيتين الدينية والأخلاقية ناجحاً بصفاتهما الکمالية، وحتمية المداومة عليهما. فقط عندئذٍ يکون العاملون علي طريق الاستقامة والاستحقاق للتوجيه والتبرک بالمشاهدة والالتقاء وإن لم يحصل التعارف في کثير من الأحيان، فهي مستويات متفاوتة تخضع لموازين الورع والتقوي وقبول الأعمال والطاعات.

والباقون إذا حصل منهم التقرب استحقوا مثل ذلک بارتفاع الممنوعية عنهم.

إذن فمانع التعرف علي الإمام والتشرف بلقاءه، انما هو نحن، وحواجز المظلمة، وأمراض النفوس والتقصير والانحراف، إزاء کل الفروض والوظائف والمستحبات التي يجب القيام بها. ويدعم مقولتنا هذه حديث الإمام الشريف الذي ورد من ناحيته المقدسة بإملائه وخط أحد ثقاته إلي الشيخ المفيد قدس قال فيه ولو ان أشياعنا وفقهم الله لطاعته علي الاجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا علي حق المعرفة، وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نکرهه ولا نؤثره منهم والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوکيل وصلاته علي سيدنا البشير النذير محمد وآله الطاهرين وسلم [2] .


پاورقي

[1] اعلام الوري، ص452.

[2] الاحتجاج ج2، ص324.