بازگشت

المصلحة بوجوده


(مسألة): فإن قيل: إذا کان الخوف قد اقتضي ان المصلحة في استتاره وتباعده فقد تغيرت الحال إذا في المصلحة بالامام واختلف، وصار ما توجبونه من کون المصلحة مستمرة بوجوده وأمره ونهيه مختلفا علي ما ترون، وهذا خلاف مذهبکم.

(الجواب): قلنا المصلحة التي توجب استمرارها علي الدوام بوجوده وأمره ونهيه، انما هي للمکلفين.

وهذه المصلحة ما تغيرت ولا تتغير، وإنما قلنا ان الخوف من الظالمين اقتضي أن يکون من مصلحته هو (ع) في نفسه الاستتار والتباعد، وما يرجع إلي المکلفين به لم يختلف، ومصلحتنا وإن کانت لا تتم إلا بظهوره وبروزه، فقد قلنا ان مصلحته الآن في نفسه في خلاف الظهور، وذلک غير متناقض، لان من أخاف الإمام وأحوجه إلي الغيبة



[ صفحه 235]



والي أن يکون الاستتار من مصلحته قادر علي أن يزيل خوفه، فيظهر ويبرز ويصل کل مکلف إلي مصلحته، والتمکن مما يسهل سبيل المصلحة تمکن من المصلحة فمن هذا الوجه لم يزل التکليف الذي (به) الإمام لطف فيه عن المکلفين بالغيبة منه والاستتار، علي ان هذا يلزم في النبي صلي الله عليه وآله لما استتر في الغار وغاب عن قومه بحيث لا يعرفونه، لانا نعلم أن المصلحة بظهوره وبيانه کانت ثابتة غير متغيرة. ومع هذه الحال فإن المصلحة له في الاستتار والغيبة عند الخوف، ولا جواب عن ذلک. وبيان أنه لا تنافي فيه ولا تناقض إلا بمثل ما اعتمدناه بعينه.