بازگشت

بيان ان عليا قد يعرض في کلامه خدعة الحرب


(مسألة): فإن قيل فما الوجه فيما روي عنه عليه السلام من قوله: إذا حدثتکم عن رسول الله بحديث فهو کما حدثتکم، فوالله لان أخر من السماء أحب إلي من أن اکذب علي رسول الله صلي الله عليه وآله.

وإذا سمعتموني احدث فيما بيني وبينکم، فإنما الحرب خدعة. وأليس هذا مما نفاه النظام ايضا وقال لم



[ صفحه 203]



يحدثهم عن رسول الله بالمعاريض لما اعتذر من ذلک، وذکر ان هذا يجري مجري التدليس في الحديث.

(الجواب): قلنا ان أمير المؤمنين عليه السلام لفرط احتياطه بالدين وتخشنه فيه وعلمه بأن المخبر ربما دعته الضرورة إلي ترک التصريح واستعمال التعريض، أراد أن يميز للسامعين بين الأمرين ويفصل لهم بين ما لايدخل فيه التعريض من کلامه مما باطنه کظاهره، وبين ما يجوز ان يعرض فيه للضرورة، وهذا نهاية الحکمة منه وإزالة اللبس والشبهة، ويجري البيان والإيضاح بالضد فيما يوهمه النظام من دخوله في باب التدليس في الحديث، لان المدلس يقصد إلي الإبهام ويعدل عن البيان والإيضاح طلبا لتمام غرضه. وهو عليه السلام ميز بين کلامه وفرق بين أنواعه حتي لا تدخل الشبهة فيه علي احد.

وأعجب من هذا کله قوله انه لو لم يحدث عن رسول الله صلي الله عليه وآله بالمعاريض لما اعتذر من ذلک، لانه ما اعتذر کما ظنه، وانما نفي ان يکون التعريض مما يدخل روايته عن رسول الله. کما انه ربما دخل ما يخبر به عن نفسه قصدا للإيضاح، ونفي الشبهة. وليس کل من نفي عن نفسه شيئا واخبر عن براءته منه فقد فعله.

وقوله عليه السلام لان أخر من السماء يدل علي انه ما فعل ذلک ولا يفعله، وإنما نفاه حتي لا يلتبس علي احد خبره عن نفسه، ومما يجوز فيه مما يرويه ويسنده إلي رسول الله.