في وجه استثناء محمد في قول العباس ما لم يکن يريد أن يستثنيه
(مسألة): فإن قيل: فما الوجه في إجابة النبي صلي الله عليه وآله العباس رضي الله عنه في قوله إلا الاذخر، إلي سؤاله وإمضاء استثنائه وانتم تعلمون ان التحريم والتحليل انما يتبع المصالح فکيف يستثني بقول العباس ما لم يکن يريد أن يستثنيه؟.
(الجواب): قلنا: عن هذا جوابان: أحدهما أن يکون النبي صلي الله عليه وآله أراد أن يستثني ما ذکره العباس من الاذخر لو لم يسابقه العباس إليه. وقد نجد کثيرا من الناس يبتدئ بکلام وفي نيته أن يصله بکلام مخصوص فيسابقه إلي ذلک الکلام بعض حاضريه، فيظن انه لما وصل کلامه الأول بالثاني لأجل تذکير الحاضر له ولا يکون الأمر کذلک.
والجواب الثاني: أن يکون الله تعالي خير نبيه صلي الله عليه وآله في الاذخر،
[ صفحه 171]
فلما سأله العباس اختار أحد الامرين اللذين خير فيهما. وکل هذا غير ممتنع.