تنزيه سيدنا محمد عن الذنب
(مسألة): فإن قيل: فما وجه قوله تعالي: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَکَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِکَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [1] أو ليس ظاهر هذا الخطاب يتضمن العتاب؟ والعتاب لا يکون إلا علي ذنب کبير أو صغير.
(الجواب): قلنا ليس في ظاهر الآية ما يقتضي عتابا وکيف يعاتبه الله تعالي علي ما ليس بذنب، لان تحريم الرجل بعض نسائه لسبب أو لغير سبب ليس بقبيح ولا داخل في جملة الذنوب، وأکثر ما فيه انه مباح.
ولا يمتنع أن يکون قوله تعالي: (لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَکَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِکَ) خرج مخرج التوجع من حيث يتحمل المشقة في ارضاء زوجاته، وإن کان ما فعل قبيحا. ولو أن احدنا أرضي بعض نسائه بتطليق أخري أو بتحريمها لحسن أن يقال له لم فعلت ذلک وتحملت المشقة فيه، وان کان ما فعل قبيحا.
ويمکن أيضا إذا سلمنا ان القول يقتضي ظاهره العتاب أن يکون ترک التحريم أفضل من فعله، فکأنه عدل بالتحريم عن الأولي. ويحسن أن يقال لمن عدل عن النقل لم لم تفعله. وکيف عدلت عنه، والظاهر الذي لا شبهة فيه قد يعدل عنه لدليل، فلو کان للآية ظاهر يقتضي العتاب لجاز أن يصرفه إلي غيره لقيام الدلالة علي انه لا يفعل شيئا من الذنوب ولان القصة التي خرجت الآية عليها لا يقتضي ماله تعلق بالذنب علي وجه من الوجوه.
[ صفحه 169]
پاورقي
[1] التحريم 1.