تنزيه موسي عن تبرئته بهتک عورته
(مسألة): فإن قيل: فما معني قوله تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَکُونُوا کَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَي فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَکَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا) [1] أو ليس قد روي في الآثار أن بني إسرائيل رموه (ع) بأنه أدر وبأنه أبرص، وأنه (ع) ألقي ثيابه علي صخرة ليغتسل، فأمر الله تعالي تلک الصخرة بأن تسير فسارت وبقي موسي (ع) مجردا يدور علي محافل بني إسرائيل حتي رأوه وعلموا أنه لا عاهة به.
[ صفحه 125]
(الجواب): قلنا ما روي في هذا المعني ليس بصحيح وليس يجوز أن يفعل الله تعالي بنبيه عليه السلام ما ذکروه من هتک العورة ليبرئه من عاهة أخري، فإنه تعالي قادر علي أن ينزهه مما قذفوه به علي وجه لا يلحقه معه فضيحة أخري، وليس يرمي بذلک أنبياء الله تعالي من يعرف أقدارهم.
والذي روي في ذلک من الصحيح معروف، وهو أن بني إسرائيل لما مات هارون عليه السلام قذفوه بأنه قتله لأنهم کانوا إلي هرون (ع) أميل، فبرأه الله تعالي من ذلک بأن أمر الملائکة بأن تحمل هرون (ع) ميتا، فمرت به علي محافل بني إسرائيل ناطقة بموته ومبرئة لموسي عليه السلام من قتله. وهذا الوجه يروي عن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام. وروي أيضا أن موسي (ع) نادي أخاه هرون فخرج من قبره فسأله هل قتله قال لا؟ ثم عاد إلي قبره. وکل هذا جائز والذي ذکره الجهال غير جائز.
[ صفحه 126]
پاورقي
[1] الأحزاب 69.