بازگشت

تنزيه يوسف عن طاعة الشيطان


(مسألة): فإن قيل: فما معني قوله تعالي حکاية عنه (ع) من بعد أن نزغ الشيطان [1] بيني وبين أخوتي، وهذا يقتضي أن يکون قد أطاع الشيطان ونفذ فيه کيده ونزغه؟.



[ صفحه 89]



(الجواب): قلنا هذه الإضافة لا يقتضي ما تضمنه السؤال، بل النزغ والقبيح کان منهم إليه لا منه إليهم. ويجري قول القائل: جري بيني وبين فلان شر، وإن کان من أحدهما ولم يشترکا فيه.

(مسألة): فإن قيل: فما معني قوله عليه السلام للعزيز (اجْعَلْنِي عَلَي خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) [2] وکيف يجوز أن يطلب الولاية من قبل الظالمين.

(الجواب): قلنا إنما التمس تمکينه من خزائن الأرض ليحکم فيها بالعدل وليصرفها إلي مستحقها، وکان ذلک له من غير ولاية. وإنما سئل الولاية للتمکن من الحق الذي له أن يفعله. ولمن لا يتمکن من إقامة الحق أو الأمر بالمعروف أن يتسبب إليه ويتصل إلي فعله، فلا لوم في ذلک علي يوسف عليه السلام ولا حرج.



[ صفحه 90]




پاورقي

[1] نزع الشيطان بينهم: أغري بعضهم علي بعض.

[2] يوسف الآية 55.