بازگشت

تنزيه يوسف عن الحاق الأذي بأبيه


(مسألة): فإن قيل: فما الوجه في طلب يوسف (ع) أخاه من إخوته ثم حبسه له عن الرجوع إلي أبيه مع علمه بما يلحقه عليه من الحزن، وهل هذا إلا إضرارا به وبأبيه؟.

(الجواب): قلنا: الوجه في ذلک ظاهر لأن يوسف (ع) لم يفعل ذلک إلا بوحي من الله إليه، وذلک امتحان منه لنبيه يعقوب عليه السلام وابتلاء لصبره، وتعريض للعالي من منزلة الثواب، ونظير لک امتحانه له (ع) بأن صرف عنه خبر يوسف (ع) طول تلک المدة حتي ذهب بالبکاء عليه، وإنما أمرهم يوسف (ع) بأن يلطفوا بأبيهم في إرساله من غير أن يکذبوه ويخدعوه.

فإن قيل: أليس قد قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون، والمراودة هي الخداع والمکر.

قلنا: ليس المراودة ما ظننتم، بل هي التلطف والتسبب والاحتيال، وقد يکون ذلک من جهة الصدق والکذب جميعا، فإنما أمرهم بفعله علي أحسن الوجوه فإن خالفوه فلا لوم إلا عليهم.