بازگشت

تنزيه يوسف عن التعويل علي غير الله


(مسألة): فإن قيل: کيف يجوز علي يوسف عليه السلام وهو نبي مرسل أن يعول في إخراجه من السجن علي غير الله تعالي ويتخذ سواه وکيلا في ذلک، في قوله للذي کان معه: (اذْکُرْنِي عِندَ رَبِّکَ) حتي وردت الروايات إن سبب طول حبسه (ع) إنما کان لأنه عول علي غير الله تعالي؟.

(الجواب): قلنا: إن سجنه (ع) إذا کان قبيحا ومنکرا فعليه أن يتوصل إلي إزالته بکل وجه وسبب، ويتشبث إليه بکل ما يظن أنه يزيله عنه، ويجمع فيه بين الأسباب المختلفة، فلا يمتنع علي هذا أن يضم إلي دعائه



[ صفحه 85]



الله تعالي ورغبته إليه في خلاصه من السجن أن يقول لبعض من يظن أنه سيؤدي قوله: (أذکرني ونبه علي خلاصي) وإنما القبيح أن يدع التوکل ويقتصر علي غيره فإما أن يجمع بين التوکل والأخذ بالحزم فهو الصواب الذي يقتضيه الدين والعقل. ويمکن أيضا أن يکون الله تعالي أوحي إليه بذلک وأمره بأن يقول للرجل ما قاله.