بازگشت

صداقة الحيوانات


(وترعي الشاة والذئب) الشاة بطبيعتها تخشي الذئب فلا ترعي معه، بل تفر منه، والذئب بطبيعته مفترس يفترس الشاة ويقتلها، فلا هذه ترعي مع ذاک، ولا ذاک يرعي مع هذه، فکيف ـ عصر الإمام المهدي (عليه السلام) ـ هذان يرعيان معاً؟

(الجواب) اثنان: إما، وإما.

فإما أن افتراس (الذئب) ليس لغريزة أصيلة، وإنما هي غريزة عارضة من جهة الجوع، أو تحمله للجوع آماد طويلة، حتي صار عنده الجشع فتحول إلي الغريزة.

وبالمقابل، خوف الشاة من الذئب لا لغريزة أصيلة، وإنما من معرفتها مسبقاً بافتراس الذئب لها، أو معرفتها ـ حال المقابلة ـ حالة الافتراس في الذئب من نظراته، ونحوها.

وفي عصر الإمام المهدي (عليه السلام) تفتح السماء والأرض بالبرکات، فلا ذئب جائع، ولا حالة افتراس، وبدوره لا خوف للشاة.

(وإما) أن ذلک إعجاز من الله تعالي، کإعجازات الأنبياء والأولياء.

(ولعل) طيب الإمام (عليه السلام)، وطيب الناس في عهده وعصره بسببه يؤثر بإشعاعات نافذة حتي علي الحيوانات، والسباع، کما اکتشف ذلک العلم الحديث في الکشوف العلمية الأخيرة.

(أو لغير ذلک).

(وبذلک) نستطيع فتح کوة علم علي الجملة التالية:

(ويلعب الصبيان بالحياة والعقارب).