يقاتلون علي الحق
(صحيح مسلم): قال جابر بن عبد الله: سمعت النبي (صلي الله عليه وآله) يقول: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون علي الحق ظاهرين إلي يوم القيامة قال: فينزل عيسي ابن مريم فيقول أميرهم، تعال صلّ بنا فيقول: لا إن بعضکم علي بعض أمراء تکرمة الله هذه الأمة.
(التعليق): هذا الحديث مما يدل علي استمرار الدعوة إلي الله والحق في الدنيا حتي ظهور الإمام المهدي (عليه السلام).
(وهذا) جواب للمثبطين الذين يقولون: (يجب أن تمتلئ الدنيا کفراً وضلالةً حتي يظهر الإمام، فلا نعمل حتي يعجّل في ظهوره)، وهو خطأ من جهات عديدة ذکرنا بعضها سابقاً.
(إسعاف الراغبين للصبان الحنفي): وجاء في روايات أنه عند ظهوره ينادي فوق رأسه ملک: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه فتذعن له الناس، ويشربون حبه وأنه يملک الأرض شرقها وغربها وأن الذين يبايعونه أولاً بين الرکن والمقام بعدد أهل بدر ثم يأتيه أبدال الشام، ونجباء مصر، وعصائب أهل المشرق، وأشباههم ويبعث الله إليه جيشاً من خراسان برايات سود ثم يتوّج إلي الشام، وفي رواية: إلي الکوفة، والجمع ممکن، إن الله تعالي يمده بثلاثة آلاف من الملائکة، وإن أهل الکهف من أعوانه.
قال السيوطي: وحينئذ فسر تأخيرهم إلي هذه المدة إکرامهم بشرف دخولهم في هذه الأمة وإعانتهم للخليفة الحق، وأن علي مقدمة جيشه رجلاً من تميم خفيف اللحية يقال له شعيب بن صالح وأن جبرئيل علي مقدمة جيشه وميکائيل علي ساقته وأن السفياني يبعث إليه من الشام جيشاً فيخسف بهم بالبيداء فلا ينجو منهم إلا المخبر فيسير إليه السفياني بمن معه فتکون النصرة للمهدي (عليه السلام) ويذبح السفياني.