بازگشت

الامة المعدودة


(ينابيع المودة): عن أبي خالد الکابلي عن الإمام جعفر الصادق (رضي الله عنه) في قول الله عز وجل (فاستبقوا الخيرات أينما تکونوا يأت بکم الله جميعاً) [1] قال: يعني أصحاب القائم الثلاثمائة وبضع عشرة وهم والله الأمة المعدودة يجتمعون في ساعة واحدة کقزع الخريف.

(التعليق): (قزع) ـ محرکة ـ قطع السحاب المتفرقة، [2] والتشبيه بقزع الخريف، هو أن قطع السحاب في الخريف سرعان ما تجتمع، وأصحاب الإمام المهدي (عليه الصلاة والسلام) هکذا من مختلف بقاع الأرض يجتمعون بسرعة بالغة عند الإمام (عليه السلام).

(ينابيع المودة): في قوله تعالي: (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلي أمة معدودة) [3] قال: إن الأمة المعدودة هم أصحاب المهدي في آخر الزمان ثلاثمائة وعشر رجلاً کعدة أهل بدر يجتمعون في ساعة واحدة کما يجتمع قزع الخريف.

(تاريخ ابن عساکر الشافعي): إذا قام قائم آل محمد جمع الله له أهل المشرق وأهل المغرب فيجتمعون کما يجتمع قزع الخريف، فأما الرفقاء فمن أهل الکوفة، وأما الأبدال فمن أهل الشام.

(التعليق): (جمع الله له أهل المشرق وأهل المغرب) يعني: يخضع العالم له بسرعة مدهشة، لأنه (عليه السلام) يأتي حين أخذ الظلم والجور بخناق الجميع في العالم، والکل يتطلعون إلي من يصيح صيحة الخلاص والنجاة، فإذا أقام الإمام المهدي (عليه السلام)، وظهر، ونادي بصيحة الحق آمن به الجميع.

(وقد) أولينا هذا الموضوع بعض الشرح في کتاب لنا عن الإمام (عليه السلام) باسم (المهدي المنتظر خاتم الأوصياء).

(الرفقاء) لعل المراد بهم الأنصار من الدرجة الأولي، الذين هم أقرب الناس إلي الإمام، حتي قيل عنهم (رفقاء).

(الأبدال) کناية عن الأتقياء والصالحين الذين کلما غاب أو مات منهم شخص يبدله الله تعالي بآخر منهم.

(والشام) في التاريخ وعلم الحديث ليس الشام الآن وإنما المراد بها ما يشمل کل (سوريا ولبنان، وفلسطين، والأردن، وقسماً من ترکيا) حسب التقسيم الدولي المعاصر.

ولعل هؤلاء الأبدال أو قسماً منهم من (جبل عامل) التي ظلت منذ عهد الإسلام الأول مدافعة عن الحق، والإيمان حتي اليوم، وأنتجت الألوف والألوف من الفقهاء، والأتقياء، حتي کتب العلماء کتباً خاصة بشخصيات (جبل عامل) ومنها کتاب (أمل الآمل في علماء جبل عامل) للعالم الکبير المحدث النحرير الشيخ محمد الحر العاملي (قدس سره).


پاورقي

[1] البقرة / 148.

[2] صحاح اللغة / مادة (قزع).

[3] هود / 8.