بازگشت

علامات الظهور


(نور الأبصار للشبلنجي للشافعي): عن أبي جعفر (رضي الله عنه) قال: إذا تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، ورکبت ذوات الفروج السروج وأمات الناس الصلوات، واتبعوا الشهوات، واستخفوا بالدماء وتعاملوا بالربا، وتظاهروا بالزنا، وشيدوا البناء، واستحلوا الکذب وأخذوا الرشا، واتبعوا الهوي، وباعوا الدين بالدنيا، وقطعوا الأرحام، وضنوا بالطعام، وکان الحلم ضعفاً، والظلم فخراً، والأمراء فجرة، والوزراء کذبة، والأمناء خونة، والأعوان ظلمة، والقُرّاء فسقة، وظهر الجور، وکثر الطلاق، وبدأ الفجور، وقبلت شهادة الزور، وشربت الخمور، ورکبت الذکور الذکور، واستغنت النساء بالنساء، واتّخذ الفيء مغنماً، والصدقة مغرماً، واتّقي الأشرار مخافة ألسنتهم، وخرج السفياني من الشام، واليماني من اليمن، وخسف بالبيداء بين مکة والمدينة، وقتل غلام من آل محمد بين الرکن والمقام، وصاح الصائح من السماء بأن الحق معه ومع أتباعه قال: فإذا خرج أسند ظهره إلي الکعبة، واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أتباعه فأول ما ينطق به هذه الآية: (بقيت الله خير لکم إن کنتم مؤمنين) [1] ثم يقول: أنا بقية الله. وخليفته، وحجته عليکم، فلا يسلم عليه أحد إلا قال: السلام عليک يا بقية الله في الأرض فإذا اجتمع عنده العقد عشرة آلاف رجل فلا يبقي يهودي ولا نصراني، ولا أحد ممن يعبد غير الله تعالي إلا آمن به وصدقه وتکون الملة واحدة ملة الإسلام. وکل ما کان في الأرض من معبود سوي الله تعالي تنزل عليه نار من السماء فتحرقه.

(التعليق): هذا الحديث ـ ونظائره ـ تضمن عديداً من علامات الظهور، وهو حديث جدير بشرح واف شامل، لکن مجالنا المختصر لا يسمح لنا بأکثر من الإشارة إلي بعض الفقرات منه.

(تشبه الرجال بالنساء) أما بالتخنث بأن يُلاط بهم، أو التشبه في العمل، فتخرج المرأة إلي ميادين العمل الشاقة والأعباء الثقيلة، والتي تنافي خلقتها الضعيفة، وعاطفتها المرهفة، (أو التشبه) في الملابس. والکل ممکن، وغيره أيضاً محتمل.

(والنساء بالرجال) بنفس الاحتمالات عکسياً.

(ذوات الفروج) يعني: النساء.

(السروج) يعني: الخيول.

(واستخفوا بالدماء) أي: کان القتل شيئاً هيناً خفيفاً عند الناس.

(واستحلوا الکذب) أي: قالوا إن الکذب حلال وليس حرام.

(وضنوا بالطعام) أي: بخلوا به.

(والأمناء خونة) يعني: من يظهر منهم الصلاح، ويعتبرهم الناس أمناء ينکشف أنهم يخونون الناس في أموالهم ودمائهم، وأعراضهم.

(والقراء) أي: قراء القرآن (فسقة) يجيدون فقط القراءة ولا يستفيدون من القرآن بالعمل به.

(وظهر الجور) أي: کان الظلم بادياً ظاهراً لا يستره الظالم خوفاً من أحد، ولا حياءً من أحد.

(واستغنت النساء بالنساء) أي: لا تتزوج النساء، بل تکتفي الواحدة بثانية في قضاء الشهوة الجنسية، ويسمي في الإسلام بـ (السحق) وهو حرام مغلظ، وله عقوبة خاصة مذکورة في کتب الفقه، فإنه هدم للعائلة، وتقويض للأسرة، وإفناء للأمة بالتالي.

(واتخذ الفيء مغنماً) يعني: مال الفقراء من حصل عليه يعتبره غنيمة يأخذه لنفسه ويأکله ويستبد به.

(والصدقة مغرماً) فإن تصدق أحد بشيء اعتبره غرامة خرجت من عنده، کناية عن إعطاء الناس للصدقة وهم کارهون.

(اليماني) شخص يخرج من اليمن يدعو إلي الحق والإسلام وهو ممن يوطد الأمن للإمام المهدي (عليه السلام)، کما في حديث الإمام الباقر (عليه السلام). [2] .

(خسف بالبيداء) هذا خسف بجيش السفياني الذي يقبل من الشام إلي مکة لقتال الإمام المهدي (عليه السلام)، وقد مر نصه في بعض الأحاديث.

(من معبود سوي الله تعالي) يعني: الأصنام والأوثان، ونحوها.


پاورقي

[1] هود / 86.

[2] سفينة البحار / ج 2 / مادة يمن.