غيبتان
(ينابيع المودة): عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: وإن للقائم منا غيبتين إحداهما أطول من الأخري فلا يثبت علي إمامته إلا من قوي يقينه وصحت معرفته.
(التعليق): الغيبتان، إحداهما تسمي بـ (الغيبة الصغري) وهي ابتدأت بوفاة الإمام الحسن العسکري (عليه السلام) ـ والد الحجة القائم (عليه لسلام) ـ في عام (260) هجري وانتهت بوفاة النائب الرابع في هذه الفترة في عام (329) هجري.
(والغيبة الکبري) ابتدأت بعام (329) هجري، واستمرت حتي هذا اليوم الذي أسأل الله تعالي أن يجعله خاتمها، وآخرها، ويکحل ناظرنا بنظر منا إليه راضياً عنا غير غاضب علينا، يا أرحم الراحمين. الفترة في عام (329) هجري.
(البرهان في علامات مهدي آخر الزمان): عن أبي عبد الله الحسين بن علي قال: لصاحب هذا الأمر يعني (المهدي) غيبتان إحداهما تطول
حتي يقول بعضهم: مات، وبعضهم: ذهب ولا يطلع علي موضعه أحد من ولي ولا غيره إلا المولي الذي يلي أمره.
(التعليق): (لا يطلع علي موضعه) أي اطلاع دوام واستمرار (إلا المولي) أي: الشخص الذي يخدمه من أولياء الله تعالي.
(وإلا) فاصل الفوز باللقاء، مرة ومرات، في موارد عديدة، فمما لا شک فيه أنه اتفق لعديد من الصالحين والأتقياء (وبهذا) يجمع بين الطائفتين التي تقول (إحداها) من ادعي الرواية فکذبوه (والأخري) بأنه يفوز بلقائه الصالحون المخلصون.
(وقد) عد في من لاقاه (عليه السلام): السيد بحر العلوم، والمقدس الأردبيلي، والشيخ الأنصاري، والحاج علي البغدادي، وغيرهم.. وغيرهم، ممن ذکر بعضهم الحاج ميرزا حسين النوري (قدس سره) في کتابه (النجم الثاقب) وقسماً آخر الشيخ محمود العراقي في کتابه (دار السلام) والعلامة المجلسي (قدس سره) في (بحار الأنوار) وآخرون في کتب أخري. وفقنا الله تعالي لذلک بکرمه ومنه.