بازگشت

الاختلافات المذهبية لا تشکل خطراً علي الأمة


ان الاختلافات الفکرية والعقائدية بين مذاهب المسلمين المتعددة ليس أمراً جديداً بل هي واقع تاريخي فرضته مأساة الصراع السياسي في الأمة علي الخلافة والحکم وقد حدثت في مجتمع الصحابة بعد وفاة رسول الله ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ. لکنَّ الجديد والغريب في هذه الاختلافات مبادرة جماعة من المسلمين لشق عصا الوحدة الإسلامية معلنة ولائها الصريح لليهود والنصاري ودفاعها المستميت عن مصالح اميرکا واسرائيل علي حساب الأمة، مشعلة حربها علي الفصائل المجاهدة والمقاومة لسياسة الکفر وثقافة التغريب في عالمنا الإسلامي.

هذا هو الخطر الحقيقي الذي يهدد حصون الإسلام من الداخل، اما الاختلاف في فهم عقائد الإسلام وتشريعاته فانه أمر واقع في تاريخ الأمة بعد ان مزقتها الصراعات التاريخة الي مذاهب ومدارس متعددة ومختلفة في فهم الإسلام وطريقة التعامل مع ثقافته وتشريعاته، وهو واضح في سلوک الأمة حتي في طريقه اداء الصلاة التي کان رسول الله ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ يصليها خمس مرات يومياً بمحضر الجمع الغفير من الصحابة، فلا غرابة اذن أن تختلف الأمة في فهمها لقضية المهديّ المنتظر عليه السلام، ولکن هذه الاختلافات لا تمس اصل الايمان والتسليم بضرورتها، کما لا تمس الاتفاق علي ضلالة من انکرها باعتبارها من ضرورات الدين الثابتة بالنصوص القرآنية والنبوية.

وسنحاول هنا ان نتناول عرضاً مختصراً لأهم موارد الاتفاق والاختلاف بين الشيعة والسنة في فهم قضية المهديّ المنتظر ـ عليه السلام ـ لنوصل القراء الأعزاء الي الحقيقة العلمية التي تکشف عن احتفاظ هذه العقيدة الغيبية باصالتها الإسلامية حتي في الاطار المذهبي.