الخلاصة
ان الأخبار المروية من طرق أهل السنة، متضاربة متعارضة في تسمية الجد الأعلي للمهدي المنتظر ـ عليه السلام ـ فبعضها تقول: أنه من ولد الحسن عليه السلام، وبعضها تقول: انه من ولد الحسين عليه السلام، وبما ان جميع هذه الأخبار المتعارضة، في هذا الموضوع، ضعيفة الاسناد، فيحکم عليها بالتساقط.
والحق ان الحکم عليها بالتساقط، انما يصح في علم الاُصول، اذا لم توجد مرجحات تؤيد احدي الطائفتين المتعارضتين، وهي موجودة فعلاً، ومتوفرة بکثرة في تأييد الطائفة التي تقول: انه من ولد الحسين ـ عليه السلام ـ وهو کما يلي:
إن الرواية التي تقول انه من ولد الحسن ـ عليه السلام ـ فريدة وغريبة، غير مؤيدة بالشواهد والمتابعات، بينما رواية حذيفة بن اليمان عن النبي ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ التي تقول انه من ولد الحسين ـ عليه السلام ـ مؤيدة، ومتابعة بشاهد آخر من رواية أبي وائلة عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وهي نفس الرواية التي تقول انه من ولد الحسن، لکن بدل أن يقول نظر الي ولده الحسن ـ عليه السلام ـ قال: نظر الي ولده الحسين ـ عليه السلام ـ مما يدل ان الرواية السابقة مصحفة أو محرفة لصالح الحسنيين الذين ادعو المهدوية لولدهم محمد بن عبد الله الثائر الحسني الملقب بالنفس الزکية.
ومما يؤيد رواية حذيفة بن اليمان عن النبي ـ صلي الله عليه وآله ـ الرواية التي تذکر صفة السيد الحسني المشرقي، التي استدل بها الشريف البرزنجي علي ان المهديّ المنتظر ـ عليه السلام ـ من ولد الحسين عليه السلام، وان ابن عمه هذا من ولد الحسن.
إن الأخبار متواترة عن النبي، وأهل بيته ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ من طريق العترة الطاهرة، وفي أحاديث السلسلة الذهبية ان المهديّ المنتظر ـ عليه السلام ـ من ولد الحسين عليه السلام.
ومما يؤيد صحة هذا التواتر في أحاديث أهل البيت عليهم السلام، وعدم صحة اتهام رواه الشيعة باختلاف رواياته شهادة التاريخ الدالة ان المهديّ المنتظر ـ عليه السلام ـ من ولد الحسين عليه السلام، وقد شارک في تقرير هذه الشهادة الرسول مع أهل بيته، وجمع غفير من علماء أهل السنة ومؤرخيهم، وقد مرت علينا کلمات بعضهم المصرحة بأن المهديّ المنتظر ـ عليه السلام ـ من ولد الحسين ـ عليه السلام ـ فراجعها وتأمل فيها وخاصة کلمة الشعراني (في اليواقيت والجواهر)، وابن عربي في (الفتوحات المکية) وغيرها.