بازگشت

الاتفاق علي بعض علامات ظهوره


تدل الأخبار المروية في کتب الملاحم والفتن في مصادر الفريقين علي وقوع عدد من العلامات التي تسبق ظهور المهديّ ـ عليه السلام ـ وتکشف عن قرب قيامه بثورته الإسلامية لانجاز الوعد الالهي، والعلامات المتفق عليها بينهما کثيرة وابرزها علامتين:

الأولي: قيام دولة إسلامية في بلاد إيران تقوم بدور التمهيد للثورة المهدوية، وهي المشار إليها في حديث رسول الله ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ: «يخرج قوم من المشرق يوطئون للمهدي سلطانه»، [1] وفي حديث ثوبان قال: قال رسول الله ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ: «إذا رأيتهم الرايات السود قد اقبلت من خراسان فأتوها ولو حبواً علي الثلج»، [2] والأخبار عن دولة الموطئنين للمهدي ـ عليه السلام ـ من طرق أهل البيت ـ عليهم السلام ـ کثيرة أيضاً منها موثقة جابر عن أبي جعفر ـ عليه السلام ـ قال: «فاوّل أرض تخرب أرض الشام يختلفون عند ذلک علي ثلاث رايات راية الأصهب وراية الابقع وراية السفياني.. فبينما هم کذلک إذ اقبلت رايات من قبل خراسان تطوي المنازل طياً حثيثاً ومعهم نفر من اصحاب القائم». [3] .

الثانية: قيام دولة معادية للمهدي ـ عليه السلام ـ في بلاد الشام يقودها رجل من بني امية وهو المعبر عنه في الأحاديث (بالسفياني) واخباره من طريق الفريقين مستفيضة، وهو المذکور في موثقة جابر السابقة، وقد رکزت الصحاح الستة علي حادثة الخسف بالبيداء التي تحل بجيش السفياني وهو متوجه الي مکة للقضاء علي ثورة المهديّ ـ عليه السلام ـ بعد ان يسمع بسيطرتها علي بلاد الحجاز.

روي البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة ان رسول الله ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ قال:

«سيعوذ بهذا البيت ـ يعني مکة ـ قوم ليست لهم منعة ولا عدّة يُبعث اليهم جيش حتي اذا کانوا ببيداء من الأرض خسف بهم»، [4] وعن عائشة أيضاً قالت: قال رسول الله ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ: «يغزو جيش الکعبة فاذا کانوا بالبيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم». [5] .


پاورقي

[1] سنن ابن ماجة: ج2 ح4088، مجمع الزوائد 7: 318، کنزل العمال: ج14 ح38657.

[2] مسند أحمد 5: 277، مستدرک الصحيحين 4: 502، وقال صحيح علي شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، الجامع الصغير للسيوطي 1: 100 ح468، قال وسنده صحيح، دلائل النبوة 6: 4511.

[3] بحار الأنوار 52: 237 کتاب الغيبة للنعماني.

[4] صحيح مسلم ج4: ص221 ح7.

[5] صحيح البخاري 3: 86، کتاب البيوع، باب ما ذکر في الأسواق.