بازگشت

الدولة العالمية في الأحاديث النبوية


وبالرغم من ان الأحاديث المفسرة للآيات السابقة، من النصوص النبوية الصريحة علي حتمية قيام دولة الإسلام العالمية، مع ذلک نذکر هنا طائفة اُخري من الأحاديث المصرحة بعالمية دولة المهديّ المنتظر عليه السلام.

روي عن ابن عباس قال: قال رسول الله ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ:

«ملک الأرض أربعة، مؤمنان وکافران، فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان، والکافران نمرود وبخت نصر، وسيملکها خامس من أهل بيتي». [1] .

وعن حذيفة بن اليمان في حديث نبوي طويل بشأن المهديّ المنتظر ـ عليه السلام ـ قال:

«يبايع له الناس بين الرکن والمقام، يرد الله به الدين ويفتح له فتوحاً، فلا يبقي علي وجه الأرض إلاّ من يقول: لا إله إلاّ الله». [2] .

وعن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ: «لا تقوم الساعة حتي تملأ الأرض ظلماً وجوراً، ثم يخرج من أهل بيتي من يملأها قسطاً وعدالً کما ملئت ظلماً وعدواناً». [3] .

والروايات في الصحاح الستة مصرحة بنزول عيسي بن مريم ـ عليه السلام ـ في عصر دولة الإمام المهديّ المنتظر عليه السلام، وانه يصلي خلفه ويعينه علي قتل الدجال وهداية النصاري الي الإسلام، وهذا ما ذکرته بصراحة رواية أبي هريرة عن النبي ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ أنه قال:

«ان روح الله عيسي بن مريم نازل فيکم... فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعو الناس الي الإسلام، فيهلک الله في زمانه المللّ کلّها إلاّ الإسلام، ويهلک المسيح الدجال، وتقع الامنة علي أهل الأرض» وفي رواية لأبي هريرة قال: «وتکون الدعوة واحدة لله رب العالمين». [4] .

وعن الإمام جعفر الصادق ـ عليه السلام ـ قال: «إذا قام القائم ـ عليه السلام ـ لا تبقي أرض إلاّ نودي فيها بشهادة ان لا إله إلاّ الله وان محمداً رسول الله». [5] .

وروي عن الإمام الکاظم ـ عليه السلام ـ في تفسير قوله تعالي:

(أفغير دين الله يبغون وله اسلم من في السموات والأرض طوعاً وکرهاً واليه يرجعون) [6] فقال: «نزلت في القائم إذا خرج باليهود والنصاري والصابئين والزنادقة، وأهل الردِّة والکفار في شرق الأرض وغربها فعرض عليهم الإسلام فمن أسلم طوعاً امره بالصلاة والزکاة وما يؤمر به المسلم ويجب لله عليه، ومن لم يسلم ضربت عنقه حتي لا يبقضي في المشارق والمغارب أحد إلاّ وحّد الله». [7] .

والأخبار الدالة علي حتمية قيام الدولة الإسلامية العالمية في خلافة المهديّ المنتظر ـ عليه السلام ـ کثيرة جداً، ومنها الخبر المتواتر من طريق الفريقين عن النبي ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ انه قال في وصفه لدولة المهديّ ـ عليه السلام ـ وعدله «يملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً». فاذا أخذ هذا الحديث علي اطلاقه يعني ذلک ان حکم المهديّ ـ عليه السلام ـ يشمل عموم الأرض فيکون هذا الحديث النبوي تفسير للوعد الألهي بوارثه المؤمنين للأرض في قوله تعالي: (وعد الله الذين آمنوا منکم وعلموا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض کما استخلف الذين من قبلهم وليمکنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم). [8] .


پاورقي

[1] الحاوي للفتاوي 2: 81 نقلاً عن تاريخ ابن الجوزي، الفتاوي الحديثية: ص39، عقد الدرر ليوسف الشافعي: ص19 ـ 20.

[2] ذخائر العقبي: ص136، المنار المنيف: ص146 ح333.

[3] مسند الإمام أحمد ج3: ص36، مسند أبي يعلي الموصلي ج2: ص274 حديث 987، مستدرک الصحيحين ج4: ص557، وقال: صحيح علي شرط الشيخين، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في التلخيص.

[4] مستدرک الصحيحين 2: 595، وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي في التلخيص، سنن ابي داود: ج2، کتاب الملاحم، کنزل العمال ج14: ح38855 و38843 و38856.

[5] ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ص421، تفسير العياشي 1: 183.

[6] آل عمران: 83.

[7] تفسير العياشي 1: 182 تفسير البرهان 1: 296.

[8] النور: 55.