بازگشت

حديث الثقلين


الذي يستفاد من هذا الحديث المتواتر عند الفريقين والذي ورد بألفاظ مختلفة تبعاً للمناسبة التي يذکر فيها النبي هذا الحديث.

قال صلي الله عليه وآله:

«إنّي تارک فيکم الثقلين: کتاب اللَّه وعترتي أهل بيتي، أحدهما أکبر من الآخر، ولن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» [1] .

والکتاب يعني الثقل الأکبر الذي فيه الهدي والنور والحبل الممدود من السماء الي الأرض.

والعترة تعني الثقل الأصغر وهم أهل البيت الذين أذهب اللَّه عنهم الرجس... وأحدهم الإمام المهدي عليه السلام.

وهناک علاقة دائمة ومستمرة لا تقبل التفکيک في قوله: لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض وهذا التصريح يدل علي أن الکتاب مع العترة من بداية زمان النبي صلي الله عليه وآله الي أن يردا عليه الحوض.

واستمرارية علاقة الکتاب مع العترة يدل بلا شک علي ولادة الإمام المهدي وإذا قلنا أن المهدي لم يکن مولوداً وأنه سيولد في المستقبل، فهذا يلزم منه الافتراق بين الکتاب والعترة.

إذاً يمکن القول بأن الحديث يدل علي ولادة الإمام ولکن ليس بالشکل المباشر وإنّما بالدلالة الالتزامية.

والحديث الثاني الذي يمکن الاستدلال به لاثبات ولادة الإمام المهدي حديث الاثني عشر خليفة الذي تنقله مصادر الفريقين من طرق متعددة ولا يمکن تطبيقه علي الأئمة المعصومين عليهم السلام والذي يکون آخرهم المهدي عليه السلام.

أما محاولة تطبيقه علي الخلفاء الأربعة واثنين أو ثلاثة من بني اُمية أو اثنين أو ثلاثة من بني العباس غير معقول بل ويخالف الواقع وإليک نصّ الحديث:

عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلي الله عليه وآله يقول:«يکون اثنا عشرأميراً»فقال کلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنّه قال: کلّهم من قريش [2] .

عن عامر بن سعد عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه وآله - يوم جمعة عشية رجم الأسلمي - يقول:«لا يزال الدين قائماً حتي تقوم الساعة أو يکون عليکم اثنا عشر خليفة کلّهم من قريش»... الحديث [3] .

روي بسندين عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله:«يکون من بعدي اثنا عشر أميراً»قال: ثم تکلّم بشي ء لم أفهمه فسألت الذي يليني فقال: قال: کّلهم من قريش [4] .

عن مسروق قال: کنّا جلوساً ليلة عند عبداللَّه يقرئنا القرآن فسأله رجل فقال: ياأباعبدالرحمن هل سألتم رسول اللَّه صلي الله عليه وآله کم يملک هذه الاُمة من خليفة؟

فقال عبداللَّه: ما سألني عن هذا أحد منذ قدمت العراق قبلک، قال: سألناه فقال:«اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل» [5] .

عن جابربن سمرة فقال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله:«لا يزال الدين قائماً حتي يکون اثنا عشرة خليفة من قريش...»الحديث [6] .

روي بسنده عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه وآله أو قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله:«يکون بعدي اثنا عشر خليفة کلّهم من قريش...»الحديث [7] .

روي بسنده عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلي الله عليه وآله يقول:«يکون لهذه الاُمة اثنا عشر خليفة» [8] .

ولفظه: يکون لهذه الاُمة اثنا عشر خليفة قيّما لا يضرهم من خذلهم، کلّهم من قريش، قال أخرجه الطبراني عن جابر بن سمرة [9] .

وإذا ثبت أن حديث اثنا عشر خليفة ينطبق علي الأئمة المعصومين الإثنا عشر ابتداءً بالإمام أميرالمؤمنين علي عليه السلام وانتهاءً بالإمام محمد المهدي عليه السلام يثبت من کون الأخير قد ولد فعلاً وأنه حيٌّ يرزق.


پاورقي

[1] هذا الحديث أخرجه أکابر علماء المذاهب قديماً وحديثاً في کتبهم من الصحاح، والسنن، والمسانيد، والتفاسير، والسير، والتواريخ، واللغة، وغيرها. فهذا صحيح مسلم في الجزء السابع، ص 22، سنن الترمذي في الجزء الثاني ص 307، وسنن الدارمي في الجزء الثاني ص 432، ومسند أحمد بن حنبل في الجزء الثالث ص14 و 17، وص 26 و 59، وفي الجزء الرابع، ص366 و 371، وأيضاً في الجزء الخامس ص 182 و 189، وخصائص النسائي، ص 30، ومستدرک الحاکم في الجزء الثالث ص 109 و 148 و 533، والحافظ الکنجي الشافعي في«کفاية الطالب»في الباب الأوّل ص 11 في بيان صحة خطبته«بماءٍ يدعي خُمّاً»، قال بعد نقل الحديث:«أخرجه مسلم في صحيحه»، ورواه أبوداود وابن ماجة القزويني في کتابيهما، وأيضاً في الباب الحادي والستين، ص 130، والطبقات لمحمد بن سعد الزهري البصري في الجزء الرابع ص 8، والحلية لأبي نعيم الأصبهاني في الجزء الأول، ص 355، واُسد الغابة لابن الأثير الجزري في الجزء الثاني، ص 12 وفي الجزء الثالث، ص 147، والعقد الفريد لابن عبدربّه القرطبي في الجزء في خطبة النبي صلي الله عليه وآله في حجة الوداع، ص 346 و 158، وتذکرة الخواص في الباب الثاني عشر، ص 332 لابن الجوزي، قال بعد نقل قول جده:«وقد أخرجه أبوداود في سننه، والترمذي أيضاً، وذکره رزين في الجمع بين الصحاح، والعجب کيف خفي عن جدي ما روي مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم... الخ».

وإنسان العيون لنور الدين الحلي الشافعي في الجزء الثالث، ص 308، وذخائر العقبي لأحمد بن عبداللَّه الطبري، ص 16، والسراج المنير للعزيزي الشافعي في شرح الجامع الصغير للسيوطي في الجزء الأول، ص321، وفي هامشه أيضاً للشيخ محمد الحنفي، والفصول المهمة لابن الصباغ المالکي، ص 24، ونسيم الرياض لشهاب الدين الخفاجي في الجزء الثالث، ص 410، وفي هامشه أيضاً شرح الشفا لعلي القاري، ومنتخب کنز العمال لعلي المتقي في هامش المسند للإمام أحمد بن حنبل في الجزء الأول، ص 96 و 101، وفي الجزء الثاني، ص 390، وفي الجزء الخامس، ص 95، والکشف والبيان للثعلبي في تفسيره آية«الاعتصام»، وفي تفسير آية«أيها الثقلان»، وتفسير الإمام فخر الدين الرازي في تفسير آية«الاعتصام»في الجزء الثالث، ص 18، وتفسير النظام النيسابوري في تفسير آية«الاعتصام»في الجزء الأول، ص 349، وتفسير الخازن في تفسير آية«الاعتصام»في الجزء الأول في ص 257، وفي الجزء الرابع في تفسير آية المودة، ص 94، وأيضاً في تفسير آية«سنفرغ لکم أيها الثقلان»ص 212، وابن کثير الدمشقي في تفسير آية«المودة»في الجزء الرابع، ص 113، وفي تفسير آية«التطهير»في الجزء الثالث، ص 485، وأيضاً في تاريخه في الجزء الخامس أو السادس في ضمن حديث الغدير. والمواهب العلية لحسين الکاشفي في تفسير آية«سنفرغ لکم أيها الثقلان»، والنهاية لابن الأثير الجزري في الجزء الأول، وأيضاً في الدر المنثور للسيوطي، ص 155، ولسان العرب لجمال الدين الافريقي المصري في الجزء السادس في لغة«العتر»وفي الجزء الثالث عشر في لغة:«الثقل»و«الحبل»، والقاموس لمجد الدين الشيرازي في لغة:«الثقل»، وتاج العروس لمرتضي الزبيدي في الجزء السابع في لغة«الثقل»، ومنتهي الأرب لعبدالرحيم الصفي پوري في لغة«الثقل»وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي في الجزء السادس في معني«العتر»ص 130، ومدارج النبوة لعبدالحق الدهلوي ص 520، والمناقب المرتضوية لمحمد صالح الترمذي الکشفي، ص96 و97 و 100 و 472، ومفتاح کنوز السنّة، ص 2 و 448، ومصباح السنّة للإمام البغوي الشافعي في الجزء الثاني، ص 205 و 206، وابن حجر في الصواعق، ص 75 و 87 و 90 و 99 و 136، وإسعاف الراغبين في هامش نور الأبصار للشبلنجي ص 110، وينابيع المودّة لسليمان بن إبراهيم البلخي الحنفي، ص 18 و 25 و30 و32 و 34 و 95 و 115 و 126 و 199 و 230 و 238 و 301.

[2] مسند أحمد بن حنبل: 90:5 حديث جابر بن سمرة ح 20359 و 20366.

[3] مسند أحمد بن حنبل: 89:5 ح 20319.

[4] سنن الترمذي: 35:2، کتاب الفتن، الباب 46، ما جاء في الخلفاء ح 2223.

[5] مستدرک الصحيحين: 501:4، کتاب الفتن والملاحم، ذکر ثلاث خلال لابد منها لاُمراء قريش.

[6] مسند إلامام أحمد بن حنبل: 86:5.

[7] مسند أحمد بن حنبل: 92:5 ح 20347.

[8] مسند أحمد بن حنبل: :106 ذيل، حديث جابر بن سمرة ح 20508.

[9] کنز العمال: 201:6، الباب الرابع وذکرهم مجتمعة ومتفرقة، قريش، الاکمال، ح 33858.