بازگشت

طول عمر الامام


يقتصر البحث في هذه الفقرة علي الأدلّة الروائية التي تثبت طول عمر الإمام الأمر الذي يتأکّد من خلالها حقيقة ولادته عليه السلام.

قال جابر:«دخلت علي فاطمة بنت رسول اللَّه صلي الله عليه وآله، وبين يديها ألواحٌ فيها أسماء من ولدها، فعددت أحد عشر اسماً، آخرهم القائم [1] عليه السلام.

فبموجب الحديث النبويّ الشريف أنه صلي الله عليه وآله قد أشار بوضوح تام الي إطالة عمر القائم عليه السلام لأنه ما کان ليخرج إلّا في مثل هذا العصر.

ثم يزيد في التأکيد علي إطالة عمره من قِبَل اللَّه تعالي، ويصارح بغيبة له تمتدّ حتي يأذن اللَّه تعالي، قائلاً:

«لا تذهب الدنيا حتي يملک العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي. ولو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه، لم يخرج من الدنيا حتي يظهر - أي يخرج من الغيبة وينتصر - فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً» [2] .

وقد لبث نوح في قومه (950) سنة بنص القرآن الکريم، ولعلّها فترة الدعوة والنبوّة فقط؛ أما عُمره الکامل فهو بين (1750 و 2750) سنة بحسب اختلاف الأخبار التاريخية.. ثم رکّز النبي صلي الله عليه وآله علي قضيّته وأنزلها في رأس اهتمامات دعوته فقال لاُمته:

«لو لو يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل اللَّه ذلک اليوم، حتي يملک رجلٌ من أهل بيتي، تجري الملاحم علي يديه، ويظهر الإسلام، واللَّه يُخف الميعاد» [3] .

وتطلّع بثاقب بصيرته مرّة، فنفذ الي ما يکون عليه أمر الأجيال المتعاقبة فتنفّس الصُّعداء وقال صلي الله عليه وآله:

«الي اللَّه أشکو المکذِّبين لي في أمره، والجاحدين لقولي في شأنه، والمُضلِّين لاُمّتي عن طريقه! يُبايع بين الرُّکن والمقام - بجانب الکعبة أعزّها اللَّه تعالي - يفتح فتوحاً فلا يبقي علي وجه الأرض إلّا من يقول: لا إله إلّا اللَّه [4] .

ونختم بيان هويّته الکريمة علي لسان جدّه صلي الله عليه وآله بقوله:

«يکون لهذه الاُمة اثنا عشر خليفة» [5] .

وقوله صلي الله عليه وآله:

«لا يزال هذا الدين عزيزاً الي اثني عشر خليفةً کلُّهم من قريش» [6] .

وقوله:

«لا يزالُ هذا الأمر في قريشٍ ما بقي منهم اثنان» [7] .

وقوله صلي الله عليه وآله:«بعدي اثنا عشر إماماً، تسعة من صُلْب الحسين، اُمناء معصومون، ومنّا مهديّ هذه الاُمّة، ألا إنّ أهل بيتي وعترتي من لحمي ودمي، ما بال قوم يؤذونني فيهم؟ لا أنالهم اللَّه شفاعتي» [8] .

«من أنکر خروج المهديّ فقد کفر بما اُنزل علي محمد» [9] .

«من أنکر القائم من ولدي أثناء غيبته، مات ميتةً جاهلية» [10] .


پاورقي

[1] الإمام المهدي: 333، البرهان: 75، إلزام الناصب: 227.

[2] منتخب الأثر: 141 و 215 عن الصادق عليه السلام، وعيون أخبار الرضا: 65:2 بلفظ آخر، بشارة الإسلام: 284، نور الأبصار: 171 و 231، کشف الغمة: 261:3 و 264 و 265 و 266 قريب منه، الصواعق المحرقة: 98، المحجة البيضاء: 335:4، المهدي: 48 و 114 و 115، ينابيع المودة: 86:3 و 164.

[3] بشارة الإسلام: 59 و 35 مع زيادة، وکذلک في ص 286، الحاوي للفتاوي: 133:2، إلزام الناصب: 251 و252، اسعاف الراغبين: 133، ينابيع المودة: 109:3 و 166 بتفصيل، ومثله في المهدي: 230، کشف الغمة: 264:3 بلفظ قريب،ومثله في البيان: 90.

[4] إعلام الوري: 400 نصفه الأول، منتخب الأثر: 158نصف الأخير.

[5] مسند أحمد ج5 ص 106، الإمام المهدي: 15.

[6] الحاوي للفتاوي: 165:2، الإمام المهدي: 18، صحيح البخاري: 185:4، الملاحم والفتن: 132، صحيح مسلم: ج2 ص 191، مسند أحمد: ج5 ص 106.

[7] صحيح البخاري: 62:9، ذخائر العقبي: 12.

[8] منتخب الأثر: 65، الإمام المهدي: 30.

[9] ينابيع المودة: 162 ،108 :3، منتخب الأثر: 149، إلزام الناصب: 59، الإمام المهدي: 299 نقلاً عن غاية المرام: 662.

[10] منتخب الأثر: 492 وفيها: من أنکر القائم من ولدي فقد أنکرني، وفي الاختصاص ص268: مَن مات وليس له إمام يسمع له ويُطيع، مات ميتة جاهلية، ومثله في بحار الأنوار: 20:7.