بازگشت

لقاءات الامام المهدي اثناء غيبته الکبري


وفي هذا الفصل نذکر جملة من لقاءات الإمام المهدي في غيبته الکبري مع علماء الطائفة وأجلّائها ومراجعها الکبار الأمر الذي يتجلّي من خلاله ولادة الإمام ووجوده بين ظهرانينا يقوم بأعماله علي أکمل وجه يرانا ولا نراه.

وکان خروج التوقيع الأخير الي أبي الحسين السمري النائب الرابع للإمام المهدي، والذي أصبح فيما بعد مثاراً للجدل والنقاش وخصوصاً في کيفية الجمع بينه وبين عشرات الحکايات التي تدل علي مشاهدة الجمال الأنور لمولانا صاحب العصر والزمان(عج)في عالم اليقظة لا النوم، خاصة وأن کبار علمائنا کالشيخ الأنصاري والعلامة بحر العلوم والسيد أبوالحسن الاصفهاني والمقدس الأردبيلي وغيرهم، کانوا من جملة من تشرف بلقائه(عج).

فمن جهة لا نحتمل أدني احتمال کذب هؤلاء المقدّسين في دعواهم، ومن جهة اُخري فإن الحديث يکذّب مدعي المشاهدة، فکان لابد من الجمع بينهما بنحو من أنحاء الجمع.

لکن العلماء قد جمعوا بين هذين الأمرين وذکروا عدة وجوه نذکر علي سبيل الاختصار ما ذکره صاحب کتاب بحار الأنوار، قال العلامة المجلسي:

«لعلّه محمول علي من يدّعي المشاهدة مع النيابة وايصال الأخبار من جانبه عليه السلام الي الشيعة علي مثال السفراء».

إذن، فالمراد من المشاهدة التي يکذّب مدعيها في زمن الغيبة الثانية(الکبري)هو المشاهدة مع ادّعاء النيابة الخاصة التي انتهت بصريح الرواية بموت النائب الرابع عليّ بن محمد السمري، وتوضيح هذا الوجه کما يلي:

النيابة أو السفارة الخاصة للإمام الحجة(عج)تحتاج الي تعيين من قبله عليه السلام، وهکذا کان بالنسبة للنائب الأوّل وهو عثمان ابن سعيد.

وحينما دني أجل عثمان بن سعيد أخبره عليه السلام بذلک وأمره بالوصية الي محمد بن عثمان الخلّاني ليخلفه في النيابة الخاصة، فاضحي الأخير، النائب الثاني للإمام في الغيبة الصغري وکان يشاهد الإمام(عج)ويتلقي منه الأوامر والتعليمات وأجوبة المسائل التي کانت توجّه إليه.

وحينما دني أجل محمد بن عثمان نعيت إليه نفسه من قبل الإمام عليه السلام وأمر بالوصية الي الحسين بن روح ليکون النائب الخاص الثالث.

وهکذا الأمر بالنسبة الي الحسين بن روح أوصي بأمر من الإمام عليه السلام الي علي بن محمد السمري الذي صار النائب الرابع للإمام عليه السلام والسفير الخاص في الغيبة الصغري التي استمرت لسبعين عاماً تقريباً، حيث بدأت من وفاة الإمام العسکري عليه السلام في أوائل سنة (260 ه )الي وفاة السمري سنة (329 ه ).

والنکتة المهمة هنا هي أنّه في کلّ مرة کان يخرج توقيع الإمام عليه السلام للنائب الفعلي يبيّن له النائب اللاحق ولم يرد في أي من تلک التواقيع مسألة تکذيب مدّعي المشاهدة إلّا التوقيع الأخير الذي ذکرناه في الفصل السابق.

ومن ثم تتضح لنا أهمية تضمين التوقيع الشريف فقرة تکذيب مدعي المشاهدة، فإن ذلک هو لسدّ باب افتراء النيابة الخاصة وتضليل الشيعة واغوائهم.

إذن، فمن أخذ هذه الفقرة بدون ملاحظة ظروف صدور التوقيع ومناسباته، فإنه سيقع حتماً في ذلک التوهم وهو تکذيب مدّعي المشاهدة المجردة عن النيابة الخاصة وأما لو لوحظت الفقرة منظّمة الي صدر الخبر مضافاً الي تلک القرائن السياقية، فإنّه لن يشتبه الأمر علي أحد في امکان التشرف بخدمته من دون ادعاء النيابة أو السفارة الخاصة.

ولعلّه، يمکن لنا من خلال التدقيق في نفس هذا الخبر أن نستکشف أنّ المراد من المشاهدة هنا هو«الظهور»وانتهاء أمد الغيبة الکبري، خصوصاً إذا علمنا أن من العلامات القريبة من الظهور هو خروج السفياني والصيحة.

فتکذيب مدعي المشاهدة قبل هاتين العلامتين، يعني عدم تکذيبه بعدها، فيکون المراد من المشاهدة، المشاهدة زمن الحضور بعد الغيبة الکبري، وهو منفيّ في کل الحکايات التي نقلت عن تشرفات العلماء بلقاء الإمام الحجة(عج)فلا يدعي أحد منهم انتهاء الغيبة الکبري.

وفيما يلي نقتصر علي بعض اللقاءات:

1 - ذکر في ملحقات کتاب أنيس العابدين نقلاً عن السيد ابن طاووس رضي الله عنه أنّه قال: سمعت سحراً في السرداب [1] عن صاحب الأمر(عج)کان يناجي ويقول:

«اللهمّ أنّ شيعتنا خلقت من شعاع أنوارنا وبقيّة طينتنا وقد فعلوا ذنوباً کثيرة اتکالاً علي حبّنا وولايتنا فإن کانت ذنوبهم بينک وبينهم فاصفح بينهم وقاصّها عن خمسنا وأدخلهم الجنّة وزحزحهم عن النار ولا تجمع بينهم وبين أعدائنا في سخطک».

2 - السيد محمّد مهدي الطباطبائي«بحر العلوم»من علماء الشيعة الفطاحل، تشرف مراراً بخدمة ولي اللَّه الأعظم الإمام الحجة ابن الحسن العسکري(عج)وقد نقل المحدث القمي قدس سره في کتاب رجاله ثمان حکايات ترتبط بکرامات هذا العالم الجليل وتشرفاته بخدمة ناموس العصر(عج)ورد في أحداهما أن الإمام(عج)ولفرط حبّه ولطفه وکرمه بالسيد، احتضنه وضمّه الي صدره الشريف.

3 - نقل السيد حسن الأبطحي في کتابه الکمالات الروحية الجزء الثاني أن أحد تلامذة الشيخ الأنصاري قال: خرجت ذات ليلة من منزلي في مدينة کربلاء المقدسة بعد منتصف الليل، وکان الظلام دامساً والأزقة مملوءة بالوحل علي أثر هطول المطر، وکنت أحمل معي سراجاً.

وبينما أنا سائر في الطريق، رأيت من بعيد شخصاً يقترب، فدقّقت النظر فعرفت أنّه الاُستاذ الشيخ الأنصاري قدس سره وبرؤيته في ذلک الظلام تساءلت مع نفسي تري الي أين يذهب الاُستاذ في هذا الليل المظلم وفي هذه الأزقة الموحلة مع ما به من ضعف في البصر؟

وتخوفاً عليه من أن يکون قد کمن له أحد في الطريق مشيت خلفه دون أن يشعر.

وسار الشيخ حتي وصل الي باب دار ووقف عندها وأخذ يقرأ الزيارة الجامعة بخشوع.

وبعد أن أتمّ قراءة الزيارة فُتحت له الباب ودخل الي داخل الدار، فلم أعد أري شخصه ولکني سمعته يتحدث مع شخص في داخل الدار.

بعد ساعة تشرفت بزيارة الحرم المطهر ورأيت الشيخ هناک.

وفيما بعد، وعندما زرت سماحته سألته عن قصّته تلک الليلة، وبعد اصرار کثير أجابني قائلاً:

أحياناً أحصل علي إذن التشرف بخدمة إمام العصر(عج)ولقائه، فأذهب وأقف الي جنب تلک الدار وأزوره بالزيارة الجامعة، فإن صدر إذن ثانٍ، تشرفت بزيارته في تلک الدار وسألته عن بعض المطالب واسمتدّ منه العون واعود.

ثم أنّ الشيخ قدس سره أخد مني عهداً علي عدم افشاء هذا الأمر مادام هو علي قيد الحياة.

4 - کان أحد علماء بلاد اليمن ويلقب ب(بحر العلوم)وهو زيدي المذهب ينکر الوجود المقدس لمولانا صاحب العصر والزمان(عج).

وکان هذا العالم قد کتب رسائل کثيرة الي علماء الشيعة في زمانه طالباً منهم الأدلة المقنعة علي اثبات وجوده الشريف ولکنه لم يقتنع بأجوبتهم وأدلتهم.

فکتب أخيراً رسالة مفصلة الي سماحة الحجة آية اللَّه السيد أبوالحسن الأصفهاني قدس سره والذي کان في النجف الأشرف، طالباً منه الأدلة القاطعة علي اثبات وجود الإمام الحجة(عج).

أجابه السيد أبوالحسن الاصفهاني برسالة جاء فيها: اقدم الي النجف الأشرف وساُجيبک شفاهة عن مسألتک.

ولما کان هذا العالم الزيدي طالباً للحقيقة في واقع الأمر، لذا شدّ الرحال مع ولده سيد إبراهيم وجمع من مريديه الي النجف الأشرف.

وعندما وصل الي النجف التقي السيد الاصفهاني وقال له: لقد جئت الي النجف کما دعوتني وآمل أن تجيبني کما وعدتني، قال له السيد: نعم، تعال غداً مساءاً الي منزلي وساُجيبک عن سؤالک.

وفي مساء اليوم الثاني جاء بحر العلوم اليماني مع ولده الي منزل السيد الاصفهاني، وبعد تناول طعام العشاء والبحث في المطالب العلمية حول وجود المولي صاحب العصر والزمان(عج)انصرف بقية الضيوف وبقي بحر العلوم وولده عند السيد مع بعض الخواص.

وبعد انتصاف الليل قال المرحوم السيد الاصفهاني لخادمه(مشهدي حسين): احمل السراج وتعال معنا.

وقال للسيد بحر العلوم وولده: هيا بنا نذهب لترون بأنفسکما صاحب الزمان(عج).

يقول السيد ميرجهاني: کنّا حضوراً هناک فأردنا أن نذهب معهم فلم يقبل السيد الاصفهاني وقال: ليأت بحر العلوم وولده فقط.

فذهبوا ولم نعرف الي أين يذهبون، ولکن في اليوم الثاني وعندما التقينا ببحر العلوم وولده سألناه عما جري في الليلة السابقة فقال:

بحمداللَّه، لقد تشرفنا باعتناق مذهبکم ونحن الآن نعتقد بوجود وليّ العصر والزمان(عج).

قال: لقد أرانا السيد الاصفهاني الإمام الحجة(عج).

فسألته: وکيف أراکم بقية اللَّه(عج)؟

قال: عندما خرجنا من المنزل لم نکن ندري الي أين يذهب بنا السيد، حتي وصلنا الي وادي السلام وفي وسط الوادي محل يقال له«مقام صاحب الزمان(عج)»عندما وصلنا الي المقام، أخذ السيد الاصفهاني السراج من مشهدي حسين وأخذني معه الي داخل المقام وهناک جدد وضوءه وصلي أربع رکعات في المقام وتلفّظ ببعض الکلمات التي لم أفهمها في حين کان ابني يضحک علي أفعاله تلک.

وفجأة أضاء الفضاء، وهناک يقول إبراهيم ابن بحر العلوم: في هذه الأثناء کنت خارج المقام وکان أبي والسيد أبوالحسن الاصفهاني داخل المقام وبعد عدة دقائق سمعت صوت أبي الذي کان يصيح بصوت عالٍ ثم اُغمي عليه.

اقتربت منه فرأيت السيد الاصفهاني يمرّغ له کتفيه حتي أفاق.

وعندما رجعنا من هناک قال لي أبي: لقد رأيت حضرة بقية اللَّه وولي العصر(عج)وقد شرّفني باعتناق المذهب الشيعي الاثني عشري، ولم يقل أبي أکثر من ذلک.

بعد عدة أيام رجع بحر العلوم وولده ومن معهم الي اليمن وصار سبباً في تشيّع أربعة آلاف يماني زيدي واعتقادهم بالمذهب الاثني عشري.

لا يخفي أن الاُسلوب الذي اتبعه السيد أبوالحسن الاصفهاني مع بحر العلوم اليمني لاثبات وجود الحجة(عج)هو من أفضل أساليب الاقناع، ولکن ليس هو الاُسلوب الوحيد بل هناک أساليب کثيرة يمکن اعتمادها في هذا المجال، ولعلّ السيد الاصفهاني کان قاطعاً بأن تلک الأساليب لا تنفع مع هذا الرجل، ولأنّ هناک فائدة کبيرة في اقناعه بوجود الحجة(عج)کتشيّع آلاف الناس، بتشيّعه اضطر السيد لاستعمال هذا الاسلوب، ولاشک في أنّه إنّما تمّ باجازة الإمام الحجة(عج)وإلّا فإن الإمام الحجة(عج)ليس روحاً يمکن احضارها وتسخيرها متي ما شاء الآخرون - نعوذ باللَّه من مثل هذه التصورات - بل لا يمکن لأحد أن يراه ويتعرف عليه إلّا بإرادة اللَّه تعالي.

فکل ما جري إذن، إنّما جري لحکمة ومصلحة إلهية وقد لا تتوفر هذه المصلحة في الموارد الاُخري.

5 - ذکر الشيخ الجليل أمين الإسلام الفضل بن الحسن الطبرسي(صاحب تفسير مجمع البيان)في کتابه کنوز النجاح قال:

دعاءٌ علّمه صاحب الزمان عليه السلام«اللَّه الملک المنان»أبا الحسن محمد بن أحمد بن أبي الليث رحمة اللَّه تعالي عليه في بلدة بغداد في مقابر قريش.

وکان أبوالحسن هذا قد هرب الي مقابر قريش والتجأ إليها خوفاً من القتل فنجّي منه ببرکة هذا الدعاء.

قال أبو الحسن المذکور انّه علّمني أن أقول:

«اللهمّ عظم البلاء وبرح الخفاء وانقطع الرجاء وانکشف الغطاء وضاقت الأرض ومنعت السماء وإليک ياربي المشتکي وعليک المعوّل في الشدّة والرخاء. اللهم فصلّ علي محمد وآل محمد اُولي الأمر الذين فرضت علينا طاعتهم وعرّفتنا بذلک منزلتهم ففرّج عنّا بحقهم فرجاً عاجلاً قريباً کلمح البصر أو هو أقرب يامحمد يا علي اکفياني فإنکما کافياي وانصراني فإنکما ناصراي يا مولاي يا صاحب الزمان الغوث الغوث الغوث أدرکني أدرکني أدرکني».

قال الراوي: انّه(عج)عند قوله:«يا صاحب الزمان»کان يشير الي صدره الشريف [2] .

هذه الحکاية وان لم يرد فيها تفاصيل اللقاء والتشرف إلّا أن نقل الطبرسي لها وذکر هذا الدعاء يدل علي قبوله لها.

والمستفاد من هذه الحکاية انّ الإمام(عج)يتلطف علي شيعته ومواليه عندما تضيق بهم الاُمور.

وهذا المعني يستفاد من کثير من الحکايات، کما انّه هو المستفاد من ألقابه وکناه صلوات اللَّه عليه حيث يلقب ب(الغوث).

6 - نقل السيد الشهيد القاضي نور اللَّه الشوشتري قدس سره في«مجالس المؤمنين»انّه اشتهر عند أهل الإيمان أن بعض علماء أهل السنّة ممّن تتلمذ عليه العلّامة في بعض الفنون، ألّف کتاباً في ردّ الإمامية ويرأه للناس في مجالسه ويضلّهم وکان لا يعطيه أحداً خوفاً من أن يردّه أحد من الإمامية.

فاحتال العلّامةقدس سره في تحصيل هذا الکتاب الي أن جعل تتلمذه عليه وسيلة لأخذه الکتاب منه عارية، فالتجأ الرجل واستحيي من ردّه وقال:

إني آليت علي نفسي أن لا اُعطيه أحداً أزيد من ليلة واحدة، فاغتنم الفرصة في هذا المقدار من الزمان. فأخذه منه العلّامة وأتي به الي بيته لينقل منه ما تيسر منه للرد عليه.

فلمّا اشتغل بکتابته وانتصف الليل، غلبه النوم فحضر الحجة(عج)وقال: ولّني الکتاب وخُذْ في نومک.

فانتبه العلّامة وقد تم الکتاب باعجازه عليه السلام.

وفي بعض المؤلفات انّه کتب في آخر الکتاب:

من هذه الحکاية يُستفاد اُمور:

الأوّل: عناد المخالفين واصرارهم علي الکيل والنيل من اتباع أهل البيت عليهم السلام علي الرغم من کل ما ورد في کتبهم في أحقيّة مذهب أهل البيت عليهم الصلاة والسلام.

فهؤلاء ولتعصبهم الأعمي علي مرّ الأزمنة وليوم الناس هذا يحاولون اطفاء نور اللَّه بأفواههم وأقلامهم حتي أن هذا المعاند الوارد ذکره في القصة سطّر بزعمه ألفي دليل علي ابطال الحق!! فردّه العلّامة قدس سره بألفي دليل لاثبات مذهب الحقّ وسمّي الکتاب بالألفين.

الثاني: جدّ اتباع المذهب کالعلّامة وغيره وتحمّلهم العناء من أجل نصرة المذهب والحقّ حتي اضطرّ العلّامة أن يحتال ويتتلّمذ عند هذا الشخص الذي لا يليق لأن يکون تلميذاً عند العلّامة، کل ذلک من أجل الدفاع عمّن أمرنا بمودّتهم ومتابعتهم في القرآن، الکريم والذين جعلهم النبيّ الأکرم محمدصلي الله عليه وآله عِدل القرآن.

الثالث: لطف الإمام الحجة(عج)بهؤلاء العلماء وبالشيعة والطائفة الحقّة والفرقة المحقّة، ولاشک في ذلک وهو مظهر الرحمة الإلهية واللطف الربّاني حيث رأيت کيف انّه سلام اللَّه عليه تدخل بنفسه الشريفة لنصرة أتباع مذهب أجداده الطاهرين عليهم السلام.


پاورقي

[1] موضع في مدينة سامراء وهو الطابق تحت الأرضي لبيت الإمام العسکري عليه السلام وکانت غيبة الإمام المهدي عليه السلام فيه وهو الآن مجاور الروضة العسکرية علي مشرفها السلام.

[2] بحار الأنوار ج53 ص275.