بازگشت

ماورد من التوقيعات


ورد عن کل واحد من النواب - أمثلةً کافية کالتي ذکرها الشيخ الصدوق رحمه الله المتوفي سنة (381 ه) [1] والشيخ الطوسي رحمه الله المتوفي سنة (460ه) [2] والشيخ الطبرسي رحمه الله المتوفي بداية القرن (6 ه) [3] والشيخ المجلسي المتوفي سنة (1111 ه). في کتبهم المشار اليها في الهامش [4] .

روي الشيخ العمري الکبير أبو عمرو عثمان بن سعيد(رضوان اللَّه عليه)قال: تشاجر ابن أبي غانم القزويني وجماعة من الشيعة في(الخلف)فذکر ابن أبي غانم أنّ أبا محمدعليه السلام مضي، ولا خلف له.

ثم إنهم کتبوا في ذلک کتاباً وأنفذوه الي الناحية، واعلموه بما تشاجروا فيه، فورد جواب کتابهم بخطه صلي اللَّه عليه وعلي آبائه:

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

عافانا اللَّه وإياکم من الفتن، ووهب لنا ولکم روح اليقين، وأجارنا وإياکم من سوء المنقلب، إنه أنهي إليّ ارتياب جماعة منکم في الدين، وما دخلهم من الشک، والحيرة في ولاة أمرهم فغمّنا ذلک لکم لا لنا، وساءنا فيکم لا فينا، لأن اللَّه معنا فلا فاقة بنا إلي أحد غيره، والحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا(ونحن صنايع

ربنا والخلق بعد صنايعنا).

يا هؤلاء، ما لکم في الريب تترددون، وفي الحيرة تنعکسون، أو ما سمعتم اللَّه يقول:«يا أيُّهَا الّذينَ آمَنوا أطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرسُولَ وَأُولِي الأَمْر مِنکُم» [5] أوما علمتم ما جاءت به الآثار مما يکون، ويحدث في أئمتکم، علي الماضين والباقين منهم السلام، أو ما رأيتم کيف جعل اللَّه لکم معاقل تأوون إليها، وأعلاماً تهتدون بها من لدن آدم إلي أن ظهر الماضي عليه السلام کما غاب علم بدأ علم، وإذا أفل نجم طلع نجم، فلما قبضه اللَّه إليه ظننتم أن اللَّه أبطل دينه، وقطع السبب بينه، وبين خلقه، کلا ما کان ذلک ولا يکون حتي تقوم الساعة، ويظهر أمر اللَّه وهم کارهون.

وأن الماضي عليه السلام مضي سعيداً فقيداً علي منهاج آبائه عليهم السلام حذو النعل بالنعل، وفينا وصيته وعلمه ومنه خلفه ومن يسدّ مسدّه، ولا ينازعنا موضعه إلا ظالم آثم، ولا يدعيه دوننا إلا کافر جاحد، ولولا أن أمر اللَّه لا يغلب، وسرّه لا يظهر، ولا يعلن، لظهر لکم من حقّنا ما تهتز منه عقولکم، ويزيل شکوکم، ولکنه ما شاء اللَّه کان، ولکل أجل کتاب.

فاتقوا اللَّه، وسلّموا لنا، وردوا الأمر إلينا. فعلينا الإصدار کما کان منا الإيراد، ولا تحاولوا کشف ما غطّي عنکم، ولا تميلوا عن اليمين، وتعدلوا إلي اليسار، واجعلوا قصدکم إلينا بالمودة علي السنّة الواضحة، فقد نصحت لکم، واللَّه شاهد عليّ وعليکم، ولولا ما عندنا من محبة صاحبکم، والرحمة بکم، والإشفاق عليکم، لکنا ولادة الإمام المهدي عليه السلام

عن مخاطبتکم في شغل في ماقد امتحنا به من منازعة الظالم العتل الضّال المتتابع في غيّه المضاد لربه المدعي ما ليس له الجاحد حقّ من افترض اللَّه طاعته الظالم الغاصب.

وفي ابنة رسول اللَّه لي اُسوة حسنة وسيردي الجاهل رداءة عمله. وسيعلم الکافرون لمن عقبي الدار.

عصمنا اللَّه وإياکم من المهالک والأهواء، والآفات والعاهات، کلها برحمته فإنه ولي ذلک، والقادر علي ما يشاء. وکان لنا ولکم وليّاً وحافظاً.

والسلام علي جميع الأوصياء والأولياء والمؤمنين، ورحمة اللَّه وبرکاته، وصلي اللَّه علي محمد وآله وسلّم تسليما [6] .


پاورقي

[1] في کتابه: کمال الدين وتمام النعمة، ص 486 - 450، ط 1، النجف.

[2] في کتابه، الغيبة، ص 199 - 177، ولدي حديثه عن النواب الممدوحين في ص 214 وما بعدها، وذکر في ص 288 وما بعدها صورة لبعض توقيعات الإمام عليه السلام.

[3] في کتابه: الاحتجاج، ص 325 - 277، ط. دار النعمان - بيروت.

[4] في البحار، ج51، لدي حديثه عن سفراء الإمام عليه السلام، وفي ج53، باب(ما خرج من توقيعاته)، ص 198 - 150.

[5] النساء: 59.

[6] الطوسي، الغيبة، ص 174 - 172، الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص 278 و 279.