بازگشت

الکيان الشيعي


يستفاد من الروايات الواردة بشأن سيرة الإمام عليه السلام خلال فترة الغيبة الصغري أن جهوده ورعايته لم تقتصر علي سفرائه بل کان الإمام يسعي لحفظ سائر المؤمنين من الاضطهاد والظلم العباسي متّخذاً سبيل آبائه عليهم السلام.

فقد روي الشيخ الکليني رضي الله عنه في الکافي«عن علي بن محمد قال: خرج نهي عن زيارة مقابر قريش والحيرة فلما کان بعد أشهر دعا الوزير الباقطائي فقال له: الق کل من بين الفرات والبرسيين وقل لهم لا يزوروا مقابر قريش فقد أمر الخليفة أن يتفقّد کلّ من زار فيقبض عليه» [1] .

کما إنّ الإمام عليه السلام منع وکلاءه من استلام الأموال من قواعده، عندما أمر الخليفة بأن ترسل إليهم أموال بيد أشخاص لا يعرفونهم، کي يقبضوا علي الذين يستلمون المال، لمّا بلغه وجود الإمام، وأنه تجبي إليه الأموال عن طريق وزير الخليفة - عبداللَّه بن سليمان - [2] .

کما شملت هذه الرعاية قضاء حوائج المؤمنين الشخصية والاجتماعية والإصلاح بينهم وحلّ مشاکلهم المختلفة الفکرية وغيرها ممّا نقلته لنا المصادر التاريخية في هذه الفترة.

فضلاً عن مواقفه عليه السلام في کشف الانحرافات العقائدية، وإفشال انتحال السفارة من مدّعي السفارة والإمامة.

فکانت التوقيعات الشريفة والرسائل الصادرة عن الإمام عليه السلام في مرحلة الغيبة الصغري هي أحد أهمّ أنشطته في الغيبة الصغري وتعدّ أحد مصادر تأريخ هذه الفترة [3] .


پاورقي

[1] الکافي: 441:1.

[2] الکافي، ج2، ص 440.

[3] الغيبة الصغري: 367 وما بعدها.