بازگشت

المقدمة


لم تکن المعرکة بين الحق والباطل قد انتهت بعد وفاة رسول اللَّه صلي الله عليه وآله وإنّما انتقلت الي لون آخر من ألوان الصراع واستخدم خط الباطل من الاُمويين والعباسيين شتي ألوان الاضطهاد والقتل والتشريد بحق أتباع أهل البيت عليهم السلام.

کما توسعت أدوات المعرکة وتعددت جبهاتها کل ذلک من أجل إبادة خط النبوة ومعالمه الإلهية المتجسد بالأئمة وأبنائهم ذلک الخط الذي رعته يد الرحمة فإذا کانت جبهة القتل والإبادة قد تضع أوزارها بين فترة واُخري نجد المعرکة الفکرية والسياسية لم تنقطع بل نراها في تزايد مستمر، وأحد مفرداتها التشکيک في عقائد أهل البيت عليهم السلام ومحاولة اغراء البسطاء من الاُمة بصحة هذا التزوير والتحوير، ولما کان مفهوم الإمامة هو القطب الذي تدور رحي المعرکة حوله، لذا فقد تفنن الخصوم بأساليبهم لغرض التشکيک بها، ومفردات التشکيک في هذا المفهوم قد تعددت، منها التشکيک في العصمة أو عدم جدوي وجود إمام غائب واُخري في عدم امکانية طول العمر لهذا الإمام، وثالثة انکاره عن طريق التشکيک بولادته.

والبحث الذي بين أيدينا قد تناولنا فيه موضوع الولادة ضمن عدد من الفصول لننتهي من أن الإمام محمد المهدي عليه السلام قد ولد بالفعل لا کما يذهب البعض من أن المهدي الموعود ليس ابن الإمام الحسن العسکري وإنّما شخص سيولد في المستقبل.