بازگشت

ما معني «اثني عشر رئيساً»؟


لقد أوضحنا فيما سبق أنّ النبيّ المعزّي الذي وعد به الانبياء هو اسماعيليّ وهومحمّد صلي الله عليه و آله و سلم وبيّنا أيضاً أن الله تعالي سيبارک اُمم الارض بذرية ابراهيم عليه السلام من خلالابنه اسماعيل عليه السلام.

والملاحظ من النصّ الذي اوردنا حسب «أعمال الرسل» ان ثمة صلة موجودة بين الاثني عشر رئيسا وذاک النبي المبشر به، فاننا نجد أن صاحب السفر يذکر أوّلاًأن جميع الانبياء بشّروا به، ثم انه يربط بين أيام ذاک الرسول، وبين الايفاء بعهد اللهلابراهيم بمبارکة جميع عشائر الارض بنسله.

وبما أنّ النبي المعزي اءسماعيلي، وبما أن عهد الله لابراهيم کان هو أن يبارک جميع عشائر الارض بنسل ابنه اسماعيل بتکثيره جداً ويجعل 12 رئيساً من ذريّته، ولانالايفاء بعهده تعالي لابراهيم يبدأ في أيّام ذاک النبي الاسماعيلي المعزي، لذلک فالاثناعشر رئيسا لابد وان يکون زمان مجيئهم بعد مجيء ذاک النبي المعزي.

هذا من ناحية.

ومن ناحية اُخري فاننا نجد أن المسيح عليه السلام قد وعد الحواريين أصحابه بانه سيدعو الله تعالي ليرسل لهم المعزّي ليبقي معهم اءلي الابد.

(يوحنا 14: 16).

فالابدية هذه لابّد لها من أن تتبلور في وجهين:

أولاً: بخلود رسالته، ودعوته، ثانياً بخلود ذريّة النبي المعزي، فنحن نجد أن اليهود يعتبرون خلودهم وبقاءهم الابدّي من خلال وجود أولادهم وذرياتهم منبعدهم.

فالبقاء الابديّ هنا لابدّ وأن يکون له نفس المعني الذي تبنّاه الکتاب المقدّس في أغلب أسفاره، وعلي هذا فبقاء هذا النبي المعزي بين بني البشر اءلي الابد يکون لامحالة من خلال بقاء نسله وذريته.

وبما أن عهد الله تعالي لابراهيم عليه السلام کان بأن يلد ابنه اسماعيل اثني عشر رئيس ابعد مجيء النبي المعزي ـ کما أوضحنا ـ فان هؤلاء الرؤساء في أزمنة تمتد من بعد مجيءذاک النبي اءلي يوم القيامة حتي يصدّق الانجيل بقوله: انه سيبقي معهم (أي المعزي) اءليالابد. وعند التفحص والتطبيق نجد أن المقصود من هؤلاء الرؤساء الاثني عشر همالائمة الاطهار من آل الرسول محمد صلي الله عليه و آله و سلم.

وبهذا يکون قد تبيّن لک عزيزي القاريء أن التوراة والانجيل قد بشرا ـ بدون شک ـ بمجيء النبي محمد صلي الله عليه و آله و سلم، وبقيام اثني عشر رئيسا، واءماما من بعده من آلهوذريّته، يبارکون جميع عشائر الارض لما يجلبونه عليهم من هداية وقيادة اءلي طريقالرحمن جل ذکره.

ونختتم هذا الفصل بما أورده الاستاذ سعيد أيوب في دراسته القيمة عن المسيح الدجال: اءن المعسکر الذي سيواجه المسيح الدجّال وأتباعه ورجال الکنيسة المرتدةهو الاءسلام واءن القائد الذي سيکون علي رأس هذا العسکر هو:[المهدي المنتظر].

يقول النبي صلي الله عليه و آله و سلم:[المهدي يواطيء اسمه اسمي...].

فهل يقابل هذا الاءسم في الاءنجيل المتداول معالم له؟ لقد جاء في سفر

الرؤيا أن القائد الذي سيخوض معارک آخر الزمان اسمه:[... الامين الصادق...]!!!؟

وجاء في مصادر الاءسلام أن منهج المهدي:

[... يملا الارض قسطاً وعدلاً، کما ملئت ظلماً وجوراً...].

ويقابل هذه الصفات في سفر الرؤيا أنه هو:

[... الذي يقضي ويحارب بالعدل...].

وجاء في مصادر الاءسلام عن نسل المهدي:

[... المهدي من عترتي. من ولد فاطمة...].

ويقابل هذه الصفات في سفر الرؤيا:

[امرأة متسربلة بالشمس والقمر، تحت رجليها وعلي رأسها اءکليل من اثني عشر کوکباً... ولدت ابناً ذکراً عتيداً أن يرعي جميع الامم بعصا من حديد...].

قالوا في التفسير:[اءنها امرأة فاضلة.. وقور... ويأتي النسل من هذه المرأة!!].

واءن نسل هذه المرأة سيواجه المخاطر، والتنين سيقاتل باقي نسلها الذين يعملون بوصايا الله والاءکليل الذي علي رأس المرأة اءشارة للقيادة، والاثني عشر کوکباً،هم أسماء الرسل.

قلت: اءذا کان المهدي من ولد فاطمة، والمهدي هو آخر القادة، فمن الطبيعي أن يکون جميع أخوته هم المذکورين عند أهل الکتاب، أي أصحاب الشجرةالواحدة، التي خرجت من المرأة المتسربلة بالشمس والقمر. فاءذا کانت بعضالتفاسير قد أشارت اءلي الشمس بأنها تمثل والد المرأة وهذا الوالد کالشمس لانه يملاالارض نوراً، فيکفي أن نقول اءن والد المرأة هو محمد صلي الله عليه و آله و سلم. واءذا کانوا قد قالوا اءنالقمر يرمز اءلي زوجها لانه يضيء الليل فيکفي أن نقول اءن زوجها هو علي بن أبيطالب. ولقد کان بحق قمراً ينير في ليل فتنة هي في الحقيقة أحزنتنا کثيراً. وهذه الفتنأدت اءلي اضطهاد نسل المرأة وبنظرة واحدة لعلماء أهل الکتاب في کتاب «مقاتلالطالبيين» لابي الفرج الاصفهاني، ستجعلهم يعلمون أن نبوءة سفر الرؤيا التي قالتبأن هذا النسل سيضطهد صحيحة!.