العالم الاخضر
ان حصيلة ما يمکن تصوره عن اسرائيل والحرکة الصهيونية انها حرکة تستغلأساطير وأوهام ونبوءات توراتية وانها عندما أرادت حل المسألة اليهودية جاءتبحل استعماري غاية في الدموية والبطش والقسوة ومثقلاً بالاطماع التوسعية وأوهامالسيطرة وجنون العظمة.
ولذا فاءن السلام الذي يتحدث عنه التملود هو سلام القبور والذي لن يتحقق الاّبقتل الشعوب السبعة وتسخير الذين سينجون من القتل!!
ومن هنا فأن حرکة کهذه وقد نجحت الي حين في تأسيس کيان يمتلک رؤوساًنووية واسلحة ذرية ويعاني من عقد نفسية يعني أنه يمثل اءرادة الشرّ هذه الاءرادةالسلبية التي ستفضي الي عالم مؤلف من رماد وأنقاض.
وفي مقابل هذه الاءرادة تبرز حرکة المهدي التي واکبت التاريخ والحضارات حتيالان لتمثل اءرادة الخير والعدالة، وسنجد في ثناياها عالماً أخضر يمثل تطلعاتالانسانية وطموحات البشر عبر العصور.
ونورد هنا تلخيصا ما ورد في دراسة مفصلة تبدأ بتثبيت البواعث النفسية التيتفضي الي عالم اللامساواة والانحراف فهناک تثقيف حکومي موجه ينهض علي أسستتنافي وفطرة الانسان، وهموم الدولة في دفع رعاياها الي الطاعة لقوانين تجانب روحالعدالة.
وحالة التنافس المادي الذي يدفع بالانسان عادة الي انتهاج کل الاساليب فيالحصول علي المال.
اضافة الي التهافت الاجتماعي وتشرّب الافراد بثقافة الرفاه المادّي الذي يختزلالسعادة والرفاه بالحصول علي أکبر قدر ممکن من وسائل العيش الحديثة من مسکنوملبس ومرکب والذي يفرز ضمن تلک الثقافة حالة من النفوذ والمرکز الاجتماعي.
وأخيراً اختزل ازمة الحب بمسائل الجنس والاغراء والاستغراق في الجانبالحيواني منه.
وتتداخل هذه الاسباب وتتشابک فيجد المرء نفسه محکوماً بمسار يعتبره قدراًمقدوراً وأن سعادته وهناءه يتوقفان عليه وأن تيار الحياة هو هذا ولا غير فتضمحلشيئاً فشيئاً جوانب الحياة المعنوية والروحية والاخلاقية وهنا تکمن أولي خطيالعملية التغييرية.
ولذا تتضمن الاخبار في هذا المضمار منهجاً تربوياً يحقق ثقافة نقية تربي الانسانعلي طاعة الله وعبادته الحقيقية وسلوکاً أخلاقياً رفيعاً يصدر عن اجهزة الاعلاموالمؤسسات التعليمية.
ولان شعار العملية التغييرية هو تنفيذ العدالة الحقيقية، وهو ما ينسجم معالطموح الانساني وتطلعات البشرية، فان ارضية الانحراف والظلم سوف تتراجعأمام برامج الخير والصلاح.
حيث التنافس سيکون موجهاً ضمن معادلة أخلاقية تؤدي الي النفع العام.
کما ان نجاح البرامج والخطط والمشاريع الاقتصادية سوف يفرز مسلکاً أخلاقياًرفيعاً وتجربة انسانية نبيلة اءذ يحقق الفائض في الانتاج والعدالة في التوزيع وضعاًاجتماعياً تتراجع فيه بواعث الجريمة، ولن تکون هناک مبررات للاجرام التي يشکلالعوز الاقتصادي والظلم الاجتماعي مساحة کبيرة فيها.
ثم تأتي برامج تنظيم العلاقات الانسانية بين الجنسين في الاطار الذي يحقق رسالةالدين وأهدافه الانسانية، علي أساس انسجام الجانب التشريعي مع الجانب التکوينيومکافحة کل التقاليد والاعراف التي تتناقض مع رسالة الدين وجوهره الانساني فيتحقيق حياة کريمة تنظر الي الانسان وتعترف بميوله وترشد هذه الميول في ما يحققانسانيته وکرامته.
ومع الايمان بتوفر عنصرين في ظهور المهدي وهما البرنامج الحياتي الشاملوالکامل والاستقامة في التنفيذ والتطبيق، فأن توفر عنصر ثالث وهو تطلع البشريةالي خطوة الانقاذ هذه سوف يسهم في تحقيق انسجام کامل مما يساعد في نجاحالتجربة بشکل أخاذ.
فهناک اشارات نکتفي بذکر نموذج يؤکد تنامي الاتجاهات الانسانية وسيادةحالة من الاخوة والتضامن. عن أبي هريرة في حديث عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم انه قال:
«لتذهبن الشحناء والتباغض».
وعن الامام الباقر عليه السلام قال: «اذا قام قائمنا وضع يده علي رؤوس العباد فجمعبها عقولهم، وکملت بها أحلامهم».
وفي هذا ما يؤشر درجة الوعي يومئذ.
وبسبب نجاح الخطط والبرامج الاقتصادية والثورة العلمية المذهلة سيتحققرخاء اقتصادي، وفائض في الانتاج ووفرة في النقد الذي يعني قوة شرائية عليدرجة کبيرة.
عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «يکون في آخر الزمان خليفة، يقسم المال ولا يعدّه».
وعنه صلوات الله عليه: «لا تدّخر الارض من بذرها شيئاً الاّ أخرجته، ولاالسماء من قطرها شيئاً الاّ صبته عليهم مدراراً».
«تتنعم أمتي فيه نعمة لم ينعموا مثلها قط تؤتي الارض أکلها».
«تکثر الماشية وتعظم الامة».
«ابشروا بالمهدي! رجل من قريش من عترتي، يخرج في اختلاف من الناسوزلزال، فيملا الارض عدلاً وقسطاً کما ملئت ظلما وجورا. ويرضي عنه ساکنالسماء وساکن الارض، ويقسم المال بالسوية، ويملا قلوب أمة محمد غناه ويسعهمعدله».
«اذا قام القائم حکم بالعدل وارتفع في أيامه الجور وأمنت السبل وأخرجتالارض برکاتها».
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال:
«ولو قد قام قائمنا لانزلت السماء قطرها ولاخرجت الارض نباتها ولذهبتالشحناء عن قلوب العباد».
«تمشي المرأة بين العراق والشام لا تضع قدميها الاّ علي النبات».
فاذا کانت الصحراء بين الشام والعراق المليئة بالرمال تستحيل الي ارضخضراء يغمرها الامن والسلام، فانه ليس بوسع الخيال أن يتصوّر الثورة الزراعيةالتي سيشهدها عصر الظهور.
وتفند دراسة «تاريخ ما بعد الظهور» مقولة الانفجار السکاني الذي يهدد الارضبالمجاعة.
فمن السخف أن يقال: اءن البشرية متجهة نحو المجاعة، وان زيادة النسل يؤديحتماً اءلي قلة الارزاق في العالم. ان ذلک اءنما يتحقق، حين يکون الاءخلاص ضئيلاًوالعمل مبعثراً والتشريع ظالماً، کما هو الحال في عصر ما قبل الظهور. وأما حينتوجد الدولة المخلصة والتشريع العادل والايدي العاملة المجدة والعمل المنظم عالمياً،فسوف يمکنه أن يحفظ للبشرية أرزاقها مهما تزايدت وتکاثرت، بل يمکنها أن تزيدالانتاج اءلي أضعاف مقدار الحاجة، وتُضاعِف الدخل الفردي لکل البشر بشکل لامثيل له في ما سبق من تاريخ.
وأما المنهج التفصيلي التشريعي والعملي الذي يتبعه المهدي عليه السلام في دولته لنيلهذه النتائج الزراعية الرائعة، فالتعرف عليه موکول اءلي وعي ما بعد الظهور، واءنماالمستطاع التعرف علي بعض فقراته من خلال ما بين أيدينا من قواعد وأخبار».
«اءن نفس الاخبار التي سمعناها، تعطينا بعض الحقائق التي تفيدنا بهذا الصدد.فالاءمام المهدي عليه السلام، سيأمر بحفر نهر خلال الصحراء الواقعة بين کربلاءوالنجف، حتي ينزل الماء في النجف، ويعمل علي فوهته القناطير، يعني الجسوروالارحاء ـ وهو جمع أرحية وهي المطحنة القديمة للحب ـ ومن هنا قال في الرواية:فکأني بالعجوز علي رأسها مکتل فيه بر، تأتي تلک الارحاء فتطحنه بلا کري، أيبدون أجره.
فاءذا علمنا أن ذلک ليس اءلاّ مجرد مثال، ذکر طبقاً للفهم القديم، استطعنا أننتصور مقدار الانهر والقنوات الممدودة في الصحاري للري، ومقدار التجهيز الاليالزراعي المباح التصرف فيه للناس مجاناً، ليساعد علي سرعة الاءنتاج وضخامته،وعلي سرعة التوزيع والتسويق.
وستؤدي هذه الثورة الزراعية طبقاً لاءيديولوجية الدولة المهدوية، اءلي عدةنتائج مهمة، نفهم بعضها:
منها: توفر الاطعمة والثمار بکثرة لدي الناس، مع رخص قيمتها السوقية، بلتوفرها مجاناً للکثير من الناس.
ومنها: توفير العمل المنتج للعديد من الايدي العاملة، وبالتالي اءشباع الملايينمن العوائل التي کانت فقيرة ومضطهدة في عهد ما قبل الظهور.
ومنها: العمران الواسع خلال هذه الارض المزروعة، ذلک العمران الذيستتميز بعض تفاصيله.
ومنها: توفير الفرص الکبيرة لازجاء الحاجات الحياتية مجاناً، وبدون عوضوبذلک نستطيع أن نتصور حصول النتيجة المهمة الکبري المطلوبة.
وفي مجال التعدين تورد الدراسات ما يلي:
«نصت الاخبار الواردة بطرق الفريقين: بأن الارض تظهر معادنها وکنوزهاعلي سطحها حتي يراها الناس، وتلقي بأفلاذ کبدها کأمثال الاسطوانات من الذهبوالفضة.
وهذا يمکن فهمه علي أساس اءعجازي. بمعني أن يفترض أن ظهور المعادن عليسطح الارض يکون عن طريق المعجزة، تأييداً من الله تعالي للمهدي ودولته.
وهذا الفهم محتمل.. اءلاّ أنه ليس فهماً منحصراً. بل يمکن تقديم فهم آخر لايکون الفهم الاءعجازي أولي بالقبول منه علي أقل تقدير.
وهو أن نفهم الشکل الطبيعي لظهور المعادن، وهو استخراجها بالالة، عنطريق تخطيط معين واهتمام خاص من قبل الدولة، حتي تتوفر المعادن بأيديالکثيرين للقيام بها في الصناعات واءزجاء مختلف الحاجات.
ولا يخفي علينا في هذا الصدد، أن تطبيق الحکم الاءسلامي علي المعادن يجعلهامملوکة للافراد لا للدولة، بخلاف القوانين الوضعية التي تعتبرها جميعاً ملکاً للدولة.کما أنه يجعلها منتشرة بأيدي الالاف لا بأيدي عدد قليل من الناس.
وذلک: بأن نفترض أن الدولة المهدوية هي التي توفر آلات الاءستخراجالضخمة، مع تطبيق الحکم الاءسلامي القائل: أن کل من استخرج شيئاً من المعدنيجب عليه أن يدفع خمسه اءلي الفقراء وهو يملک المقدار الباقي. فينتج أن آلاف العمالالعاملين في المعادن سوف يملکون کميات ضخمة من المعدن المستخرج، وملايين منالفقراء سوف تنسد حاجتهم عن طريق دفع خمس المقدار المستخرج اءليهم.
فاءذا ضممنا اءلي ذلک الحکم الاءسلامي القائل: بأنه لا يجوز للمستخرج أن يزيدمقدار ما يستخرجه وما يملکه من المعدن، علي قوت سنته.. عرفنا أنه ليس من حقأي فرد من العاملين في المعدن أن يثري علي حساب الاخرين، واءنما بمجرد أن تصلثروته اءلي حد معين يفي بحاجته السنوية له ولعياله بما يناسب حاله اءجتماعياً، منعتهالدولة عن الحصول علي المقدار الزائد من المعدن، فاما أن يعتزل العمل ويسمح لغيرهبالاءستخراج، لکي يملک من المعدن بهذا المقدار أيضاً، أو أن يعمل ويکون الناتجللدولة مباشرة.
وعلي اي حال، فالدولة تملک الکمية الفائضة من المعادن عن کميات العمال،وهي کميات کبيرة، قد تزيد علي ما ملکه العمال جميعاً بأضعاف کثيرة. وهذهالکميات تستخدمها الدولة في صناعاتها وسد احتياجات العمل فيها.
ومن هنا تکون المعادن، تحت الحکم العادل، قد أفادت بطريق مباشر وغيرمباشر ملايين الناس، وأغنت ملايين العوائل في العالم.
الجهة السادسة: في السياسة المالية للدولة المهدوية، کما أشارت الاخبارواقتضتها القواعد الاءسلامية العامة.
وهناک فصل جديد يتعلق بصورة العالم في المستقبل لقد اعتدنا علي أن نتصورالتأثيرات الطبيعية في الحياة الاجتماعية أما العکس فقد يصعب علينا بسبب طريقةتفکيرنا وتأثرها بمناهج مادّية فلا نتصور العکس. يقول السيد محمد الصدر في هذاالمضمار:
«المستفاد من عدد من النصوص من الکتاب الکريم والسنة الشريفة، ان تطبيقالعدل الاءلهي أينما وجد، والمجتمع المؤمن أينما تحقق، فاءن الطبيعة تکون مساعدة لهبمشيئة خالقها الحکيم لانتاج النتائج الحسنة والوصول اءلي الرفاه الاجتماعي. وهذاأمر صحيح برهانياً.
قوله تعالي ـ نقلاً عن هود النبي عليه السلام:
(وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ ثُمَّ تُوبُوا اءِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْکُم مِدْرَاراً وَيَزِدْکُمْ قُوَّةً اءِلَيقُوَّتِکُمْ).
وقوله نقلاً عن نوح النبي عليه السلام:
(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ اءِنَّهُ کَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْکُم مِدْرَاراً وَيُمْدِدْکُم بِاَمْوَالٍوَبَنِينَ وَيَجْعَل لَکُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَکُمْ أَنْهَاراً).
فاءن اءرسال السماء مدراراً وشق الانهار وزيادة البنين ونحوها امور تکوينية ليسللاءنسان فيها يد، وخاصة في عصر نوح عليه السلام، ومع ذلک فقد قرنت مع الاستغفاروالتوبة، ومع اءصلاح النفس والاءخلاص بشکل عام. وهذا صادق بالنسبة اءليالمجتمع المحدود، فکيف اءذا أصبح المجتمع کله صالحاً مؤمناً.
فهذه مستويات ثلاثة من التأييد الاءلهي، لا حاجة الان اءلي الزيادة عليها.
الناحية الثانية: في تطبيق ذلک علي الدولة المهدوية، وما عرفناه من أشکالالتأييد التي تعتبر کنتائج لاءحدي هذه المستويات.
من الواضح أن الصفات المعتبرة لاستحقاق التأييد في المستويات الثلاثة کلهاموجودة في أصحاب الاءمام المهدي عليه السلام خاصة وفي الدولة العالمية العادلة، ککل؛ فمنالطبيعي أن يکونوا مشمولين لکل هذه الاشکال الثلاثة.
وأما من حيث النتائج التي تعرضها علينا الاخبار السابقة، فتتجلي في صورمختلفة:
الصورة الاولي: سهولة استخراج المعادن بشکل خارج عن الحسبان، سواءفهمناه من زاوية اءعجازية أو من زاوية طبيعية. وقد تحدثنا عن ذلک.
الصورة الثانية: اتساع الزراعة والاراضي المزروعة بشکل عظيم لم يسبق لهمثيل. «لا تدخر الارض من بذرها شيئاً اءلاّ أخرجته، ولا السماء من قطرها شيئاً اءلاّصبته».
الصورة الثالثة: ارتفاع الدخل الفردي بشکل لا مثيل له، اءلي حد ينغلق الطمعبالمال الزائد تماماً، کما صرَّحت به الروايات.
الصورة الرابعة: انه عليه السلام: «تطوي له الارض» وهو تعبير عن سرعة الوصول اءليالمکان البعيد، أما بشکل اءعجازي أو بشکل طبيعي.
الصورة الخامسة: شمول الاخوة لکل الناس وعموم الصفاء بينهم جميعاً، الامرالذي لم يحدث في أي نظام آخر. کما نصت عليه أخبار الفريقين.
الصورة السادسة: اءن الامن والصفاء لا يشمل البشر فقط، بل يشمل الحيواناتأيضاً: البهائم والسباع «واصطلحت السباع والبهائم» فيما بينها. وهي لا تضر الاءنسانايضاً «لا يهيجها سبع ولا تخافه».
وهذا الصلح أحد المظاهر الواضحة للتأييد الاءلهي للمجتمع المهدوي. حتي أنالوحوش تصبح ملهمة بقدر الله عزوجل، علي أن تتجنب کل ما يضر بالبشر منقتلهم او قتل مواشيهم أو اءفساد مزروعاتهم وغير ذلک بل لعلها تشارکهم فيمايشعرون من سعادة ورفاه وأخوة «يرضي عنه ساکن السماء» وهو الطير.
وهذا المطلب لا يمکن اءثباته من ناحية العلم التجريبي الحديث، ولا يکون قابلاًللتصديق من قبل أي فرد ممن وثق بهذا العلم واطمئن اءليه ولکن حسبنا تجربةالمستقبل، وحدوث يوم الظهور نفسه، فبيننا وبين المفکرين المحدثين، وجود المجتمعالعالمي العادل:
(فَانْتَظِرُوا اءِنِّي مَعَکُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ).
فاءن تجربة وجود هذا الصلح لا يمکن تحققها بدون تحقق ذلک المجتمع فاءنه الشرطالاساسي له. ولا يعقل أن يتحقق الشيء قبل توفر سببه. فاءن حدث ذلک المجتمع،ولم يحدث الصلح بين السباع والبهائم کان کلام المنکرين صادقاً. ولکنهم لا يمکنهماءثبات ذلک في العصر الحاضر، بأي حال من الاحوال.
ونحن لا نهتم کثيراً بمستقبل العالم الحيواني فهاجسنا الوحيد المستقبل الانسانيخاصّة وقد روّض الانسان کل حيوانات الغابة بما في ذلک سلطانها المهيب.
لکنه عجز عن ترويض نفسه فأصبحت الارض غابة مخيفة يخشي الانسان فيهاحتي ظلّه.
ولم يعد کما في الماضي ليخاف زئير الاسود وعواء الذئاب، بقدر ما يقلقه ازيزالرصاص وهدير الطائرات ودوّي المدافع فيما يرقد الشبح الذرّي المرعب يهددالانسانية بمصير «هيروشيما» في کل مکان ان هاجس الضمير الانساني اليوم هوالخصب والعدالة والسلام.