بازگشت

المخزون الايجابي للانتظار


يعبر ابن خلدون في مقدمته الشهيرة: ان المشهور من الکافة من أهل الاسلامعلي مرّ الاعصار، انه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيدالدين، ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون، يستولي علي الممالک الاسلامية ويسمّيبـ«المهدي، ويکون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيحعلي أثره، وان عيسي عليه السلام ينزل من بعده فيقتل الدجّال أو ينزل معه فيساعده عليقتله ويأتم بالمهدي في صلاته».

وهذا النص يترجم قوّة النقل الحديثي في النصوص الاسلامية حول مسألةالمهدي التي ينبغي أن تجتاز لدي العالم السني حالة النص التاريخي المغيّب في بطونالکتب لتتحول الي هاجس مستقبلي، فمادامت القضية ترتبط بآخر الزمان هي قضيةمستقبلية تتطلب التفکير الجاد علي أساس ان المهدي يقود مستقبل الاسلام في نهايةالمطاف.

وهنا يکمن الفرق بين العالم الشيعي الذي عاش قضية المهدي وجدانياً فتعثرحيناً ومشي يقطع أشواطاً في أحيان أخري وأخطأ وأصاب قاطعاً خطوات هامّة فيطريق التکامل والتعامل مع هذه القضية بشکل ايجابي فيما يتعامل العالم السني معهاباعتبارها ارثاً فکرياً وجزءاً من التراث الاسلامي العريق.

والانتظار يتحول من خلال مخزونه الايجابي الي دافع للحرکة والنمو وهذا يتوقفبطبيعة الحال علي دخوله دائرة الضمير کأمل أخضر ودائرة العقل کأسلوب للتفکيروبالتالي استحالته الي رؤية للمستقبل القادم.

ومن هنا يکون للانتظار قيمة حضارية بناءة ومؤثرة وفي أدبيات المذهبالامامي يدخل الانتظار في صياغة البعد الروحي من خلال الارتباط الوثيق بالغائبودعوته الي الظهور ولعل في «دعاء الندبة» شاهداً ثقافياً جلياً يکشف عن صياغةروحية للانسان الذي يعلن عن استعداده الکامل في خوض عملية التغيير الکبري.

ان «انتظار الانقاذ في ما ليس بوسع الانسان ان يقدمه أو يؤخّره، کما لو کانالغريق ينتظر وصول فريق الانقاذ اليه من الساحل ويراهم مقبلين اءليه لانقاذه، فانهمن المؤکد ان الغريق لا يستطيع ان يقدّم وصول فريق الانقاذ اءليه، الاّ أنه من المؤکدايضاً أن هذا الانتظار يبعث في الغريق أملاً قوياً في النجاة ويدخل نور الامل عليظلمات اليأس التي تحيط به من کل جانب».

فهنا يدخل الامل کعنصر أساس في بعث روح المقاومة فيما يدخل اليأس کعاملانهيار وهزيمة.

فالانتظار يؤدي الي انبعاث الامل والامل يبعث روح المقاومة وبالتاليالحرکة.

وهناک نقطة جديرة بالتأمل وهي أن ظاهرة الانتظار وبالرغم من کونها ظاهرةعامّة واکبت التاريخ الانساني ولکنها تعرّضت الي تغير جوهري لدي الامامية بعدالايمان بولادته سنة 256 هـ وهذا التغير ينطلق من توقع ظهور الغائب في أية لحظةوما يزال الاشعاع الفکري مستمراً حتي الان.

فهناک ايمان عام بحتمية الظهور ذات يوم ثم انتقل منذ ذلک التاريخ الي هاجسزمني بعد توفر المصداق خاصّة لدي جماهير الاءمامية.

ولدي استقراء التاريخ الاسلامي بشکل عام والشيعي بشکل خاص نجد خطّاًبيانياً يتصاعد مضطرداً في الاهتمام بهذه المسألة.

فلم تکن في زمن النبي لتتعدي بضعة أحاديث تنتقل عبر صدور الرواة ثم مالبثت ان اخذت مساراً جديداً عبر الزمن الي مطلع العصر العباسي الثاني واشتدادالمحن التي المت بالعالم الاسلامي وبالخصوص القواعد الشعبية للمذهب الامامي.

ان مسألة الانتظار لدي الشيعة الامامية هي موقفهم خلال فترة الغيبة الکبري،ودورهم الاجتماعي وبوضوح أکثر مسألة الجهاد والحکم.

ان وهج الايات القرآنية لا يمکن ان يخبو في ظل أي من الظروف فقوله تعالي:(وَأَعِدُّوا لَهُم مَا استَطَعْتُم مِن قُوَّةٍ) وقوله تعالي: (اءِنَّ اللّهَ اشْتَرَي مِنَ الْمُؤْمِنِينَأَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِاَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِيالتَّوْرَاةِ وَالاْءِنْجِيلِ وَالْقُرْانِ وَمَنْ أَوْفَي بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِکُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِوَذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

يشير اءلي أن القرآن الکريم يؤکد استمرار خط الرسالات الالهية حتي في غيابالنبوات بنفس الاتجاه الذي انطلقت فيه وهو هداية الانسانية نحو الکمال وبناء حياةتحقق اءنسانية الاءنسان وکرامته وهذا يستلزم استمرار حرکة الجهاد وتزعم عمليةالبناء الاجتماعي وقيادته.

غير أن هناک نقطة جديرة بالاهتمام وهي ان الجهاد لا يعني دائماً رفع السلاحفالجهاد له اساليب متنوعة تمتد لتشمل حالات العصيان المدني.

وقد اثبتت تجارب الامم المعاصرة وبما اصطلح عليه بالنضال السلبي جدويمثل هذا الاسلوب ولعل ابرز امثلته التجربة الهندية في الاستقلال علي يد داعيةاللاعنف غاندي.

غير ان تضخيم هذه الحالة ومحاولة التأسيس لها بشکل يلغي أو يسيء اليالاساليب الجهادية الاخري أمر تعسفي مجانب للمنطق. «.. فان العزلة علي أي حال

تعني السلبية والانسحاب والسلبية في الاعمال الاغلب تعني الراحة والاستقرار. ومنالواضح جداً أن الفرد لا يتکامل اخلاصه ووعيه الاسلامي الاّ بالعمل والتضحيةومواجهة الصعوبات».

ذلک ان الجهاد الايجابي تکاد تکون له الکفة الراجحة في ظل الارث الروائيالذي يشير الي وجود من يخرج قبل عصر الظهور ليمهد للثورة الکبري: «يخرجاناس من المشرق فيوطئون للمهدي سلطانه».

ومن هنا فان مسألة الانتظار الايجابي تکتسب من الاصالة ما يجعلها قويةومنطقية حتي مع وجود زخم اخباري يؤکد فشل واخفاق جميع نظريات الحکم: «مايکون هذا الامر (دولة المهدي) حتي لا يبقي صنف من الناس الاّ وقد ولّوا منالناس، حتي لا يقول قائل: اءنّا لو ولينا لعدلنا. ثم يقوم القائم بالحق».

«ان دولتنا آخر الدول. ولم يبق أهل بيت لهم دولة الاّ ملکوا قبلنا، لئلاّ يقولوااءذا رأوا سيرتنا لو ملکنا سرنا مثل سيرة هؤلاء وهو قول الله عزوجل: (وَالْعَاقِبَةُلِلْمُتَّقِينَ).

فهذه التجارب الانسانية علي تعددها تنطوي علي عناصر التکامل البشريالذي يمهد الارضية المناسبة لعملية التغيير الکبري التي تتوقف علي وجود انسان فذواکب مسار الحضارات وتشرّب قوانين التاريخ والزمن.

يقول الامام الشهيد محمد باقر الصدر:

ومن الواضح أن الحجم المطلوب من هذا الشعور النفسي يتناسب مع حجمالتغيير نفسه، وما يُراد القضاء عليه من حضارة وکيان، فکلما کانت المواجهة لکيانأکبر ولحضارة أرسخ وأشمخ تطلّبت زخماً أکبر من هذا الشعور النفسي المفعم.

ولما کانت رسالة اليوم الموعود تغيير عالم مليء بالظلم وبالجور، تغييراً شاملاًبکل قيمه الحضارية وکياناته المتنوعة، فمن الطبيعي أن تفتش هذه الرسالة عنشخص أکبر في شعوره النفسي من ذلک العالم کله، عن شخص ليس من مواليد ذلکالعالم الذين نشأوا في ظل تلک الحضارة التي يُراد تقويضها واستبدال حضارة العدلوالحق بها؛ لانّ من ينشأ في ظل حضارة راسخة، تغمر الدنيا بسلطانها وقيمهاوأفکارها، يعيش وفي نفسه الشعور بالهيبة تجاهها؛ لانه ولد وهي قائمة، ونشأصغيراً وهي جبارة، وفتح عينيه علي الدنيا فلم يجد سوي أوجهها المختلفة.

وخلافاً لذلک، شخص يتوغل في التاريخ عاش الدنيا قبل أن تري تلک الحضارةالنور ورأي الحضارات الکبيرة سادت العالم الواحدة تلو الاُخري ثم تداعتوانهارت، رأي ذلک بعينيه ولم يقرأه في کتاب تاريخ..

ثمّ رأي الحضارة التي يقدّر لها أن تکوّن الفصل الاخير من قصة الاءنسان قبلاليوم الموعود، رآها وهي بذور صغيرة لا تکاد تتبين..

ثمّ شاهدها وقد اتخذت مواقعها في أحشاء المجتمع البشري تتربص الفرصة لکيتنمو وتظهر..

ثم عاصرها وقد بدأت تنمو وتزحف وتصاب بالنکسة تارة ويحالفها التوفيقتارة اُخري..

ثمّ واکبها وهي تزدهر وتتعملق وتسيطر بالتدريج علي مقدّرات عالم بکامله،فاءنّ شخصاً من هذا القبيل عاش کلّ هذه المراحل بفطنة وانتباه کاملين ينظر اءلي هذاالعملاق ـ الذي يريد أن يصارعه ـ من زاوية ذلک الامتداد التاريخي الطويل الذيعاشه بحسّه لا في بطون کتب التاريخ فحسب، ينظر اءليه لا بوصفه قدراً محتوماً، ولاکما کان ينظر (جان جاک روسو) اءلي الملکية في فرنسا، فقد جاء عنه أنه کان يرعبهمجرد أن يتصور فرنسا بدون ملک، علي الرغم من کونه من الدعاة الکبار فکرياًوفلسفياً اءلي تطوير الوضع السياسي القائم وقتئذ؛ لان (روسو) هذا نشأ في ظلالملَکية، وتنفس هواءها طيلة حياته، وأما هذا الشخص المتوغل في التاريخ، فلههيبة التاريخ، وقوة التاريخ، والشعور المفعم بأنّ ما حوله من کيان وحضارة وليد يوممن أيام التاريخ، تهيأت له الاسباب فوُجِد، وستتهيأ الاسباب فيزول، فلا يبقي منهشيء کما لم يکن يَوجد منه شيء بالامس القريب أو البعيد، وأنّ الاعمار التاريخيةللحضارات والکيانات مهما طالت فهي ليست اءلاّ أياماً قصيرة في عمر التاريخالطويل.

هل قرأت سورة الکهف؟

وهل قرأت عن أولئک الفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم الله هدي؟ وواجهواکياناً وثنياً حاکماً، لا يرحم ولا يتردد في خنق أي بذرة من بذور التوحيد والارتفاععن وهدة الشرک، فضاقت نفوسهم ودبّ اءليها اليأس وسدّت منافذ الامل أمامأعينهم، ولجأوا اءلي الکهف يطلبون من الله حلاً لمشکلتهم بعد أن أعيتهم الحلول،وکبر في نفوسهم أن يظل الباطل يحکم ويظلم ويقهر الحق ويُصفّي کلّ من يخفق قلبهللحق.

هل تعلم ماذا صنع الله تعالي بهم؟

اءنه أنامهم ثلاثمائة سنة وتسع سنين في ذلک الکهف، ثمّ بعثهم من نومهم ودفعبهم اءلي مسرح الحياة، بعد أن کان ذلک الکيان الذي بهرهم بقوته وظلمه قد تداعيوسقط، وأصبح تاريخاً لا يُرعِبُ أحداً ولا يُحرک ساکناً، کلّ ذلک لکي يشهدَ هؤلاءالفتية مصرع ذلک الباطل الذي کبر عليهم امتداده وقوته واستمراره، ويروا انتهاءأمره بأعينهم ويتصاغر الباطل في نفوسهم.

ولئن تحققت لاصحاب الکهف هذه الرؤية الواضحة بکلّ ما تحمل من زخموشموخ نفسيّيْن من خلال ذلک الحدث الفريد الذي مدّد حياتهم ثلاثمائة سنة، فاءنالشيء نفسه يتحقق للقائد المنتظر من خلال عمره المديد الذي يتيح له أن يشهدالعملاق وهو قزم والشجرة الباسقة وهي بذرة والاءعصار وهو مجرد نسمة.

أضف اءلي ذلک، أن التجربة التي تتيحها مواکبة تلک الحضارات المتعاقبة،والمواجهة المباشرة لحرکتها وتطوراتها لها أثر کبير في الاءعداد الفکري وتعميق الخبرةالقيادية لليوم الموعود؛ لانها تضع الشخص المدّخَر أمام ممارسات کثيرة للاخرينبکلّ ما فيها من نقاط الضعف والقوة، ومن ألوان الخطأ والصواب، وتعطي لهذاالشخص قدرة أکبر علي تقييم الظواهر الاجتماعية بالوعي الکامل علي أسبابها، وکلملابساتها التاريخية.

ثمّ اءنّ عملية التغيير المدّخرة للقائدة المنتظر تقوم علي اساس رسالة معينة هيرسالة الاءسلام، ومن الطبيعي أن تتطلب العملية في هذه الحالة قائداً قريباً من مصادرالاءسلام الاُولي، قد بُنيت شخصيته بناءاً کاملاً بصورة مستقلة ومنفصلة عن مؤثراتالحضارة التي يُقدّر لليوم الموعود أن يحاربها.

وخلافاً لذلک، الشخص الذي يولد وينشأ في کنف هذه الحضارة وتنفتح أفکارهومشاعره في اءطارها، فاءنّه لا يتخلص غالباً من رواسب تلک الحضارة ومرتکزاتها،واءن قاد حملة تغييرية ضدها.

فلکي يُضمن عدم تأثر القائد المدّخر بالحضارة التي أُعدّ لاستبدالها لابدّ أنتکون شخصيته قد بُنيت بناءً کاملاً في مرحلة حضارية سابقة هي أقرب ما تکون فيالروح العامّة ومن ناحية المبدأ الي الحالة الحضارية التي يتجه اليوم الموعود اليتحقيقها بقيادته.

ومن هنا يدخل الانتظار قيمة حضارية تخلق «الامل» و«المقاومة» و«الحرکة»التي تؤدي في غالبية الاحوال الي الخلاص أو التمهيد للخلاص فالامل يسلح المرءبرؤية تخترق قضبان الزمن الي المستقبل المشرق فتستحيل عذابات الحاضر الي

اختبار وامتحان يلزمه الصمود والصبر والمقاومة ويکون صبره لاخنوعاً ومقاومته لاتحملاً فقط وانما مواجهة حقيقية لتغيير الواقع.

ونحن ندرک أن قانون التغيير يعتمد معادلة طرفاها الله سبحانه والانسان: «انالله لا يغير ما بقوم حتي يغيّروا ما بانفسهم» فالفعل التغييري يتوقف علي حرکةالانسان هذه الحرکة التي تؤهله لعملية التغيير.

ونذکّر مرّة أخري بالحرکة التمهيدية التي تسبق ظهور الامام الغائب والتيتنسجم تمام الانسجام مع فکرة الانتظار بمعناها الايجابي ومخزونها الحضاري.

ومراجعة للاحاديث التي تتعلق بجهود الموطئين توضح المساحات الجغرافيةالمترامية التي تنهض بهذه المهمة التغييرية.

فهناک رايات سود تظهر في الشرق تتقدم نحو النصر بخطي ثابتة حتي تسلّماللواء الي رجل من أهل البيت.

وهناک راية تظهر في خراسان تقاتل السفياني حتي تصل بيت المقدس تمهدللمهدي حکومته.

وتمتد هذه الحرکة من ايران الي اليمن لتتکلل فيما بعد في الحجاز والعراقومشاريع التمهيد ستکون واسعة وکبيرة جداً ومصيرية وسيحتدم الصراع في البدايةمع ثقافة الاستکبار التي تحاول قهر العالم الاسلامي وتذويب شخصيته وکيانه قبل أنيتطور الصراع الي مواجهة تظهر فيها المدافع والطائرات من مخابئها.

وستکون هناک استجابة حقيقية لنداء القرآن الکريم: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَا استَطَعْتُممِن قُوَّةٍ).

وفي هذا الفصل من فصول التاريخ الانساني ستبرز بشکل واضح ومدهش ثقافةالاستشهاد بعد هزيمة الثقافة التخاذلية التساومية.

وفي هذه المرحلة من تاريخ البشر سيتجلي أيضاً الحبّ الالهي، هذا الحبّ الذييرشّد حرکة الانسان مذ کان طفلاً يحب والديه ثم أخويه وأخواته واصدقاءه ومن ثمّالي الحب الطاهر الذي يقوده الي نصفه الاخر ليتکامل في ظل الشرعية والسير فيالطريق المضيء طريق الفضيلة والخير والسلام.

ولدينا نموذج متألق في ما حدث في ايران فثقافة الانتظار الايجابي والايمانالراسخ بالمصلح الغائب وحضور النائب هي وراء انتصار الثورة الاسلامية بقيادةالسيد الخميني.

وليس هناک من ينکر أن الدعاء وخاصّة الدعاء من أجل المهدي!

«اللهم کن لوليّک الحجة بن الحسن صلواتک عليه وعلي آبائه في هذه الساعةوفي کل ساعة، ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتي تسکنه أرضک طوعاًوتمتعه فيها طويلاً» وکذا دعاء الشکوي والالم والاستعانة من أجل التغيير: «اللهم اءنّانشکو اليک فقد نبينا وکثرة عدونا وقلة عددنا وشدّة الفتن بنا وتظاهر الزمان علينا..اللهم اءنّا نرغب اليک في دولة کريمة تعزّ بها الاسلام وأهله وتذلّ بها النفاق وأهله،وتجعلنا فيها من الدعاة الي طاعتک والقادة الي سبيلک وترزقنا بها کرامة الدنياوالاخرة». وغيرهما يشکل جزءً من المخزون الروحي الذي أهل الشعب الايرانيوقاده في دروب الجهاد والثورة.

وفي ضوء ما تقدّم نستوعب ما روي عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قوله: أفضل أعمال أمتيالانتظار.

فالانتظار حرکة باتجاه التغيير وليس توقفاً بانتظار الخلاص.